بقلم : د. رانيا شارود

 

دار حوار بينى وصديقة لى فى "قعدة شاى" سألتني قائلة: هل لاحظتى ان معظم حالات الانفصال التى حدثت لبعض معارفنا كانت أثناء فصل الشتاء، وتتطور بعضها حتى أنها وصلت للانفصال؟ وتساءلت هل هناك علاقة بين الشتاء والخلافات الزوجية؟ وهل يؤثر المطر والضباب والبرودة على الحالة المزاجية للزوجين وتمدهما بطاقة سلبية؟ أم أن للضغوط المصاحبة لهذا من مصروفات وملابس ومتطلبات مدرسية تأثير على احتدام المشكلات بين الزوجين فضلا التزام رب الأسرة بتوفير ملابس شتوية لكل أفراد الأسرة والتى قد تنسيه احتياجاته الأساسية وتجعله يقدم متطلبات أسرته على نفسه!

واستطردت قائلة: بجانب هذه المسئوليات يصاب الأبناء بالعديد من الأمراض المصاحبة للشتاء من نزلات برد وإنفلونزا موسيمة ما يستلزم استشارة الطبيب وصرف أدوية الأمر الذى يشكل عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة ويجعل الأب فى دوامة مستمرة وتحت ضغط نفسى كبير يجعله على وشك الانفجار فى أى لحظة!

وفى المقابل تقع الزوجة تحت ضغط كبير لايقل عما يتعرض له الزوج فهى تستيقظ مبكرا لتبدأ يومهابإعداد أبنائها للذهاب إلى المدارس وتجهيز وجبة الإفطار والسندوتشات التى يصطحبونها معهم، بالإضافة إلى توصيلهم إلى مدارسهم، وذهابها إلى عملها إن كانت عاملة أو عودتها للمنزل لتبدأ دوامة جديدة متمثلة فى الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب وإعداد لطعام الغداء، ومع حلول الظهيرة عليها اصطحاب الأبناء من المدرسة إلى المنزل ومساعدتهم فى أداء واجباتهم المدرسية واستذكار دروسهم، وبعد كل هذا مطالبة بتلبية رغبات ومتطلبات زوجهاوهو ما يجعلكلمن الزوجين على شفا الانهيار، فأبسط مشاجرة بينهماقد تتطور بسرعة وينفجر كل منهمافى وجه الآخر.

وتابعت: أما فى فصل الصيف فقد تكون الأحوال بين الزوجين أحسنوأهدئ حالا عن الشتاء بسبب الرحلات والمصايف والخروجات والتى تساعد كل منهما على التخلص من الطاقة السلبية وتجديد نشاطه بجانب قلة المسئولياتالتى يتحملها الزوجان.

لم اختلف مع صديقتى كثيرا ورغم منطقية كلامها إلا أننى أرى أن الزواج مبنى علىالمودة والرحمة بين الزوجين وهو رباط مقدس فلا يغيب على كل منهما عنداتخاذأى قرار قد يؤثر على هذا الرباط أنيراعيا تأثيره على الأولاد  لأنهم هم الضحية ومن يدفعون فاتورة هذا القرار الصعب، وألا ينسيا الحب والأيام والذكريات الجميلة التى جمعتهما على الخير حتى الأيام الصعبة التى اجتازاها ومدى سعادتهمالتغلبهما على تلك العقبات،فالحب بينهما يجعلهمايريان الصعاب التى يمران بها فى حياتهما مرحلة حلوة رغم مرارتها وتجعلهما أكثر تماسكا وارتباطاومعها تتولد مشاعر الحب وتتجدد، ونحن على أبواب الشتاء وفى هذه الأيام قد توجد بعض الضغوط على الزوجين لذا أدعوهما للتريث والهدوء والحرص على مصلحة أولادهما والاهتمام بشئون أولادهما ومستقبلهم فهم عماد الأمة فإن اصلحا تربيتهم صلح المجتمع كله.

المصدر: بقلم : د. رانيا شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 583 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,802,045

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز