اشراف : ايمان عبدالرحمن - سماح موسى- شيماء أبو النصر- جلال الغندور - أماني ربيع- هدى إسماعيل
الزواج محطة مهمة في حياة الرجل والمرأة على السواء، وهو اختيار يستمر معنا فترة طويلة، لذا يجب أن يكون مبنيا على التعقل بجانب القلب وأن يدرس كلا الطرفين الآخر بتأني ليتمكنا من العيش في سعادة واستقرار، لكن كثير من النساء يقعن في فخ العبارات المعسولة والحب الذي يجعلهن لا ينتبهن إلى عيوب الحبيب أو الشريك في مرحلة الخطوبة, وعندما تحدث مشكلة بسبب طبع سيئ يقلن دوما "سيتغير بعد الزواج" لكن هل كل عيب يمكن تغييره؟
فى البداية لم تنتبه رجاء.م، موظفة، 32 سنة إلى بخل زوجها خلال مرحلة الخطوبة, فلم يخرجا سوى مرات معدودة خلال سنتين خطبة، فقد كان يفضل القدوم إلى منزل أهلها، وعادة ما كانا يتشاجران قبل أي مناسبة، لم تعر الأمر انتباها لأنه في المجمل كان محترما معها وأهله كانا يغمرانها بالاهتمام والهدايا، وأرجع أهلها قدومه إلى المنزل دون شراء أي شيء إلى المسئولية الملقاة على عاتقه من تجهيز شقة الزوجية، لكنها بعد الزواج اكتشفت أنه بخيل جدًا ويعتمد عليها في الإنفاق على نفسها وشراء احتياجات المنزل, وعندما تحدثت معه أخبرها أنه بيتها مثلما هو بيته.
تقول رجاء: حاولت تغييره بهدوء لكنه تشاجر معي، وتوصلت لاتفاق أن نتشارك معًا في الإنفاق فهو مهندس ومرتبه كبير، لكنه يلتزم أحيانًا ومعظم الوقت لا، مللت لكني لم أستطع طلب الطلاق بعد اكتشاف حملي، الموضوع أصبح ضاغطا على أعصابي، مرتبي ليس كبيرا كما أنني لم أعد أحتمله.
الشك كان مشكلة ياسمين. س، مدرسة التى تزوجت من شاب كان يغار عليها كثيرا وهو ما أعجبها ودفعها لحبه أكثر لدرجة أنه منعها خلال فترة الخطوبة من التحدث مع أي زميل وحتى أقاربها، لم تعر تحذيرات صديقاتها بالا واعتبرته حبا زائدا، لكن بعد الزواج أصبح الأمر لا يطاق وتقول: "كان يعود إلى المنزل فجأة ويفتش في هاتفي"، لكن ياسمين كانت حادة منذ البداية في ردة فعلها وطلبت الطلاق لأنها اعتبرت ذلك إهانة، ففوجئت به يحكي لها عن تجربة سابقة له افقدته الثقة في النساء.
استعانت ياسمين بوالدة صديقة لها أستاذة في علم النفس وتعاملت مع الأمر بهدوء لكنها رفضت الإنجاب منه حتى يتغير، وحاولت أن تعيد له الثقة، ومع العشرة والحب واهتمامها واستماعها إليه وتفهمها بنت جسرًا من الثقة، والآن زواجهما مستمر منذ 7 سنوات وأثمر عن طفلين، وأصبحت الغيرة والشك من الماضي.
التغاضي عن العيوب
يعلق د. أمجد مصيلحي، أستاذ علم الاجتماع على إمكانية تغيير شريك الحياة بعد الزواج قائلًا: تعتقد الكثيرات أن الحياة الزوجية خالية من المشكلات، وبعد الزواج تمثل طباع الزواج التي لم ينتبهن لها خلال الخطوبة صدمة فيصبن بالإحباط، فمعظمهن يركز على المميزات ويتغاضين عن العيوب بدافع الحب أو الرغبة في الزواج سريعًا، لكن ليس كل العيوب أو الطباع السيئة يمكن تغييرها بعد الزواج فبعضها يزداد حدة مثل الغيرة أو الشك, كذلك العصبية التي قد تصل إلى الضرب بعد الزواج، وغالبًا ما يقابل الزوج محاولات التغيير بالرفض بحجة أنها تريد التحكم فيه، في هذه المرحلة على المرأة إذا أرادت الاستمرار في هذه العلاقة أن تتعامل بحكمة وتحاول التغيير بصورة غير محسوسة, وإذا وجدت تقدمًا تستمر, أما إذا لم يحدث تقدم عليها أن تخرج من هذه العلاقة قبل أن تصبح سامة تستنزف حياتها، وقبل كل شيء على الفتيات أن يكن واقعيات قبل الزواج وينتبهن إلى العيوب ويفكرن إذا كن يستطعن التعامل معها وتحملها أم لا.
نمط الشخصية
وترى دهب فوزي، أخصائية الصحة النفسية أن سمات الشخصية عادة ما تكتمل عن سن 18 سنة بعدها يمكن وصف الشخص بأنه اعتمادي أو فصامي أو غير ذلك، وتقول: التغيير ليس مستحيلا لكن يجب أن يكون نابعًا من الفرد نفسه ولنفسه وليس من أجل الآخرين، لأن التغيير من أجل شخص آخر يبني علاقة اعتمادية، وعندما يختفي هذا الشخص الذي حدث التغيير من أجله نعود لنقطة الصفر.
وتتابع: يحتاج التغيير إلى وقت طويل وجهد وصبر والطباع التي نحتاج لتغييرها نسبية تختلف من شخص لآخر، وهناك زوجات لا يمكنهن الاستمرار مع طباع مثل الشك أو البخل والضرب ويفضلن الانفصال، لذا فإن التغيير يعتمد على نمط الشخصية لدى الطرفين ومدى ما يمكنه تحمله من الآخر، ويجب أن يبدأ هذا منذ فترة الخطوبة التي تعد مرحلة مهمة جدًا في أي علاقة يجب أن تستمر فترة كافية لأن الشك وفقدان الثقة قد يتفاقم بعد الزواج بطريقة ترهق الزوجة وتؤدي إلى مشكلات كبيرة، لذا يجب أن يبدأ التغيير قبل الزواج بدراسة الشخصية عبر المواقف والاحتكاك ومعرفة إذا كانت هذه الطباع يمكن التكيف معها أم لا، فالرفض والقبول تحكمه عدة عوامل منها المجتمع وثقافة الأهل، ويمكن اللجوء لمستشار علاج زواجي يقوم بتقييم الشخصية عبر نموذج يكتب فيه كل طرف ماذا يحتاج من الآخر, فعادة ما يساعد اللجوء للمتخصصين كثيرا وقد يمكن أن يكون سببا في تقليل حالات الطلاق.
ساحة النقاش