اشراف : ايمان عبدالرحمن - سماح موسى-  شيماء أبو النصر-  جلال الغندور - أماني ربيع-  هدى إسماعيل

 

يعدإنهاء علاقة سواء كانت زواجاأو قصة حب من أصعب القرارات التي تتخذها المرأةبل من أسوء التجارب التي تعايشها في حياتها,حيث تخلف جرحا غائرا في قلبها قد تمحيه الأيام أو تزيد من آلامه، والتأقلم على الحياة الجديدة بعد الانفصال أمر مرهق للمرأة, فهي تظل ترى الأمر على أنه كابوس ليس واقعيالكن عندما تتماسك وترى الصورة واضحة عليها أن تعيد بناء حياتها من جديد وتعود للحياة بكل طاقتها، لذا دعونا نتعرف من خلال السطور التالية على كيفية العودة من جديد والتخلص من مشاعر سلبية خلفتها علاقة قديمة لم يكتب لها النجاح.

فى البداية تقول سالي سويلم، موظفة:لاتقف الحياة على أحد، لذا بمجرد الانفصال سواء كان علاقة عاطفية أو طلاقا يجب أن نبدأ من جديد، لا أنكر أن المرأة تمر بمرحلة اكتئاب وبكاء وحزنلكنها في نهاية الأمر ستقف من جديد وتعيد بناء حياتها, فهى كائن قوى لايستسلم أبدا, وعن تجربة شخصية بعد إنهاء خطبتي انتابتنى مشاعر الحزن فترة لكن سرعان مابدأت من جديد.

أما شيماء مصطفى، مهندسة فتقول: الانفصال في حد ذاته أمر قاسي خاصة إذا كان بعد قصة حب حقيقة,لكن ظروف الحياة واختلاف الطبائع يجعل الحياة مستحيلة والمرأة كائن عاطفي والحزن لديها يكون مضاعفا, ولا نقول إن الرجل لايحزن لكنه يعود لحياته بسرعة خاصة إذا كان سببالانفصال, لذا على المرأة أن تكون لها حياة خاصة بعيدة عن الحب والزواج والمنزل كعمل تحبه وأصدقاء حقيقيين وآمال وطموحات تسعى لتحقيقها حتى إذا انتهت العلاقة القائمة تجد الحياة تستمر ولا تقف عند الابتعاد عن الطرف الآخر.

ويقول محمود راضي، محاسب: الانفصال ليس أمرا مؤذيا للمرأة فقط لكن للرجل أيضا, فالعشرة والسنوات تترك علامة داخل كل منهما، لكن الفارق بينهما أن الرجل يعود للحياة سريعا مع وجود الأصدقاء والعمل وإيقاع الحياة السريعة أما المرأة فلأنها كائن عاطفي فالانفصال يحطم آمالها وأحلامها لذا أؤمن تماماً أن الحياة لاتقف عندإنسان.

مجرد تجربة

أما عن كيفية التخلص من آثار الانفصال والبدء من جديد فتقول د. نادية جمال الدين، خبيرة العلاقات الأسرية والتنمية البشرية: الطلاق ليس نهاية حياة بل هو بداية لأخرى جديدة مختلفة تماما، فعندما ننتهي من تجربة يكون الإحساس المسيطر علينا أن التجربة انتهت بسبب نفاذ طاقتنا وعدم قدرتنا على الاستمرار أو فشلنا فى المحافظة على العلاقة كما بدأت أو بمعنى أصح لم نستطع أن نستمر في الحياة مع الطرف الآخر أكثر من ذلك.

وتتابع: أكثر الطرفين تضررا من الانفصال المرأة لأن المجتمع للأسف الشديد يضع على عاتقها أسباب الفشل بل يوسمها بلفظ مطلقة وكأنه يفكرها بأنها فشلت دون أن ينظر إلى الأمر بحيادية، لكن أصبح هذا المفهوم تتضاءل مساحته حيث أدرك أفراد المجتمع أن هناك بعض المشكلاتلا حللها سوى الانفصال، ومن الطبيعي عندما يكون هناك مشكلات بين الزوجين يحاول أحد الطرفين الوصول لحل ونتيجة ترضي كل منهما أو حتى التعامل مع المشكلة بحكمة وهدوء واتزان، لذلك نقول إن قبل كلمة الانفصال هناك مراحل لمحاولة حل المشاكل ودائما كان الطلاق حلاً مستبعداً لكن للأسف بعد محاولات كثيرة يكون هو الحل الأمثل والأفضل للطرفين حفاظاً على ماتبقى من الحياة والاحترام المتبادل.

