بقلم : إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم كانت تتحدث في الهاتف وهي منفعلة بعض الشيء، بعد انتهاء المكالمة سألتها جدتها عن سبب الانفعال،أجابتها أن زميلة لها في العمل كانت تشكو لها وتندب حظها لأن الشركة التي تعملان بها قررت تطبيق نظام جديد في العمل يحتاج لمهارات خاصة في الحاسب الآلي وإجادة لبعض البرامج التي لا تعرفها وهي بذلك ستصبح أقل من الجميع وكل أحلامها في الترقي ستذهب سدى.

وكان رد ريم عليها بأنها درست هذا البرنامج وهو بسيط جدا ومن السهل على أي شخص تعلمه، لكنها انفجرت في البكاء وهي تضع العراقيل أمامها مؤكدة على أنها ستفشل في إجادةالعمل ولهذا فهي ترى مستقبلها مظلما.

جعلت الطاقات السلبية التي تنشرها تلك الصديقة ريم تنفعل عليها.

ابتسمت الجدة لحفيدتها وهي تدعوها للهدوء وتؤكد أنه للأسف فهناك البعض الذي يرفض حتى فكرة المحاولة ولا يرى سوى الجانب المظلم في أي جديد مع أن كل شيء سهل تعلمه ولا يحتاج إلا أن يجرب الشخص مرة واثنتين، وحتى إن فشل يحاول مجددا ولا يوجد مستحيل فطالما نجح غيري فأنا قادر أيضا على النجاح.

لكن أن نرفع شعار الفشل وأننا أمام شيء صعب فلا يمكن أن نتعلم أي جديد أننا سنجعل الطاقات السلبية تتملك منا ولن نتمكن حتى من المحاولة.

وأضافت أنه مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه فعلينا إدراك أننا في حالة سباق دائم مع العلم وأننا سنظل نتعلم دائما كل جديد لنواكب العصر الذي نعيشه وعلينا دائمة أن نحاول ونجرب وألا سنصبح خارج نطاق الزمن وكأننا أشخاص عائدة من العصر الحجري لا تمت لعالمنا المعاصر بأي صلة.