بقلم: د. صبورة السيد
فى حفل أسطورى ضخم مزج بين عراقة الماضى وإنجازات الحاضر كانت مصر والعالم على موعد مع افتتاح طريق الكباش التاريخى فى محافظة الأقصر، والذى يمثل إعادة إحياء طريق الكواكب الفرعونية بين معبدى الكرنك والأقصر والذى يعد أكبر متحف مفتوح فى العالم، وهو الحدث الذى جذب كل أنظار العالم مرة ثانية لمصر بعد موكب المومياوات فى أبريل الماضى، وهو خطوة أكثر من رائعة لإحياء صناعة السياحة المصرية وازدهارها بعد الكساد التى عانته بسبب جائحة كورونا وما قبلها من أحداث.
هذا الحفل جعلنى أستحضر كلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم حينما كتب عن مصر "وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى.. أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى.. إن مجدى فى الأوليات عريق من له مثل أولياتى ومجدى" تلك الكلمات وذلك المشهد الأسطورى المهيب الذى سيذكره التاريخ الإنسانى بصفحاته المضيئة جعلنى أتأكد أن مصر استعادت عافيتها وصلبت قامتها لتتحدث عن نفسها مجددًا أمام الدنيا حتى لا ينسى أو يتناسى كل من هو بعيد أو قريب من هى مصر ومن هم المصريون.
هذا العرس أعلن للعالم أجمع أن شعب مصر العنيد أكبر من كل التحديات وأقوى من كل الأزمات، فقد شاهدت معنا دول العالم حفل افتتاح طريق الكباش الذى يعد الحلقة الناقصة للربط بين معبد الكرنك والأقصر والذى بعد اكتماله قد اكتملت الصورة البديعة للمتحف المفتوح بمدينة الأقصر العريقة، فهذا الطريق الأثرى العتيق ذو أهمية بالغة فى إظهار طقوس المصرى القديم فى عدة عصور، إذ كان طريقاً لمواكب الآلهة والمواكب المقدسة والاحتفالات ذات الطقوس المختلفة بالمناسبات المصرية المتعددة.
وبدون مبالغة أستطيع القول إن الافتتاح يليق بقيمة مصر ومكانتها وعظمتها وأسعد كل المصريين وأبهر كل من شاهده عبر الفضائيات فى العالم، وذلك حسب تعليقات جميع الوكالات العالمية التى نقلت هذا الحدث المهيب، والذى يبرز مدى الجهد الكبير والشاق والتنظيم الجيد الذى بذله كل القائمين على الحدث العظيم الذى أظهر حضارة مصر العظيمة التى تمتد عبر آلاف السنين ضاربة جذورها فى عمق التاريخ.
ساحة النقاش