بقلم : سمر الدسوقى

كنت قد شرفت بحضور فاعليات الندوة التثقيفية الـ٣٤ للقوات المسلحة والتى أقيمت هذا العام تحت عنوان » العبور إلي المستقبل « مواكبة للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة، وكما هي العادة جاءت هذه الندوة محملة بالعديد من الرسائل الوطنية التى يحتاجها كلا منا في حياته وتعامله مع الآخرين.

أذكر في هذا الشأن ما أكد عليه سيادة الرئيس مشكورا فيما يتعلق بكوننا جميعا نسيج واحد وأننا كأمة لا يمكن أن ننفصل، بل ونضع دائما أمام أعيننا كافة الأماكن والمحافظات المصرية محل اهتمام وبخاصة سيناء الحبيبة، هذا بجانب أهمية تكاتفنا جميعا من أجل البناء فى المرحلة المقبلة، ومواجهة كل ما يستهدف خطتنا من أجل التنمية والعبور نحو المستقبل.

أما الرسالة الأكثر أهمية والتى أحتاجها وتحتاجينها في تربية وإعداد أبنائك لتحمل المسئولية فى المستقبل فكانت رسالة الاحترام والتقدير التى جاءت فى سياق الحوار المتبادل بين سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى واللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق وأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، والتى حملت الكثير من مشاعر التقدير بل والتواضع والاحترام وبخاصة ونحن نرى سيادة رئيس الجمهورية يتحدث بكل ود ومحبة مع اللواء سمير فرج متحدثا عن قيادته لكتيبة سيادة الرئيس فى الماضى، ومؤكدا على قيمة مجتمعية هامة نحتاج إليها فى إعداد وتربية أبنائنا ألا وهي قيمة التواضع والاحترام والحفاظ علي أواصر الود، فجميعها قيم احتجنا إليها جميعا في حياتنا الحالية، بل وتعرفنا كيف نستطيع أن نعد أبنائنا بالصورة الصحيحة للمستقبل فالبعض منا قد ينشغل فى زحام الحياة بالسعى وراء توفير متطلباتها الاقتصادية وذلك من أجل توفير حياة أفضل لأبنائه ناسيا أن الأهم من توفير هذه المتطلبات هو تنشئتهم على قيم وعادات وتقاليد تكفل لهم تحقيق النجاح فى المستقبل، فالإمكانات المادية مهما توفرت لا تعد شاب أو فتاة قادرة علي تحمل المسئولية فى المستقبل بل وتعرف جيدا كيفية الالتزام بالمبادئ الأخلاقية التي نشأنا عليها جميعا وبالتأكيد هي لا تتيح بمفردها النجاح، فالنجاح فى الحياة يحتاج أولا وأخيرا إلى تربية وتنشئة اجتماعية صحيحة تبتعد كل البعد عن التعالي والتنمر وعدم احترام الكبير وخيانة الأمانة والكذب، فكل هذه القيم السلبية لا وجود لها فى طريق نحو المستقبل، فى حين أن العكس تماما هو ما نحتاجه، وهو أيضا ما اختفي بصورة ما عن حياتنا مع العديد من الضغوط المجتمعية والاقتصادية التي دفعت كلا من الأب والأم للاهتمام بتوفير احتياجات الأبناء المختلفة قبل الاهتمام بإعداد هؤلاء الأبناء، لذا فهذه الرسالة القوية والعميقة والتي قدمها لنا سيادة الرئيس من خلال هذه الندوة تقدم لنا بصورة بسيطة مفتاح النجاح، فاعملوا علي تنشئة أبنائكم على قيمنا التي تربينا عليها جميعا قبل أن تعملوا على توفير متطلباتهم.