بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا نادين كانت تتحدث مع جدتها عن مشكلة تواجه صديقتها هديل التي تعمل في إحدى الشركات الكبرى وقد استطاعت أن تحقق نجاحا باهرا في فترة زمنية قصيرة ما جعلها موضع تقدير واحترام رؤسائها في العمل..
وخلال عملها الشاق دق الحب قلبها لزميل لها والذي يعتبر بمقاييس العقل زوجا مثاليا.
هنا سألتها جدتها عن ماهية المشكلة التي تواجهها هديل..
تنهدت الحفيدة مؤكدة أن مقولة "الحلو ما يكملش" صحيحة إلى درجة كبيرة، فزميل صديقتها طلب منها أن تترك عملها لأنه شاق ويستغرق كل وقتها وبعد الزواج لن تستطيع التوفيق بين عملها وبيتها خاصة أن وظيفتها لا حاجة لها فدخله كبير ..
وإذا أرادت العمل لتملأ وقت فراغها فيمكنها أن تختار وظيفة سهلة لا تحتاج لمجهود كبير..
وعندما أبدت اعتراضها غضب وأخذ يهددها بأسلوب خفي أنه لن يكمل ارتباطه بها..
والفتاة لا تعرف ماذا تفعل هل تضحي بمستقبلها وطموحاتها أم تترك حبيبها؟!
صمتت الجدة قليلا ثم تحدثت بصوت هادئ مؤكدة على أن زميل صديقتها لا يحبها فهو شخص أناني لا يحب إلا نفسه ولا يفكر إلا في مصلحته هو ولا يحاول حتى أن يسأل من ستصبح شريكته عن أحلامها في الغد هو ينظر فقط إلى مستقبله وليس مستقبلهما معا..
ولو افترضنا أن هديل ضحت بمستقبلها هل هذه التضحية سترفع من شأنها عنده بل على العكس سيرى أن كل ما يخصها ليس له قيمة ومن السهل الاستغناء عنه..
إن أكبر خطأ يرتكبه الشخص التنازل عن مستقبله فببساطة من تضحي بنفسها من أجل الغير من السهل جدا عليهم أن يضحوا بها.
ساحة النقاش