حوار: هايدى زكى

على الرغم من معرفة الفرد لأهمية الطاقة بمختلف أنواعها ومشتقاتها وحرصه على الحفاظ عليها إلا أن هناك بعض العادات والسلوكيات اليومية التى قد تكون سببا فى إهدار كميات هائلة من المياه أو الكهرباء وكذا المنتجات البترولية، فما الطرق المثلى لترشيد استهلاكنا فى كافة أنواع الطاقة؟

د. منال متولى،خبيرة البترول والطاقةوالبيئةتقدم لقارئات "حواء" خلال هذا الحوار بعض الطرق والأفكار التى تساعدهنعلى ترشيد الاستهلاك فى مصادر الطاقة، والتوفير فى الفواتير الشهرية.

فى البداية ما أهمية ترشيد الاستهلاكفى مصادر الطاقة خلال الفترة الحالية؟

فى البداية أود التأكيد على أننا نعيش فى أمان، فكل مصادر الطاقةمتوفرة وبدون انقطاع، وهناك جهد كبير من الدولة لتوفير ذلك رغم ما نمر به من ظروف وأزماتعالميةوالتى ترتب عليها ارتفاع فى الأسعاروزيادة التضخم فى العالم بشكل كبير خاصة فى أسعار الطاقة ومصادرها المختلفة، لذلك علينا أن نتبع الترشيد لمواجهة الظروف الحالية.

وما دور المرأةالمصرية فى اتباع سياسة الترشيد للطاقة؟

للمرأة دور كبير،فهىوزيرة اقتصاد أسرتها وعقلها المدبر فى توفير كل المستلزمات والاحتياجات المنزلية، وهى الضابطة لمصادر الطاقةومعدل استهلاكها فى المنزل، لذا عليها أن تكون على وعى بما تمر به البلاد من أزمات ومشاكل اقتصادية كبرى وأن تهتم بمصادر الطاقة داخل المنزل وترشيدها كالمياه والغاز والكهرباء وتسعى للترشيد فى استهلاكها من أجل التوفير والادخار أيضا لأسرتها.

وكيف يمكنها تحقيق ذلك؟

ثقافةترشيد مصادر الطاقة من الأمور البسيطة التى يمكن لكل الأسر المصريةالاستعانة بها وتطبيقها للحد من الإهدار والتكلفةالعالية،وتتجه الدولةللتغيير والحد من الاستهلاك،لكن لن يتم ذلك بدون تغيير ثقافة الأفراد وسلوكياتهم،وهناك بعض الطرق البسيطةالتى يجب اتباعها للترشيد فى مختلف مجالات الطاقة؛ فمثلا الطاقةالكهربائية داخل المنزل لابد من الاستعانة بلمبات موفرة واختيار الأجهزة الكهربائية التي تعمل بكفاءة وتوفر من استهلاك الكهرباء والعمل على صيانتها باستمرار وتنظيف فلتر مكيف الهواء كل أسبوعين للتقليل من الاستهلاك، والحرص على غلق كل الأجهزة التى لايتم استخدامها كالشاحن وغيره.

وكيف يمكن الترشيد فى استهلاك المياه؟

هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التى تتسبب فى إهدار المياه، ويمكن الاستعانة بوسائل عديدة فى المنزل للحد منها كري النباتات المنزلية فى الصباح الباكر أو ليلا لتجنب تبخر المياه، وإذا كان للمنزل حديقةفمن الأفضل استخدام أساليب للريأقل هدرا للمياه كالتنقيط، والتوقف عن استخدام الخرطوم فى تنظيف السيارات والحيوانات، واستخدام مياه الغسيل والتنظيف فى ري النباتات المنزلية، واستخدام القطع الموفرة للمياه،والتأكد من سلامة الصنابير ومواسير المياه أولا بأول وإصلاح التألف منها، وفحص صندوق المياهللتأكد من عدم وجود تسرب للماء، وعدم الإسراف فى استخدام الماء عند الاستحمام،وتجنبرمي المخلفات فى شبكات الصرف الخاصة بالمنزل وتجميعها فى سلة المهملات كبقايا الزيت وغيرها من أدوات المنظفات لأنها تتسبب فى العديد من المشاكل البيئيةالمكلفةللأسرةوالدولة وتهدر الكثير من الأموال، حيث تعرض شبكات المياه للضرر.

وما أهم الطرق التى يمكن من خلالها ترشيد الاستهلاك في المواد البترولية؟

يجب الاعتماد على الطاقات المتجددةوالجديدة والوسائل الصديقة للبيئة الكهربائية والعاملة بالغاز الطبيعى، كتحويل السيارات للغاز الطبيعىكوسيلة للحفاظ على البيئة وتوفير الاستهلاك أيضا، ويجب اللجوء إلى وسائل المواصلات الأخرى كالنقل العام، وهناك طفرة فى وسائل المواصلات والدولة تسعى لتوفير أكبر قدر من وسائل النقل لكل فئات المجتمع كالقطار السريع والمونوريل والتىتخفف من الضغط على الطرق وتوفر راحةأكثر للمواطن، لذا يجب الاهتمام بمتابعة هذه المشاريع الجديدة، واستخدام شبكة الطرق والكبارىالجديدةذات المواصفات العالمية والتىتحافظ على السيارةوتوفر فى استهلاكهاللوقود، واستخدام نظام المشاركة بين أصحاب السيارات المتعددة، واختيار الوقت المناسب لقضاء المشاوير بعيدا عن الزحام.

أخيرا ما الكلمة التى توجهينها للمرأةالمصرية لترشيد الاستهلاك؟ 

نحن فى مرحلة نحتاج إلى التكاتف والتعاون،وعلى المرأة دور كبير فى غرس الثقافات والطرق السليمةوالصحيحة لاستهلاك مصادر الطاقة المختلفة فى نفوس أبنائك، فالتربيةوالتوعيةبأهمية الترشيد هى أساس النجاح، والمرأة إذا كانت على قدر من الدراية والتثقيف فإنها تستطيع ابتكار طرق ووسائل جديده للتوفير،لذا عليها أن تتابع مبادرات وحملات التوعية والترشيد فى الاستهلاك والاستفادة منها فى مواجهة ارتفاع الأسعار والحد من الفواتير المرهقة ماديا للأسرة،والاستعانة بالطرق الحديثةوالمبتكرةفى الاستهلاك للتوفير والادخار أكثر، وللمرور بأمانبأسرتها ووطنها لحياةأفضل.