كتبت : أماني ربيع
كانت الأغاني العاطفية لسان حال العاشقين في التعبير عن مشاعرهم، يستعيرون كلماتها ليصنعوا قصص حبهم الخاصة في رسائل مليئة بالإحساس، لكن في زمن "الموبايل" ومواقع التواصل الاجتماعي، هل لاتزال الأغاني العاطفية بنفس الأهمية عند أهل الغرام من الشباب؟
تقول ليلي سامي، 21 سنة، طالبة بكلية الهندسة: مازالت الأغنيات العاطفية طريقة للتعبير عن الحب، ربما لم نعد نكتب رسائل لكن قدنستخدم "كوبليه" من أغنية تعبر عن إحساسنا كرنة موبايل أو مشاركتها كفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أحيانا أيضا نرسلها في "الشات" الخاص مع الحبيب عند الخجل من التعبير عن الحب بطريقة مباشرة.
"لا أعرف لماذا يظلمون الشباب" بهذه الجملة تبدأ كلامها نجاة سمير، 22 سنة، طالبة بكلية فنون جميلةوتقول: جيلنا لا يفتقد المشاعر كما هو شائع، ونحب أم كلثوم وعبد الحليم ووردة، ونسهر الليل على أنغام الأغاني نفكر فيمن نحب، ويمكن الاستعانة بكلماتها في كارت صغير مع هدية عيد الحب مثلا.
ويختلف معها في الرأي عبد الله كوارشي، 25 سنة ويقول: الأغاني والورود أصبحا طريقة قديمة في التعبير عن المشاعر، الآن الهدايا وقيمتها وطريقة تقديمها هي الأهم، عشت قصة حب جعلتني أكتب شعرا وأغمر حبيبتي بكلمات الأغاني الرومانسية، لكنها شعرت بالملل من علاقتنا وأرادت الخروجات والهدايا، فلا مكان للرومانسية في هذه الأيام.
وتتفق معه هيام مختار، 28 سنة، محاسبة وتقول: في الماضي كانت الأغنيات العاطفية وكلماتها أمرا مهما لأن الحبيب بعيد وبالتالي المشاعر ملتهبة، الآن يمكن بسهولة التواصل مع من نحب عبر الشات ومكالمات الفيديو والموبايل، وأصبح التعبير المباشر عن الغرام أمرا عاديا، ربما تصلح كلمات الأغاني للتعبير عن الحب في بدايته عند مرحلة التلميح، لكن بعد ذلك تكون الأفعال هي المهمة.
وترى سمر طارق، 23 سنة، خريجة كلية الألسن أن الأغنيات نفسها اختلفت عن الماضي، وتقول: الآن الأغاني أصبحت خناقة، والتعبير عن المشاعر مبتذل ويتم بكلمات بعيدة كل البعد عن الإحساس والرومانسية، بل إن الأحاسيس اليوم تسير وفقا لـ"التريند"، ويمكن استخدام كلمات أغاني المهرجانات في رسالة على الشات لمن نحب، فالرومانسية أصبحت حاليا"دقة قديمة".
أغنية الأسبوع
يعلق على أهميةالأغنيات العاطفية لدى شباب اليوم الأديب والكاتب كارم عبد الغفار،ويذكرأنه بطبيعة الحال والقلوب في عصرنا الحديث فإن الشخص الذي يحب يحاول الوصول إلى حبيبه بشيء مشترك يفهماه سويا، ويشعران به بنفس درجة الإحساس، فيكون للرسالة سواء مكتوبة أو مسموعة ظلال وحضور في قلب المحبوب وفكره لأنها مشتركة ولها استدعاءات في الوجدان، لكن في نفس الوقت لم يعد هناك مكان لآهات أم كلثوم وتنهيدات العندليب التي أصبحت غائبة تماما عن قواميس المحبين اليوم، وبدلا منها أصبح هناك "خبطات" أغاني المهرجانات، وهي بطبيعتها لا تستمر كثيرًا في السوق، وبالتالي لا تستقر في الوجدان، بمعنى أن الُمحب الذي يريد أن يتواصل مع حبيبه عندما يختار أغنية تعبر عن مشاعره سيختار أغنية بنت أسبوعها، لأنه ليس هناك كلمات ولا أنغام مستقرة فغالب المسموع الآن "تيك أواي".
ساحة النقاش