اشراف: منار السيد - سماح موسى - هايدى زكى - هدى إسماعيل - نرمين طارق - تصوير: إبراهيم بشير
لم تقف احتفالات المصريين بعظمة أجدادهم وحضارتهم العريقة التى يصبو إليها القاصىوالدانى عن مشهد نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة الذى أبهر العالم والذي انعكس بشكل إيجابي على زيادة نسبة إقبال السائحين لزيارة "أم الدنيا"،أو احتفالية افتتاح طريق الكباش الفرعوني الذى جعل من الأقصر متحفا مفتوحا، بل نحن على موعد مع افتتاح "المتحف المصري الكبير- قصر محمد علي باشا بشبر- متحف العواصم بالعاصمة الإدارية" ليؤكد أحفاد الفراعة للعالم أجمع أن " الأحفاد يعيدوا مجد الأجداد".
فى أبريل الماضي تم تنظيم موكب المومياوات من المتحف المصرى بوسط القاهرة إلى متحف الحضارة، وهو ما يعكس ما وصلت إليه الدولة من تطور وتقدم فى إبراز كنوزها التاريخية، وهو فخر لكل مصرى ويمثل عرس للحضارة المصرية وتاريخ البشرية بأكملها من خلال ما قدمه أجدادنا، وساهم ذلك فى عملية الترويج للسياحة المصرية، والتي انعكست بشكل كبير على نسب الإقبال على السياحة المصرية حتى الآن.
ومنذ أسابيع قليلة احتفلنابافتتاح "طريق الكباش الفرعوني"، والذي يعدطريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تقام داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه"، وكان يوجد به قديماً سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة "الأسرة 18" والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية، كما أنه يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبًا، والتماثيل جميعها عبارة عن جسم أسد برأس كبش وتحتضن تمثال رمسيس الثانى "رمز الحماية"، والكبش نفسه يعبر عن المعبود آمون، والذى تم الانتهاء من أعمال ترميمها بأيدٍ مصرية خالصة بإدارة تفتيش الكرنك والإدارة الهندسة وإدارة الترميم إلى جانب عدد من العمال المتخصصة في رفع الأحجار، وتم إعادة الألوان الأصلية لتماثيل الكباش ورؤية الخراطيش المنقوشة عليهم بشكل واضح.
متحف عواصم مصر
لم تنته الافتتاحات الأثرية عند ذلك الحد فنحن في انتظار الإعلان عن العديد من الافتتاحات الأثرية الجديدة التي سنشهدها الأيام القادمة ومنها متحف عواصم مصروالذىيروي تاريخ العواصم المصرية عبر العصور المختلفة، ويتكون من قاعة رئيسية يُعرض فيها آثار لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة ويبلغ عددها ٩ عواصم هي منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، القاهرة الخديوية، هذا بالإضافة إلى عرض مجموعة من المقتنيات المختلفة التي تمثل أنماط الحياة في كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة.
أما القسم الثاني من المتحف فهو عبارة عن جناح يمثل العالم الآخر عند المصري القديم، ويتكون هذا الجزء من مقبرة توتو التي تم اكتشافها عام ٢٠١٨ بمحافظة سوهاج، بالإضافة إلى قاعة للمومياوات والتوابيت وفتارين تحتوي على الأواني الكانوبية ومجموعة من الأبواب الوهمية ورءوس بديلة تحاكي الطقوس الدينية في مصر القديمة، وتم وضع مجموعة مميزة من الآثار لعرضها داخل المتحف ولجذب أكبر عدد من الزائرين لزيارة هذا المتحف عند افتتاحه.
قصر محمد علي باشا بشبرا
من بين الافتتاحات الجديدة التي ننتظرها هو افتتاح "قصر محمد علي باشا في شبرا"،وهو القصر الذي تم تجديده وتطويره خلال الفترة السابقة، والذي بدأت أعمال البناء به عام 1808م- 1223هـ وحتى عام 1821م، ويتميز القصر بالمزج بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وروح تخطيط العمارة الإسلامية، كما ساعدت المساحة الشاسعة لموقع القصر على اختيار طراز معماري فريد، والذي يعتمد على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتوجد بالحديقة عدة مبان كل منها يحمل صفات معمارية مميزة، أول وأهم منشآت القصر كانت سرايا للإقامة وكان ملحقًا بها عدة مبان خشبية لموظفي القصر والحراسة، وسيتم ربط قصر محمد علي باشا بالمرسى النيلي لنقل السائحين من وإلى القصر، عن طريق كوبري مشاة جار تنفيذه.
المتحف المصري الكبير
أما الافتتاح الأعظم الذي ننتظره هو افتتاح "المتحف المصري الكبير"، حيث يقع غرب القاهرة بالقرب من أهرامات الجيزة، وقد اختير هذا الموقع ليكون هذا المشروع الضخم شاهداً على عظمة مصر في الماضي والحاضر والمستقبل؛ حيث تم تصميم المتحف ليكون أكبر متحف للآثار في العالم؛ إذ تبلغ مساحته ١١٧ فداناً 500.000 متر، وسيحوي أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، ويتوقع أن يزوره سنوياً أكثر من ٥ ملايين زائر، وسوف يضم المتحف عدداً من المباني الخدمية التجارية والترفيهية، ومركزاً لعلوم المواد القديمة والترميم، وحديقة متحفية ستزرع بها الأشجار التي عرفها المصري القديم، وينفذ المشروع الذي يتكلف ٥٥٠ مليون دولار على ثلاث مراحل رئيسية.
وخلال عام ٢٠١٠م تم افتتاح المرحلة الثانية من المشروع التي تشمل مركز الترميم الذي يضم عدداً من معامل الفحوص والتحاليل مثل معملي الميكروبيولوجي والميكروسكوب الإلكتروني الماسح، بالإضافة إلى معامل الصيانة والترميم مثل معمل صيانة المومياوات، ومعمل الأخشاب، ومعمل الأحجار، ومعمل الخزف والزجاج والمعادن، وستتضمن المرحلة الأخيرة - وهي المرحلة التي يجري تنفيذها حالياً - إنشاء صالات العرض المتحفي، ومتحف الدارسين، ومركز المؤتمرات والسينما، والمكتبة الأثرية، ومتحف الطفل، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى منها بعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون،ويبدأ مسار الزائر للمتحف برؤية ميدان المسلة الذي يعرض فيه أول مسلة معلقة بالعالم ويرى أمامها الواجهة المهيبة للمتحف "حائط الأهرامات" بعرض 600متر وارتفاع 45 متر، يدلف منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين رئيسيتين هما مبنى المتحف، وهنا يقف رمسيس الثاني مرحبًا بالزائرين ويضم العديد من القاعات من أبرزها قاعة الملك توت عنخ آمون التي تضم كنوز الملك مجتمعة لأول مرة ومكتبة للكتب النادرة ومخازن للآثار، ومبنى المؤتمرات الذي يضم قاعة ثلاثية الأبعاد ومركزًا ثقافيًا وساحة مطاعم رئيسية وممشى تجاري ومحلات تجارية، أما بالنسبة للساحات الخارجية فتضم متحف مركب الشمس ومجموعة من المطاعم والعديد من الحدائق.
ساحة النقاش