اهتمى بنفسك

تنصحد. نادية المرأة بالبدء من جديد والاهتمام بنفسها قائلة: التجربة التي انتهت مجرد تجربة وليست نهاية الحياة فكل البشر باختلاف جنسيتهم يمرون بتجارب مختلفة، والجميع يخسر ويكسب فالحياة لاتسير على وتيرة واحدة، انتهت العلاقة بالانفصال وأنت تملكين من الخبرة والأفكار التى تمكنك من الاستمرار في حياتك دون توقف، وتملكين القدرة على اختيار شخصية أخرى بمواصفات تقبلينها من خلال خبرتك السابقة،فالإيجابيات والسلبيات تستطيعين تمييزها بسهولة ودون عناء، فالخبرة التى اكتسبتها من تلك التجربة تعطيك فرصة ثانية لبناء حياة جديدة بمقومات مختلفة وأسس سليمة وثبات يجنبك الوقوع في أخطاء جديدة.

وتستطرد: على المرأة بعد نهاية العلاقة أن تبحث عن نفسها من جديد وأن تعيد اكتشاف إمكانياتها وقلبها وعقلها من جديد، مع محاولة التغيير سواء أكان خارجيا كـ«لون الشعر والملابس» أو داخليا كتعلم لغة جديدة ومهارات مختلفة تعيد إليها الثقة في النفس من جديد، أما عن الرجل فبعد تجربة الطلاق يجب أن يحاول جاهداً معرفة الأسباب التي جعلت الأمور تصل إلى الانفصال، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل بينه وطليقته خاصة إذا كان بينهما أطفال، وأخذ الوقت الكافي لإعادة تقييم حياته وألا يتسرع في بدء علاقة جديدة حتى لا يظلم الطرف الثاني ولا نفسه أيضا,فالتسرع يمكن أن يؤدي إلى الفشل.

خطوات إيجابية

يقدمد. عبدالعزيز آدم، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية وأخصائي علم النفس السلوكيعشر نصائح مهمة للتغلب على تبعات الانفصال النفسية وإحداث تغيير فى الحياة ويقول:

١- فهم طبيعتنا كبشر: تجاوز أي تجربة في حياتنا مهما كانت قاسية يحتاج إلى وقت، لذلك يجب فهم هذه النقطة جيدًا، لأن البعض يظن أن تجاوز فكرة الارتباط بطرف آخر كان يمثل له الحياة بأكملها من المستحيلات لكن في الحقيقة ممكنه فقط تحتاج إلى بعض الوقت والصبر.

٢- عدم الاستسلام للفراغ: غياب هدف حقيقي في حياتك بيئة خصبة للأفكار السلبية وتضخيم المشاكل, لذا من المهم وجود هدف في حياتك يشغل وقت فراغك ولا يعطي فرصة للأفكار السلبية أن تقتحم عقلك.

٣- تفريغ الطاقة السلبية: عند الحديث مع شخص مقرب لك تثقين فيه سيعد ذلك بمثابة تفريغ للطاقة السلبية وسيساعدك على وضع الأمور في سياقها الصحيح دون تهويل.

٤- الانصات جيدا للنصح: يأتي ذلك بعد الحديث مع الشخص المقرب مباشرة، فمن خلال حديثك ستكون تلك فرصة لتوضيح حجم المشكلة والمشاعر بداخلك التي تضخمت بشكل أكبر من الطبيعي ويكون النصح هنا لمساعدتك لترتيب أفكارك بشكل جيد والتخلص تدريجا من وهم التعلق المرضي بالشخص غير المناسب.

٥- اكتبي عن مشاعرك: فهذا سيساعد المخ على استيعاب حجم المشكلة وتفريغ الطاقة السلبية وتقليل التعلق تدريجيا.

٦- تحقيق نجاحات ملموسة: بداية من تحديد الهدف والسعي نحوه بهمة، وصولًا إلى تحقيق نجاحات ملموسة همابداية لتحريرك من القيود والمضي نحو النجاح.

٧- ابحثي عن شغفك:فوصولك إليه مفتاح سحري لتخطي أي تجربة قاسية من خلال عمل نشاط أو هواية تستمتعين بها,كما يساعدك على تخطي الوقت الصعب الذي يلي مرحلة الانفصال مباشرة.

٨- ممارسة الرياضة: هى أحد الوسائل الفعالة للتغلب على الأفكار المحبطة والمشاعر المؤلمة,كما تشعرك بدورها بالنشاط وتمنحك بعض الطاقة للمضي قدمًا في حياتك رغم أي مشاعر سلبية تسيطر على تفكيرك.

٩- تنظيم حياتك:إعادة ترتيب أوراقك من خلال عمل هدنة تنفصلين فيها عن كل الأشخاص السلبيين في حياتك لاسيما بعد انتهاء التجربة المؤلمة، هو أمر مهم تقومين خلاله بعمل خطط للمستقبل وتحديد مسار حياتك المقبلة بإصرار على النجاح وإثبات ذاتك.

١٠- التمسك بالأمل: لا تفقدي الأمل أبدًا في أن هناك شخصا مناسبا ينتظرك لكن لم يحن لقاؤه بعد وأن تلك العلاقة التي انتهت بالانفصال إنما هي مجرد تمهيد للقاء الشخص المناسب الذي ستجدين معه سعادتك.

المصدر: اشراف : ايمان عبدالرحمن - سماح موسى- شيماء أبو النصر- جلال الغندور - أماني ربيع- هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 595 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,805,609

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز