بقلم : د. صبورة السيد
تعد إجازة نصف العام فرصة لالتقاط الأنفاس قليلا، وفترة نقاهة صغيرة لراحة الذهن من الدراسة للأبناء، والتوتر والانفعال للآباء، لكن للأسف أغلبنا لا يستفيد من فترة الإجازة بدرجة مناسبة بل يعدّها فترة تأهيل واستعداد وتحضير لدروس الفصل الدراسي الثاني ما يجهد أبناءنا ويفرغ بطارية شحن عقولهم بسرعة فلا يستطيعون تحصيل الدروس المقبلة بشكل يحقق النجاح الذي يرضونه ويسعدون به أسرتهم، لذا ينصح علماء علم النفس والاجتماع بضرورة الاستفادة القصوى من الإجازة واعتبارها فترة لشحن الطاقة الإيجابية، وتحسين الحالة النفسية والاجتماعية ليستطيع الآباء والأبناء استعادة قدراتهم الذهنية بكامل طاقاتها لمواصلة ماراثون الفصل الدراسي الثاني.
فى اعتقادى أن قضاء أوقات ممتعة أثناء الإجازة ضرورة وليست رفاهية لأنها جزء أساسي من التشكيل الوجداني للأسرة، واستعادة الحيوية وتغيير الحالة النفسية فهي تسهم بشكل كبير في كسر حالة الملل والضغوط بعد عناء المذاكرة وامتحانات نصف العام، كما أن الإجازات بصفة عامة فرصة للتواصل الاجتماعي ودعم العلاقات الأسرية باستغلالها في زيارات الأهل والأصدقاء؛ لذلك يجب على الأسر أن تستفيد من الإجازة بأفضل الطرق، وأولها تنظيم الوقت وتقسيمه إلى وقت للراحة، آخر للتنزه والاستمتاع، أو ممارسة الهوايات المفضلة، مما يجعل الطلاب يعودون إلى المدرسة ولديهم طاقة إيجابية كبيرة.
وأنصح الأسر بالقيام برحلات اليوم الواحد، حيث يزخر بلدنا بالعديد من الأماكن ذات المناظر الطبيعية الخلابة التي يمكن زيارتها في إجازة منتصف العام، وكذلك ضرورة الحرص على زيارة تراث الوطن كزيارة الأهرامات والمتحف المصري والقلعة، وغيرها من الأماكن الأثرية التي تغرس بداخلهم روح الانتماء وحب الوطن، وهناك أيضًا قصر عابدين الذي يعد تحفة تاريخية نادرة، يعكس الفخامة التي شيد بها والأحداث المهمة التي شهدها، وشارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يمثل قلب القاهرة القديمة، ويضم العديد من الآثار أيضًا، ومدينتا الأقصر وأسوان؛ حيث الحضارة نظرًا لاحتوائهما على ثلث آثار العالم القديم، وثلث آثار مصر، فمصر بها التاريخ والحضارة وهي أماكن للاستمتاع والتاريخ.
ساحة النقاش