إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - هايدى زكى - ابتسام أشرف - أمانى ربيع - هدى إسماعيل

على الرغم من أن الاهتمام شعور يجب أن يكون متبادلا بين الزوجين باعتباره أحد أسباب الاستقرار العاطفى إلا أن الشكوى من غيابه تزايدت بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة خاصة من الرجل الذى لا يهتم بزوجته بعد الزواج أو بعد مرور سنوات عدة منه، ولم يقف الأمر عند مجرد الشكوى بل تعدى تأثير غياب الاهتمام إلى حدوث خلافات دائمة تؤدي بعضها إلى الانفصال، فشعور المرأة أنها أصبحت غير مرغوبة أو مرحب بها مؤلم لا يمكن التعايش معه، لذا دعونا نلقي نظرة عن قرب لنعرف كيف يكون الاهتمام وكيف نحافظ على حياة زوجية مستقرة.

في البداية تقول وفاء محمود، موظفة: الاهتمام وسيلة للتعبير عن الحب فكيف أصدق كلمة "بحبك" دون أن تترجم لأفعال وهذه هي المشكلة الحقيقة في الكثير من العلاقات الزوجية، فقبل الزواج كان زوجي يهتم بكل شيء في حياتي حتى أدق التفاصيل لكن للأسف تبدل الأمر بعد الزواج فلم أعد موجودة في خريطة يومه حتى مكالمة التليفون للاطمئنان علي لم يعد يجريها، فأنا زوجته عندما يعود إلى المنزل فقط لكن طوال اليوم لست موجودة وهو الأمر الذي أصبح مشكلة رئيسية في حياتنا وتحدثت معه كثيراً وللأسف دون جدوى.

بالرغم من أن الاهتمام "لا يطلب فى عرف النساء" ليس هناك ما يضاهى سعادة المرأة بزوج يهتم بها من تلقاء نفسه ويفكر فيما تحبه أو يبادر لفعل شيء فقط من أجلها فإن العديد من النساء تتخلى عن ثوابتها وتطلب الاهتمام والنتيجة واحدة وكما تقول سمية راضي، مترجمة : كثيرا ما كنت أسمع خبراء الاستشارات النفسية والعلاقات الأسرية ينصحوننا على الشاشات بالتحدث عن مشاعرنا وأن نشرح لأزواجنا ماذا نريد بالتحديد وشكل الاهتمام الذى يناسبنا إلا أننى كلما فعلت ندمت أكثر، فما معنى أن أخبره أننى أريد المزيد من الاهتمام والوقت وأريد أن أشعر بأن لى أولوية فى حياته إلا أنه لا شىء يتغير، فهو يجد الوقت لكل من حوله لأصدقائه وأهله وعمله وأولاده ولكن عندما يتعلق الأمر بى فهو مشغول.

أما أيمن مصطفى، مهندس فيقول: الكثير من الزوجات لايقدرن المجهود البدني والنفسي والعصبي الذي نمر به في العمل، فعدم الاهتمام لا يعني عدم الحب بالعكس فنحن في العمل ونبذل الوقت والجهد من أجل متطلبات المنزل وسد احتياجاته، أعلم أن هناك الكثير من الأزواج زاد الأمر معهم حتى وصل إلى حد الإهمال الكامل للزوجة لكن يجب أن يراعي الطرفان أن الحياة أصبحت سريعة والأشياء الصغيرة للأسف أحياناً ننساها لكن ليس عن قصد.

النشأة والتربية

تعلق د. نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع على تأثير الإهمال على العلاقة الزوجية قائلة: العلاقة الزوجية أو حتى الإنسانية لها جذور وأصل من النشأة والتربية فإذا نشأ الزوجان في منزل يحترم الرجل فيه المرأة والعكس ستكون علاقاتهما سوية، إما إذا تربى الرجل على سبيل المثال في منزل كانت الأم تطالب البنات أن يقمن بخدمة شقيقهن فهنا تكون المشكلة والعقبة في الحياة، فماذا نطلب من رجل نشأ في منزل هو رقم واحد به وأن الجميع في خدمته؟ كيف نطالبه باحترام زوجته والاهتمام بها وبكل تفاصيل حياتها؟

وتضيف: يجب عند البحث عن شريك الحياة أن تكون هناك اهتمامات مشتركة، وتقارب فكري وعقلي، ففترة الخطوبة هي مرحلة لمعرفة ما إذا كان الطرف الآخر مناسبا لاستكمال مسيرة الحياة أم لا وليست فترة ارتداء أقنعة وتجميل كما يفعل الكثير.

وتتابع: الاهتمام لا يكون عن طريق الإجبار بل هو مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، فمثلا زوجة تطالب زوجها بأشياء خارج استطاعته لمجرد أن صديقتها تملكها، فإذا كان الرجل يقوم بدوره كاملا من الرعاية والاهتمام غير المبالغ فيه فيجب على الزوجة أن تتغاضى عن الأمور السطحية، فالأهم من تذكره ذكرى يوم الخطوبة الاهتمام بها طوال اليوم ورعايته لها في جميع أمور الحياة، وإخلاصه لها وتحمله المسئولية كاملة، فالرجل المصري يعمل ليل نهار لتلبية احتياجات منزله وأبنائه لذا علينا مراعاة أن الحياة مليئة بالمشكلات والضغوط التي تؤثر على الحالة الذهنية والنفسية للطرفين.

أسباب الإهمال

توضح د. سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي أن إهمال الزوج لزوجته أو العكس قد يتطلب تدخلًا خارجيًا أو استشارة المختصين لإيجاد العلاج المناسب، قائلة: إذا كان الإهمال دون عمد كأن يكون الزوج مشغولًا في عمله أو أي شيء آخر يحتاج إلى التركيز وكثير من الوقت والجهد، بينما يميل بعض الأزواج إلى تقديم مشاعر الحب فقط عند استقبالها من الطرف الآخر وهو ما يسمى بالحب المشروط، ويكون الإهمال العاطفي في تلك الحالة ناتجًا عن شعوره بفقدان الاهتمام من  الطرف الآخر الأمر الذى يؤدي إلى تراكم بعض المشاعر السلبية ومن ثمّ يصبح الإهمال متبادلًا، وقد يحتاج الأمر إلى وقت طويل للتغلب على تلك المشاعر. 

وتستطرد: يرجع سبب عدم القدرة على إبراز مشاعر الحب إلى الطفولة، فوفقًا لخبراء علم النفس فإن الأطفال الذين أُهملوا عاطفيًا يكبرون مع بعض المشاعر المكبوتة وفقدان الرغبة في الارتباط العاطفي، ويميلون إلى العزلة والوحدة.

جوانب أخرى

تقول د. ريهام عبدالرحمن، استشاري العلاقات الأسرية: هناك مقولة دائما تتردد داخل الحياة الزوجية وهي "الاهتمام مابيطلبش" لكن السعادة الزوجية تقتضي طلب الاهتمام في بعض الأوقات لأنه قد يكون الزوج يمر بفترة ضغوط في العمل أو هناك ضغوط في العلاقات الاجتماعية أو الزوجة مشغولة بالمنزل والأبناء بجانب عملها، فبالتالي يولد الجفاء فالحياة الزوجية تقوم على أن الاهتمام مفتاح قلب المرأة ومفتاح قلب الرجل ونصف السعادة الزوجية أيضا الاهتمام والنصف الآخر هو الاحترام».

وتضيف: الذي يسبب الجمود وعدم الاهتمام داخل الحياة الزوجية، هو أنه في الخمس سنوات الأولى للزواج يكون الأمر مجرد روتين وملل خاصة إذا كانت هناك عشوائية داخل الحياة الزوجية، بالإضافة إلى انعدام مساحة الأمان داخل العلاقة فكل طرف ينظر إلى نفسه بأنانية شديدة، وفي نفس الوقت الاهتمام الزائد عن المطلوب يعادل التجاهل، فمثلا الزوجة معظم الوقت تنتظر الاهتمام بشغف من زوجها وإذا لم تحصل عليها تتملكها الشكوك، لذا على الزوجين التركيز على الجوانب الأخرى في الحياة الزوجية.

وتستطرد: هناك أسباب كثيرة تجعل الزوج لا يهتم بزوجته كما تريد معظمها ضغوط العمل والعلاقات الاجتماعية لذا على الزوجة أن تكون ذكية وأن تتعامل مع زوجها بهدوء واتزان وأن تشعره بأنه يعمل بكل طاقته من أجل المنزل والأبناء وأن عليه أن يفعل شيئاً لنفسه وتقترح عليه من وقت لآخر أن يلتقي بأصدقائه حتى يتنفس قليلا بعيداً عن مشاكل العمل وضغوط الحياة وهنا تكون الزوجة قد نجحت في أن تكسب زوجها.

وتسترسل: من الأمور التي تسبب المشاكل بين الزوجين اعتقاد المرأة أن الاهتمام هو تغير مظهرها لكن الاهتمام الحقيقي هو أن تحسن من علاقتها مع زوجها وأن تراجع نفسها من آن لآخر وتتجنب النكد، في نفس الوقت الذي يحتاج فيه الزوج إلى زوجة تنصت له، كما يبحث أيضاً على روح الفكاهة والدعابة اللطيفة حتى تخفف عنه عبء الحياة اليومية، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ من قبل الزوج بأن التجديد في الحياة هو توفير احتياجات الأسرة فقط لكن التجديد هو المشاركة الوجدانية، وفهم الزوجة من مجرد النظر إليها، ومشاركتها المهام المنزلية، وعدم إدارة الأولويات في المنزل سواء الرجل أو المرأة ففي بعض الأوقات لاتستطيع المرأة أن تنظم يومها بين العمل والأعمال المنزلية.

المصدر: إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - هايدى زكى - ابتسام أشرف - أمانى ربيع - هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 699 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,858,550

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز