بقلم : حنان سليمان
تتحرك الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة فى عدد من الاتجاهات رغم التحديا التى تفرضها الجائحة العالمية كورونا، وكان من أبرز الملفات التى تعمل عليها الدولة السياحة وذلك من خلال ترميم وتطوير مختلف المناطق الأثرية وإنشاء البعض بهدف تنشيط قطاع السياحة بمختلف قطاعاته لما يمثله من مصدر مهم للدخل القومى وركن ركين من اقتصادها القومى.
كان العالم أجمع شاهدا على إحياء أحفاد الفراعنة تراث أجدادهم وإلباثه ثوب العصرية والحداثة والذى ظهر جليا فى احتفالية افتتاح طريق الكباش الرابط ما بين معبد الكرنك والأقصر، ودون التطرق إلى أبعاد ذلك المشروع التاريخى فقد نجح المصريون بتنظيمهم الفائق فى إبهار العالم الذى كان يتابع عن كثب الاحتفالية خاصة بعد الطابع الذى تركه الموكب الملكى لنقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة بالفسطاط، كما نجحت الدولة فى اختيار الوقت الأنسب للاستفادة من هذا الحدث حيث تفصلنا أيام قليلة على إجازة نصف العام فضلا عن احتفالات رأس السنة والتى يحرص خلالها الكثيريون على قضاء أوقات ممتعة، وكأنها إشارة إلى أولئك أن مصر بها الكثير من المناطق التى تستحق الزيارة ويمكن الاستمتاع بالإجازة فيها.
لم يكن التوقيت المناسب عامل الجذب فحسب الذى اعتمدت عليه الدولة المصرية لتشجيع المصريين قبل الأجانب على زيارة مثل هذه المناطق الأثريةفقط،فقد فطنت الدولة كغيرها من دول العالم أن الاهتمام بالسياحة الداخلية والترويج لها السبيل الأوحد لتنشيط السياحة وإنعاشها بعد فترة الركود التى تسببت بها –وما زالت- كورونا، حيث اتبع الدولة نهج المبادرات الحكومية لتنشيط ذلك القطاع المهم ومنها "شتى فى مصر" وذلك بدعم من الطيران المدنى على أسعار التذاكر، فضلا عن التخفيضات التى تقدمها الفنادق والقرى السياحية لدعم السياحة، كما كان لوزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج نصيبكبير من هذه المبادرات والتى عنيت بجذب المهاجرين إلى قضاء الإجازة فى مصر وزيارة معالمها التاريخية.
لذا دعوتى للأسرة المصرية بالاستفادة من الإجازة الصيفية من خلال التعرف على الحضارة المصرية وزيارة الأماكن الأثرية لما لها من بالغ الأثر فى غرس الانتماء بنفوس الأبناء منذ الصغر، ودعم السياحة الداخلية، كما أطالب وزارة التربية والتعليم بتنظيم الرحلات المدرسية إلى مثل هذه المناطق مع تقديم شرح مبسط للطلاب حول المناطق التى يتم زيارتها، ودعوة وزارة الشباب الى إعادة تنظيم قطارات الشباب إلى محافظتى الأقصر وأسوان.
ساحة النقاش