إشراف الملف: أميرة إسماعيل - سمر عيد – أسماء صقر –ابتسام أشرف – هدى إسماعيل

وسط تسارع وتيرة الحياة وتزايد المسئوليات بين الزوجين تخفت شعلة الحب وتقل اللحظات الرومانسية بينهما، كما يفتقد الأبناء الشعور بالدفء الأسرى نتيجة غياب والدهم لساعات طويلة فى العمل أو مع الأصدقاء على المقاهى، وفى الشتاء نقضى الكثير من الوقت فى المنزل نظرا لبرودة الطقس والتى تمنع الكثيرين من قضاء معظم أوقاتهم مع الأصدقاء وعلى المقاهى ما يجعل من ليالى الشتاء الباردة فرصة لاستعادة اللحظات الرومانسية والتجمعات الأسرية..

فى البداية تقول إيمان راضي، مدرسة: الشتاء معروف دائما بالأجواء المنزلية الدافئة، خاصة أنه يتزامن مع موسم المدارس لذا الجميع يبدأ يومه منذ الصباح الباكر وفي الليل يوجد سكون في الشوارع لذا يوجد وقت لتبادل الحديث الأسرى والتقرب من أفراد العائلة والتعرف على مشكلاتهم التى يواجهونها فى العمل والمدرسة.

أما يمنى سعيد، مهندسة فتقول: اعتدنا مشاهدة الأفلام والمسرحيات في ليالي الشتاء، وأن نجتمع على أكلة بطاطا ساخنة وأن نجلس بجوار بعضنا البعض نتحدث حول المدفئة، فكل ذلك يبعث في القلب السكون والطمأنينة.

وعلى أنغام "حاجة غريبة" اعتادت رنا ياسر، ربة منزل منذ فترة خطوبتها السير مع زوجها في شوارع القاهرة ليلا في فصل الشتاء خاصة وأنها تتميز بقلة المارة بها ما يشعرهما بالرومانسية، وكأن الجو خال لهما وحدهما، ليرددا معا أغنية حليم وشادية "حاجة غريبة".

وتحكي مريم إسماعيل، ربة منزل قائلة: أحضر أطعمة شتوية كالبطاطا والكيكة ومشروب ساخن وأجلس مع زوجي لنشاهد فيلما رومانسيا خاصة أن شهر ديسمبر مليء بالأفلام الأجنبية الرومانسية لأن هناك الكثير من الأعياد كأعياد رأس السنة لذا يكون هناك الكثير من الأفلام التي تحكي عن أشخاص يقابلون بعضهم صدفة ويقعون في الحب في أجواء شتوية رائعة مما يبعث روح الرومانسية بيننا.

تقول بسمة سليم، استشاري العلاقات الأسرية: الشتاء بطبيعته فصل عدد ساعات الليل أطول وبالتالي مع برودة الجو تعود الناس إلى منازلها في وقت أبكر من المعتاد، وذلك يخلق فرصة بين الزوجين لمشاهدة فيلم رومانسي مع مشروب دافئ وأجواء هادئة، فالجو العام أسكن من الصيف المليء بالحركة والضوضاء، وأغلب الأشخاص لا تتحمل درجات الحرارة العالية والتي تتسبب في المزاج المضطرب.

وتتابع: ربطت الأفلام الرومانسية بين المشاهد الشاعرية وفصل الشتاء، فنرى وفي هذا الوقت من العام قوائم الأفلام التي تظهر لك مجموعة من الأفلام الكوميدية الرومانسية التي تتمحور حول العشاق، وقد يكون هناك سبب وجيه لذلك فالشعور بالبرودة يرفع درجة إعجاب الجماهير بالأفلام الرومانسية، ونظراً لأن المشاهدين يربطون بين الأفلام الرومانسية والمشاعر الدافئة فربما تتسلل تلك المشاعر إليهم أثناء مشاهدتها، وعلى ما يبدو فهناك شيء خاص متعلق بالليالي الباردة الطويلة يجعل الناس أكثر ميلا للقصص الرومانسية والاستماع إلى صوت فيروز، وتلك الروابط تعمل لدى الزوجين مع بداية الشتاء فيستدعيان مشاعرهما الرومانسية للتكيف مع الجو العام ما يتيح مساحة للحديث وحل الخلافات بينهما.

يرى د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية أن العلاقة العاطفية بين الزوجين تتأثر باختلاف الفصول خاصة الخريف والربيع لوجود تقلبات عديدة تؤثر بدورها على النوم والحالة المزاجية بين الشريكين إلى أن يستقر الطقس وتبدأ المشاعر في الاستقرار.

ويقول: يتميز الشتاء بحد أدنى من الضوضاء في الشوارع، وانخفاض الأنشطة في الخارج، وكأن كل شيء يتباطأ بطريقة ما، وهذا يتيح للفرد الوقت الكافي للتفكير في حياته و بالأفراد المحيطين به، ويعطيه إحساساً قوياً بالأمان، ما يسمح لعقله بالتفكير  بإيجابية وتفاؤل، الأمر الذي يدفعه للتحدث مع شريكه بأريحية وهدوء وإقامة محادثات بناءة وحل الخلافات.

وينهى فرويز حديثه قائلا: تزداد الرومانسية بين الزوجين خلال فصل الشتاء حيث يشعران بالانجذاب لبعضهما خاصةً أن الجو الماطر أو المثلج في الخارج يحفز على تحضير عشاء رومانسي وغيره من النشاطات التي تزيد الحب بين أفراد الأسرة الواحدة، وهناك عبارة أو مصطلح حديث يلخص المزاج الخاص في الشتاء والميل إلى البقاء في الداخل وهو "موسم التكبيل"، لكن الأصفاد هنا تشير إلى رباط عاطفي اختياري وقد يكون مؤقتاً، وليس القيد بالمعنى المعروف.

تختلف داليا نبيل، مدرب أسلوب حياة ومحرر مشاعر سلبية وصدمات مع الآراء القائلة بأن التقلبات الجوية تؤثر بشكل مطرد على العلاقة الأسرية قائلة: يجب علينا التحكم في مشاعرنا خاصة في العلاقة الزوجية فهي علاقة مقدسة في كل الأديان، لذا فإن فإن الشخص الذي بقلبه رحمة لن تفرق معه الفصول كلها وسيتعامل بقول الله عزو وجل "وجعل بينكم مودة ورحمة".