حوار : هبة رجاء

لا أعرف من أين أقدمها: هل من كونها إعلامية بارزة حاورت معظم مثقفي مصر، أم من كونها الشاعرة الغنائية، التي تغرد شعرا ورقة؟.. من قناة النيل الثقافية كانت بدايتها مع الشاشة، تنقلت بين النيل السينمائية والنيل لايف لتعود إلى بيتها في الثقافية، تألقت على الشاشة بحلقات متميزة لتصبح المذيعة الوحيدة التي حاورت الشاعر العربي محمود درويش، وتألقت في كتابة الشعر الغنائي، تستمد طاقتها من حب ابنها يحيى، هي الإعلامية هند القاضي التي تكشف لحواء المزيد من التفاصيل..

في البداية دعيني أسألك: هل كان حلمك العمل بالإعلام؟

بثقة وصدق: يمكن القول إنها الصدفة، فعند تخرجي في كلية الآداب قسم لغة إنجليزية بجامعة القاهرة، أخبرني صديق عن قنوات النيل المتخصصة، وفي هذا التوقيت عام 1999 كانت في مرحلة البث التجريبي، بالفعل تقدمت للانضمام إلى القناة الثقافية وعندما أخبرت الإعلامي لقدير جمال الشاعر رغبتي بالعمل في القناة وافق، وسألني عن مهاراتي فأخبرته أني شاعرة، وخضت الاختبار بعدها بعشرة أيام، وكان الروائي بهاء طاهر رئيس لجنة الاختبار، وضمت اللجنة الأستاذين فاروق شوشة و رائد قطاع الأخبار سعد لبيب، بالإضافة للأعلامي جمال الشاعر، ولم يقبل سوى اثنين فقط، أنا وزميل آخر، بعدها مباشرة بدأت العمل وكانت البداية مع ندوة لعميد الدبلوماسية المصرية الدكتور أسامة الباز رحمه الله.

هل تصفي لنا إحساسك وقتها؟

كنت في حالة من الثبات الانفعالي رغم أنها تجربتي الأولى ولكن الله ألهمني السكينة، ولا أنكر أنني من الداخل كنت أموت حرفيا ويعصف بي الخوف.

ما أشهر برامجك على الثقافية؟

قدمت عدة برامج لكن أهمها: برنامج "الدفاتر القديمة"، وهو برنامج حواري جدلي من خلال مناظرة بيني وبين الضيف، حاورت من خلاله كل رموز السياسة والفكر والإبداع في مصر والوطن العربي وتعلمت منهم الكثير أيضا، وبرنامج "المرايا" أيضا كان من أفضل ما قدمت.

حلقة لها مكانة خاصة بقلبك؟

حلقة الدفاتر القديمة التي انفردت فيها بظهور الشاعر الكبير محمود درويش، كان خجولا للغاية ولم يوافق إطلاقا طوال السنوات السابقة لهذه الحلقة على عمل لقاء وكانت حلقة متميزة لدرجة أن الاعلامي جمال الشاعر فتح الهواء للحلقة وامتدت حتى أربع ساعات كاملة وهذا شرف كبير لي وكرم من الله علي، فهي الحلقة الوحيدة التي ظهر فيها محمود درويش تحاوره مذيعة مصرية على التليفزيون المصري، إضافة إلى حلقات أخرى أكثر من رائعة مع الأبنودي وأحمد فؤاد نجم والفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبة وعدد من أهم رموز مصر والوطن العربي.

البعض يرى أن الثقافية تمثل الأدباء فقط، والبعض يطالب بأن تمثل كل الفئات؟

تشرح: الحقيقة هي لكل الفئات، فالثقافة بها الكثير من السياسة، لكلاهما أطر عامة تشمل كل شيء وكل ما يفعله الإنسان له منبع ثقافي، من هذا المنطلق لدينا خريطة متنوعة في الثقافية تناسب كل الفئات.

ماذا عن برنامجك الحالي؟

أقدم حاليا برنامج "عالم موازي"، إخراج يسر فلوكس، إعداد هشام سلام، تنسيق المخرج عماد عبدالحميد، مخرج منفذ نهال شلبي، تدور فكرته حول بعض الشائعات أو المفاهيم الخاطئة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حتى نكشف زيفها، وفي الفقرة الثانية نتناول موضوع الحلقة ويكون عن ما تم تشويهه في العالم الافتراضي لنطرحه بشكل حقيقي وواقعي ومن خلال الفقرات نقدم توعية بقضايا كإعادة تدوير المخلفات، ولا يفوتنا أن نسلط الضوء على المدونين المصريين العباقرة وأصحاب الابتكارات كنماذج إيجابية في هذا العالم.

ما الرسالة التي توجهينها للمذيعين الجدد؟

أقول لكل منهم.. صدق ما تفعله لتقدمه بصدق ولا تقدم شيئا فارغا لا يفيد، عليك بالاجتهاد لأن الإعلامي المجتهد سيحظى بالتأكيد بنسبة مشاهدة مرتفعة تزيد من حجم مسئوليته وقيمة ما يقدمه بإخلاص مع الثقافة التراكمية التي تتكون من الفنون والقراءة في كل المجالات خاصة التاريخ، اعرف تاريخ بلدك لتفخر به وتكون على قدر عظمته، ولا ترتفع بخطابك فوق الناس،عليك بالاهتمام بالمظهر أيضا شيء مهم، لكن الاعتناء بالجوهر أهم.

بما أنك محاورة.. شخصية تتمنين محاورتها؟

بجدية وتمني: كم أتمنى وأتشرف بمحاورة البطل منقذ مصرنا الغالية، سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

لا نغفل في حوارنا نقطة أنك شاعرة غنائية.. هل نلقي نظرة سريعة عنها؟

بدأت عندما كنت في الصف الثاني الجامعي آداب إنجليزي، وقابلت بالصدفة البحتة الفنان القدير محمد الحلو، وكانت أحلى صدفة، فقدمت له مجموعة من كتاباتي الشعرية ولم أعلم وقتها أن ما أكتبه هو شعر غنائي، فوثق في، وكان ألبوم"يا حبيبي"، الأغنية التي كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم، وأنا أكملت باقي الألبوم، وحصلت بسببه على جائزة أفضل شاعر غنائي صاعد، ثم توالت الأعمال مع الكثير من المطربين الكبار، مثل أنغام، والعظيم المصري الأصيل محمد منير، وديانا حداد، كما لي ديوانين واحد تحت الطبع، والآخر نشر.

أخيرا.. لمن تقولي: شكرا؟

شكرا للإعلامي أشرف غزالي رئيس القناة الثقافية، والذي لا يتوانى عن بذل جهد يقدمه في رفع شأن القناة وتذليل كافة العقبات أمامنا وتجديد الخريطة لنظهر بشكل جديد، شكرا أ. سوزان عباس المخرجة المبدعة ولكل زملائي بالعمل، أيضا شكرا لابني ولدعمه الدائم لي يحيى حتاتة، فهو من منحني كل طاقة الحب.__