كتبت : أماني ربيع
لأن التعليم أساس التمكين، والرعاية الصحية حق أصيل كفله الدستور والقانون كانت توجيهات القيادة السياسية لأجهزة الدولة المختلفة بتذليل كافة العقبات التى تعوق تحقيق تمكين المرأة على مختلف الأصعدة وكافة المجالات ومن بينها التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والتى شهدت العديد من المبادرات الرئاسية والجهود الحكومية لتقديم خدمة صحية تحقق حياة كريمة لكل مصرى ومصرية.
إنجازات كثيرة وثمار عديدة حصدتها المرأة فى المجالات الثلاث بما يضمن لها تعليما جيدا وحياة كريمة وآدمية وصحة تمكنها من استكمال مسيرتها فى إعداد النشء والمساهمة فى بناء الوطن..
البداية من حملة 100 مليون صحة والتى حقّقت نجاحات غير متوقعةوقدمت خدمات لأكثر من 17 مليون سيدة بدءًا من سن 18 سنة، حيث تضمنت المبادرة حملات توعية لقياس السمنة والسكر والضغط ورعاية الصحة الإنجابية وتوعيتها بمخاطر سرطان الثدي، وفى يوليو عام ٢٠١٩ انطلقت مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية التى تستهدف بالأساس الكشف المبكر عن سرطان الثدى لتشمل التشخيص وصرف العلاج لـ28 مليون سيدة قامت بصرف العلاج بالكامل حتى الوصول للشفاء مع فحص السيدات بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة بالمجان.
واستهدفت المبادرات الرئاسية المتعلقة بالصحة الإنجابية للمرأة فحص 30 مليون امرأة مصرية لمن فوق الـ18 عاما بهدف الكشف المبكر عن أورام الثدي وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، كما كلف الرئيس بإطلاق مبادرة للكشف الطبي للمقبلين على الإنجاب لضمان صحة جيدة للأطفال وبناء جيل قوي قادر على المشاركة بالتنمية.
واستهدفت مبادرة "2 كفاية" مليون سيدة في سن الإنجاب في المحافظات الـ 10 الأكثر فقرا، والأعلى فى معدلات الإنجاب، وهي: الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر وأسوان، البحيرة والجيزة، بالإضافة إلى الخطة الإستراتيجية لتنمية الأسرة وتحسين الخصائص السكانية من خلال "مراكز صحة وتنمية الأسرة" والبالغ عددها 52 مركزًا على مستوى الجمهورية، حيث يضم كل مركز (وحدة صحية، حضانة للأطفال، مشاغل للصناعات اليدوية، ومركز تدريب للسيدات) ليضمن ربط الأم والطفل بالمركز الصحي وتوفير فرص عمل للسيدات بما يساهم في تحسين العائد التنموي وتمكين المرأة.
وشملت مبادرات الإصلاح الصحى للأطفال حديثى الولادة الكشف المبكر عن ضعف السمع بين المواليد على أن يتم تخصيص مستشفى بكل المحافظات لتوفير العلاج للحالات التى تحتاج إلى قوقعة أو تركيب السماعات على أن توفر لهم الرعاية الصحية مدى الحياة، كما انطلقت مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بين الأطفال، بالإضافة إلى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا العام تحمل الدولة تكلفة علاج مرض "الضمور العضلي" للأطفال حديثي الولادة، مطالبا منظمات المجتمع المدني بالمشاركة في هذا المشروع من خلال صندوق "تحيا مصر".
الأمراض المزمنة
أطلق رئيس الجمهورية مبادرة لمتابعة وعلاج الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي في يونيو 2020 بالتزامن مع مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وتمثل تجربة مصر الرائدة في القضاء على مرض فيروس «سي» نموذجا عالميا فريدا يرصد نجاح مصر في الانتقال من قائمة البلدان الأعلى في نسب انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي، إلى الدولة الأولى التي بصدد إعلان منظمة الصحة العالمية أنها خالية من هذا المرض، ونجحت في خفض تكلفة العلاج وتقصير مدته، وأصبح متاحا للجميع مما رفع نسب الشفاء بنسبة كبيرة تجاوز 98%—من خلال الحملة القومية للقضاء على فيروس سي التي انطلقت في عام 2014، وأسهمت في تحقيق وفر مالي في تكلفة العلاج يقدر بنحو 8 مليارات جنيه.
منظومة التأمين الصحي الشامل
فيما يخص منظومة التأمين الصحي الشامل تم تسجيل 3 ملايين و315 ألفا و877 مواطنًا بالمنظومة الجديدة بمحافظات المرحلة الأولى (بورسعيد، جنوب سيناء، الأقصر، الإسماعيلية، السويس، أسوان) مع استمرارية العمل في منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد وفقًا للمعدلات الزمنية المحددة، وتطوير المنشآت الصحية وفقًا لمعايير الرقابة والجودة الخاصة بالمنظومة الجديدة، وتستعد وزارة الصحة لتدشين المنظومة فى كفر الشيخ ومرسى مطروح وبنى سويف والمنيا، وبنهاية 2022 سننتهى من إدخال منظومة التأمين الصحى الشامل في 11 محافظة، لافتة إلى أن 30 % منالمستشفياتفى المحافظات تم تطويرها، كما أن المستلزمات الطبية متوفرة فى كل المستشفيات، موضحة أن المستشفيات الحكومية استطاعت القضاء على قوائم الانتظار.
