كتبت : سكينة السادات

 

صحيح أن كل شيء فى هذه الدنيا قسمة ونصيب! والإنسان لا يحدث له إلا المكتوب له فى لوحة القدر، وقال الله فى كتابه الحكيم (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق لنا العقل لكى نستدل به على ما هو فى خيرنا وصالحنا، ولكن هل هناك من يستسلم للقدر ولا يحاول أن يحسنه أو يغيره!

قالت:

ولكى تكون الصورة واضحة أمامك أحكى لك الحكاية منذ البداية وألقى الضوء على حياتنا كيف كانت وكيف أصبحت ولماذا أتعجب مما أراه فى حياتنا!

قارئتى المهندسة شهد (35 سنة) قالت: قد يبدو لك كلامى بسيطا أو تافها أو كما يقول لى البعض بلغة النقد والتأنيب قالت مالك دعى الخلق للخالق ولا تتدخلى فى شئون غيرك!

لكنه أخى الوحيد يا سيدتى ولا أدرى كيف نشأ بكل هذه الطيبة والنقاء كأنه جنين لم ير النور ولا يزال فى أحشاء أمه لم تلوثه الحياة ولم تمر عليه التجارب القاسية، فصار يرى الدنيا بعيون ونفس راضية وهدوء وسماحة لم أرهما فى أى من الشباب الذين فى سنه وفى ظروفه! وربما تظنين أننى أقول ذلك لأنه أخى الوحيد الذى يصغرنى ثلاث سنوات وقد نشأنا على حبه والحرص عليه كأنه الابن الوحيد للأسرة الكبيرة كلها، وأبدأ من البداية فأقول لك أننى وأخى الوحيد نشأنا فى بيت هادئ مستقر أبى يشغل منصبا كبيرا فى الدولة وهو مهندس ناجح وأمى ربة بيت هادئة وجميلة وست بيت من الدرجة الأولى ولا يهمها سوى راحة زوجها وأولادها وإتقان كل أعمال البيت من طهى ونظافة ونظام وخلافه، ولم يرزق أبواى إلا بى أنا وأخى، وأحمد أخى هو موضوع حكايتى معك اليوم! وأرجو ألا تقولى لى (وأنت مالك) كما يقول باقى أهلى، فهو أخى الوحيد الذى نشأت أحبه وأرعاه كأنه ابنى الذى لم أنجبه، وبالطبع كنت أتمنى له حياة أفضل كثيرا من التى يعيشها والأفضل أن أشرح لك الموقف بكل الصدق والشفافية!

واستطردت المهندسة شهد.. كما قلت لك كان بيتنا هادئا متدينا نصلى الفرض بفرضه، قد اخترنا أنا وأخى كلية المهندسة بكل رغبتنا فقد حببنا أبى فى الهندسة وممارستها على الوجه الأكمل، وتخرجت أنا من كلية الهندسة بتفوق وعينت فى شركة مقاولات معروفة وتقدم لى الكثير من العرسان ولما كنت لم أرتبط بأية علاقات عاطفية خلال دراستى بالجامعة فقد حكمنا العقل أنا وأبى وأمى وأخى وقررنا أن نختار الأفضل من حيث الأسرة الطيبة التى فى نفس مستوانا الاجتماعى والسمعة والأخلاق الطيبة وحسن التفاهم بينى وبينه والقبول الشخصى لشريك الحياة، وفعلا وفقنا الله سبحانه وتعالى إلى اختيار شاب طيب ومتدين وحنون هو زوجى الذى اقترنت به بعد ستة شهور من تقدمه لخطبتى وأثثنا شقة جميلة وتزوجنا منذ ثلاث سنوات، وأنعم علينا المولى العزيز بطفل جميل هو كل حياتى وحياة زوجى وأعتبر توفيقى مع زوجى نعمة كبيرة من نعم الله علينا بعد أن كانت ولا تزال تؤلمنى وتفجعنى كثرة حوادث الطلاق التى وصلت تقريبا بنسبة 40% من الأزواج الجدد، وهكذا سارت حياتنا أنا وزوجى وابنى سعيدة هانئة هادئة إلا من بعض الخلافات التى تحدث فى كل بيت دون أضرار أو توابع!

وتخرج أخى أحمد وعين أيضاً فى شركة مصرية محترمة وآن الأوان لكى يكمل نصف دينه ونراه زوجا سعيداً وأبا سعيدا مثل أبينا وأمنا ومثلى أنا وزوجى وابنى، وعندما قالت أمى أنها سوف تبحث عن عروس محترمة لأخى المحترمة قال لها أحمد: أنا يا ماما بحب بنت منذ حوالى خمس سنوات وتعاهدنا على الزواج وأنا متمسك بها لأنها تحبنى وأحبها!

ولما قالت له أمى: من عيلة مين يا أحمد؟ قال مش مهم عندى العيلة المهم هى! قالت: طيب نسأل عنهم؟ قال ما فائدة السؤال إذا كنت متمسك بها مهما كانت نتائج الأسئلة؟ وقال إنه رتب أموره على ................ فى حياته ولا يستطيع أن يستغنى عنها!

ولم يكن هناك أى حل سوى الرضوخ لرغبة الابن الذى رفض رفضا باتا أى عروس غيرها!

وبسرية تامة سألنا عن أسرتها فسمعنا كلاما لا يسر للخاطر فهى أسرة مفككة ولها سمعة سيئة فى وسط جيرانها، وقالوا عن البنت أنها عصبية جريئة ولم تكمل دراستها الجامعية، ووالدها متزوج من زوجة غير أمها ولا يزورهم إلا فى أوقات متباعدة، وأن لها أختين أكبر منها تعملان فى مشغل للخياطة! أما هى فلا تعمل إلا كمندوبة للإعلانات عبر الإنترنت وتعمل كوسيط فى بعض العمليات التجارية! وطبعا أحطنا أخى علما بهذه التفاصيل، وقال إنه يعرف عنها كل شيء وأنه راض تماما عنها وعن كل ما يتعلق بها، وقال لأبى: إذا كنتم تبغضون زواجى منها فسوف أعفيكم من أى مصاريف وسنبدأ أنا وهى من الصفر والله معنا!

واستطردت المهندسة شهد.. لكن والدى قال له إن سعادته أهم من كل شيء وأثث له شقة كان قد اشتراها فى أحد العقارات التى بناها ورضخت أمى للأمر الواقع بعد أن هدد أخى بمقاطعتها، وتزوج أخى من تلك الفتاة التى لم تنجح سوى فى إبعاده عن أسرته وإيهامه بأننا نكرهها ولا نريد لها خيرا، ثم كانت المفاجأت التى توالت بعد ذلك.

والأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 465 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,819,738

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز