بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا نورا كانت تتحدث مع جدتها عن منشور قرأته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي والذي يتحدث ساخرا على أننا أفسدنا اللغة الفرنسية، واستشهد ببعض الكلمات التي أصلها فرنسي وكيف نقولها حاليا ومنها كلمة بولاق، وهو اسم يطلق على أحدالأحياء الشعبية الشهيرة، فأصل التسمية يعود إلى الحملة الفرنسية عندما رأى نابليون المكان وقال عليه "بحيرة جميلة" بالفرنسية والتي حرفت لكلمة بولاق.
ابتسمت الجدة لها في سخرية نافية تلك المعلومة جملة وتفصيلا، فاسم منطقةبولاق موجود في كتاب الخطط المقريزية للمؤرخ تقي الدين المقريزي الذي عاش في العصر المملوكي قبل الحملة الفرنسية بمئات السنوات، وذكر أن المنطقة كانت موجودة حتى قبل عهد المماليك، وقد كانت مرسى للسفن لذلك يرى البعض أن معنى الكلمة هي الميناء.
وأضافت الجدة أنه للأسف مع الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي جعل الكثير يتعامل مع أي معلومة يتم كتابتها في منشور على أنها حقيقة مؤكدة دون أن يتفحصها ويعرف ما هو مصدرها، بل الأكثر من ذلك يرددها مثل الببغاوات دون تفكير.
شعرت نورا بالإحراج من كلام جدتها التي ابتسمت لها وهي تذكر لها أن اللغة الفرنسية في الأساس هي إحدى اللهجات من اللغة اللاتينية القديمة التي خرج منها العديد من اللهجات التي أصبحت لغات كالإيطالية والإسبانية وغيرها، وبالتالي لم يشوهها المصريون في أي وقت من الأوقات.
ضحكت الحفيدة وسألت جدتها كيف عرفت كل هذه المعلومات، فأجابتها الجدة ضاحكة أنها منذ أن كانت طالبة في الجامعة تعلمت شيئا مهما وهو ألا تكون ببغاء فلا تقول أي معلومة دون أن تتأكد من صحتها ومن مصدرها.
ساحة النقاش