مكافحة كورونا
نجحت إستراتيجية الدولة في التصدي لجائحة كورونا في تحقيق نتائج إيجابية مقارنة بالعديد من دول العالم التي شهدت انهيارًا في المنظومة الصحية، وعملت على تنويع مصادر الحصول على اللقاحات سواء من خلال الإنتاج القومي للقاح "فاكسيرا – سينوفاك" أو التعاون مع مختلف الجهات الدولية والشركات العالمية المنتجة للقاحات، واستطاعت مصر توفير لكل اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية للمصريين (جونسون أند جونسون - أسترازينكا - سبوتنيك - سينوفارم - سيونوفاك ) بمعدل يزيد عن 20 مليون جرعة من اللقاح المختلفة، وبلغ حجم المتلقين للتطعيم 10ملايين مصري.
كما تسعى الصحة تكثيف عملية تطعيم المواطنين والعاملين بالدواوين والمصالح الحكومية وكذلك العاملين بالمدارس وطلاب الجامعات لتحقيق أكبر فرص حماية لأفراد المجتمع من الإصابة بالفيروس، وتم توفير مخزون إستراتيجي لأدوية برتوكول العلاج وتوفير المستلزمات الطبية وتحديد عدد كبير من المستشفيات يصل إلى 500 مستشفى بكل المحافظات لتحويلها لعزل مرضي كورونا في حين استطاعت توفير الدعم والخدمة لباقي المرضى في مستشفيات أخرى متخصصة، بالإضافة إلى توفير مخزون إستراتيجي للأوكسجين بلغ في الاستعداد للموجة الرابعة 3.3 مليون لتر.
وأطلقت وزارة الصحة المصرية حملة "معًا نطمئن.. سجل الآن"، لتشجيع المواطنين على التسجيل وسرعة تلقي اللقاح في نفس اليوم، وتم تسجيل 10 آلاف و112 مواطنًا على الموقع الإلكتروني لتلقي اللقاح خلال عمل الحملة بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، ثم تم إطلاقها تباعا في العديد من محافظات الجمهورية، قبلي وبحري، وهدفها أن تجوب كل محافظات مصر لتوعية المواطنين بأهمية تلقي اللقاح لحماية أنفسهم وذويهم والمجتمع من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وتغيير اتجاهات المترددين في الحصول على اللقاح وحثهم على الإقبال على التطعيم، وتسجيل بيانات المواطنين الراغبين في تلقي اللقاح، وتوزيع هدايا عينية، والرد على كل الأسئلة والاستفسارات.
رعاية اجتماعية
على صعيد الرعاية الاجتماعية تعد مبادرة "حياة كريمة" من المبادرات الرائدة في هذا المجال حيث أدرجتها الأمم المتحدة ضمن أفضل الممارسات الدولية لأهداف التنمية المستدامة.
وفى إطار توفير حياة كريمة للمرأةأطلقت الدولة أكبر برنامج للدعم النقدي وجه إلى فئات المجتمع الأكثر احتياجا وغير القادرين على الكسب والعمالة المؤقتة، وقد بلغ أعداد الأسر المستفيدة من البرنامج 3,81 مليون أسرة بإجمالي 14,3 مليون فرد، بلغت نسبة الإناث الصادرة بأسمائهم بطاقات تكافل وكرامة 75.5%، كما بلغت النفقة المنصرفة من صندوق تأمين الأسرة في 31/12/2020 ما يقرب من4,46 مليار جنيه، وقد تم تخصيص 500 مليون جنيه من موازنة "برنامج تكافل وكرامة" للعام المالي 2020-2021 للتكليف الرئاسي "تكافؤ الفرص التعليمية" للمتسربين من التعليم أو غير الملتحقين بالتعليم، إلى جانب المنح الدراسية للطلاب غير القادرين بالجامعات والمعاهد الفنية، ودعم الطلاب ذوي الإعاقة غير القادرين، فضلا عن دعم التدريب المهني للطلاب المتسربين الذين تخطوا سن التعليم، ودعم الطلاب أبناء مصر من الأيتام بالمدارس والمعاهد والجامعات.
وتم تنفيذ "مبادرة حياة كريمة بلا أمية" في يوليو 2020 بالقرى المستهدفة من المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة" في 143 قرية ضمن 11 محافظة، وتستهدف المبادرة محو أمية مليون و800 ألف مواطن ببرنامج تكافل وكرامة، وحتى الآن استطاعت المبادرة محو أمية 55 ألف سيدة من مستفيدى برنامج تكافل وكرامة حتى الآن، خلال 3 سنوات سيتم الانتهاء من مليون و300 ألف مواطن سيتم محو أميتهم.
