إشراف : أميرة إسماعيل - هايدى زكى- أسماء صقر - جلال الغندور - أمانى ربيع - هدى اسماعيل
كلنا فداء لمصر، وربنا يصبر قلوبنا على فقد أبنائنا.. كلمات حرصت السيدة صباح يوسف، والدة وائل كمال أحد شهداء القوات المسلحة على ترديدها خلال حديثها عن نجلها البطل، ورغم فجعة المصاب وألم الفراق إلا أن الله ربط على قلبها وألهمها الصبر وعزاؤها الوحيد أنه حى عند الله يرزق.
فقد السيدة صباح لوائل لم ينل من عزيمتها بل زادها حبا لمصر وحرصا على أداء دورها فى حفظ أمنها والزود عن أرضها، وهذا ما تؤكده بأفعالها حيث تحرص على إلحاق شقيق الشهيد الأصغر بإحدى الكليات العسكرية.
- في البداية كيف تلقيت خبر استشهاد وائل؟
استشهد وائل في سيناء كتيبة 103 التي كان فيها الشهيد العقيد أحمد منسي، وكان يخفى عني خدمته بسيناء خوفا من قلقي عليه، ورغم علم شقيقاه بذلك إلا أن أحدا منهما لم يخبرنى بذلك، وقد تفاجئت يوم استشهاده أنه كان في سيناء، فقد أخبرنى أنه بالمنطقة الغربية عند مرسي مطروح، وعندما زارنا المقدم د. رضا وأخو الشهيد منسي نظرت لابني هيثم الكبير وهو أيضا كان في الجيش عندما خرج من الغرفة وقال لي نازل أقابل كردي زميل وائل، فاستغربت من مجيء كردي برغم عدم وجود وائل، فنظرت من البلكونة فوجدت المقدم رضا وكردي يضعون يدهم على كتف ابني هيثم ما جعلني أشعر أن هناك أمرا خطيرا وغير طبيعي فطلبت هيثم على التليفون وقال لي "أنا طالع"، وبالفعل صعد ومعه المقدم رضا وكردي وأبلغوني بخبر الاستشهاد.
- وكيف تعاملت مع الصدمة؟
لم أصدق في البداية وابني أصبح يردد "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وسألت د. رضا ما علينا فعله فأجابني بأنه وصى بأن يدفن مع قائده الشهيد منسي، وطلبت منه رؤية ابني لآخر مرة، ووائل أثناء الإجازات كان يطلب مني في حالة حدوث أي شيء له أكون قوية ورددها لي أكثر من مرة، فكنت أندهش لأن المنطقة الغربية كانت هادئة، فكنت لا أعلم أنه في سيناء، ووائل كان شجاعا ومحبوبا جدا من زملائه، فكان يساعدهم في حل أي مشكلة إن استطاع وزملائه يحكون لي عن بطولاته، وعندما نظرت في المحتويات الخاصة بعمله وجدت شهادة تقدير من الفريق صدقي صبحي، وزير الدفاع وقتها لتميزه وأعماله في مقاومة الإرهاب في سيناء، وعندما سألت هيثم قال لي وائل أحضرها منذ 5_6 شهور لكي أراها هذا بجانب الفرق الأخرى الكثيرة التي حصل خلالها على تقدير امتياز.
- وهل تخطيت الأزمة أم ما زالت عقبة في حياتك؟
تذكرت كلمة وائل بأن أكون قوية، وسبحان الله أنزل علي الصبر وأردد دائما الحمد لله، وقد كان وائل رغم أنه أصغر أشقائه إلا أنه كان يقوم على رعايتى ويهتم بى ويتابعنى باستمرار، وقد تفاجأت أثناء العزاء ومواساة زملائه لى بتأكيدهم على ضرورة المواظبة على تلقى علاجى وعمل جلسات العلاج الطبيعى، عند ذلك أدركت أن وائل أوصاهم بى.
- فقد الابن من أعظم المصائب فكيف تحليت بالصبر على هذا الابتلاء والامتحان الصعب؟
بقراءة القرآن الكريم والدعاء له في كل ركعة أصليها، وأحيانا أخطئ وأدعو له وكأنه حي بأن ربنا يحفظه، وانتبه بعد ذلك وأدعو له بالرحمة، وأيضا أتواصل مع أمهات وأسر الشهداء الآخرين فنحن نشعر بألم بعضنا وصعوبة الفراق كل هذا يخفف عني.
- وما رأيك في الدور الذي تقوم به الدولة تجاه أسر الشهداء ؟
الجيش والشرطة يولون الرعاية لأسر الشهداء ويقومون بدورهم على أكمل وجه، وبالنسبة لوائل كصاعقة ليس لي طلبات، فالجيش مؤسسة عريقة والفرق في سيناء يتعاملون كإخوة وليس كأصدقاء، فوائل أخذ أمرا بالذهاب للمنطقة التي كان فيها إطلاق نيران من الجماعات الإرهابية وكان وائل والعساكر يجمعون أشلاء زملائهم الذين كتب الله لهم الشهادة وقاموا بالصلاة عليهم فهذا وفاء عظيم بينهم، كما أن بعض زملائه يتحدثون معي كل جمعة للاطمئنان علي، فإن كنت فقدت وائل فقد عوضنى بزملائه الذين أستشعر منهم الحب.
- وأخيرا ما النصيحة التي توجهينها لكل أم شهيد؟
أنصح الأم بتربية أبنائها الذكور على الرجولة والشجاعة وتحمل المسئولية، فهناك أسر فقدت أبناءها ومع ذلك إخوانهم يتقدمون للالتحاق بالكليات العسكرية مرة أخرى، فهؤلاء مثال رائع للوطنية وكلنا فداء مصر وربنا يصبر قلوبنا جميعا.
ساحة النقاش