سجون بلا غارمات
تأسست مبادرة "سجون بلا غارمات" بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2018، وتم رصد ما يقرب من 30 مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لتنفيذ المبادرة، بالإضافة إلى الإفراج عن 6400 حالة من مختلف السجون حتى عام 2019، وتم تشكيل اللجنة الوطنية لرعاية الغارمين والغارمات بتكليف من الرئيس، وعقدت أولى اجتماعاتها في يوليو 2020، وهدفها وضع الإستراتيجية الخاصة بهم وإجراء التعديلات اللازمة على التشريعات الخاصة بتلك الفئة، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة للحصر الدقيق للمستحقين لضمان عدم ازدواجية سداد المديونية من أكثر من جهة.
استثمار لطاقة المرأة
تعلق الكاتبة الصحفية، سكينة فؤاد على مكتسبات المرأة على الأصعدة الاجتماعية والصحية والتعليمية قائلة: من أهم المبادرات التي تقدم دعما حقيقيا لتمكين المرأة "حياة كريمة" التي تحترم حقوقها وكرامتها وتقدم لها الدعم في أكثر من جهةولا أدل على ذلك من تصدرها الخطابات الرئاسية والحديث الدائم عن دعمها وتمكينها.
وتتابع: هناك اهتمام حقيقي بواقع المرأة وأحلامها، ويأتي ذلك بتقديم الدعم ورفع الوعي، فكل أجهزة الدولة توحد جهودها من أجل المزيد من التوعية بحقوقها لافرق فى ذلك بين القاضية والوزيرة والمحافظةوالمرأة البسيطة والمعيلة، فما يحدث على أرض الواقع هو استثمار لروح وطاقة المرأة المصرية القادرة دوما على العطاء.
وتؤكد النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب أن المرأة في عهد الرئيس السيسي حققت مكتسبات لم تحصل على مثيلها في عصور سابقة في جميع المجالاتوذلك بسبب إيمان سيادته بدورها، ولعل المكتسب الصحي واحدمن المكتسبات التي قطعت شوطا إيجابيا فيما حققه من نتائج مبهرة، فالمرأة موجودة دائما على أجندة الدولة في كل القرارات، وهذا الاهتمام من الدولة يرفع شعورها بالانتماء ويجعلها أكثر ولاء للوطن ويدفعها لتربية جيل من الشباب والفتيات المعتزين بانتمائهم للوطن والفخورين بما يحققه من إنجازات.
هدايا رئاسية
تثنى النائبةالبرلمانية سناء السعيد، عضو المجلس القومي للمرأة على المجهود الكبير الذي بذلتها الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم المرأة، وكيف تغير واقعها في عهد الرئيس السيسي عما قبله، والذي يقدم في كل خطاب له هدية للمرأة في صورة مبادرة أو قرار يؤكد على أهمية دورها ويحترم إنسانيتها.
وتقول: تعد مصر الدولة الأولى فى العالم التى أطلقت الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، وفي إطار ذلك هناك جهود استثنائية لدعم حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، بالإضافة إلى جهود الرعاية الصحية والاجتماعية والتى تهدف فى الأساس لتحسين أوضاعها الاجتماعية وحل مشكلاتها وتقديم رعاية صحية مناسبة، فضلا عن الاهتمام براحة المرأة العاملة بما يمنحها القدرة على تنظيم وقتها ورعاية أسرتها بساعات عمل أقل وإجازات تناسب وضعها، كما يشهد ملف التعليم طفرة حقيقية فيما يتعلق بالتعليم ومحو الأمية وسد الفجوة التعليمية بين الرجال والنساء، وتحقيق المزيد من المساواة بينهمافي كل المجالات، واللافت أن الرئيس يتابع هذه المبادرات التي تأتي بتوجيهاته ما يجعل أجهزة الدولة في حالة استنفار ونشاط لتحقيق رؤية سيادته وتقديم نتائج ملموسة وسريعة.
وترى النائبة غادة عجمي، عضو مجلس النواب أن المبادرات التى تم إطلاقها على الأصعدة الثلاثة اجتماعيا وصحيا وتعليميا تستهدف تأهيل وتمكين للمرأة للحصول على كافة حقوقها وتحقيق المساوية الكاملة مع الرجل فى الحقوق والواجبات، وإعطائها الفرصة الحقيقية للمشاركة في بناء الأسرة والمجتمع ككل.
وتقول: تسير خطة التمكين في أكثر من اتجاه في نفس الوقت ليكون متكاملا ويؤتي ثمارا حقيقية، كما أن اهتمام الدولة بصحة المرأة وتعليمها ومنحها حقوقها الاجتماعية يشعرها بأهميتها ويجعلها أكثر إحساسا بالأمان في مجتمع يحترم وجودها وحقوقها، لذا المرأة في عهد السيسي اكتسبت كل الدعم والقوة.
ساحة النقاش