كتبت:سمر عيد
مع انتهاء فترة الامتحانات وبداية إجازة منتصف العام يرغب أفراد الأسر المصرية فى قضاء بعض الأيام للترفيه عن أبنائهم بعد ضغوط الامتحانات وما يصاحب تلك الفترة من توتر، ولأن المرأة هى وزيرة مالية الأسرة تسعى دائما لتحقيق رغبات أفرادها جنبا إلى جنب مع توفير متطلباتهم واحتياجاتهم ما يستلزم منها وضع خطة اقتصادية لقضاء هذه الإجازة.
فى الجولة التالية حاولت "حواء" أن تساعد ربات البيوت فى وضع هذه الخطة لقضاء إجازة ممتعة من خلال الاستعانة ببعض خبراء الاقتصاد وعرض تجارب السيدات.
تقول مروة محمد، معلمة لغة إنجليزية بإحدى المدارس الخاصة: أشجع أبنائى على لعب الكرة والتنزه على ممشى أهل مصر، والاستمتاع بمنظر النيل الجميل بدلا من الذهاب إلى "سايبر أو مول"وإنفاق أموالا طائلة بلا جدوى.
أما إيمان ماهر،ربة منزلفتستغل كل الإجازات في تدريب ابنتها على الغناء، وزيارة دار الأوبرا المصرية للاستمتاع بسماع الموسيقى ومشاهدة العروض الفنية، وكذا مسرح الطفل والاستمتاع بالمسرحيات التي تقدمها وزارة الثقافة للأطفال،كما تشجع أطفالها على الالتحاق بأنشطة ثقافية وفنية تنظمها وزارة الشباب والرياضة للأطفال في فترات الإجازات والتى من شأنها إثراء الطفل فنيا وثقافيا واكتشاف مواهبه وتنميتها.
تعتمد ريم نادر، محاسبة بأحد البنوك علىالنزهات التى تعمق الانتماء لدى أبنائها كالذهاب للمتاحف المصرية التي لاتتعدى تذكرتها 30 جنيها لطلاب المدارس، وتقول: يمكن للأم أن تصنع شطائر وساندوتشات وتصطحب أبناءها جميعا لزيارة المتاحف التي تعرف الأطفال بتاريخهم وتعمق حبهم وانتمائهم للوطن،كما يمكننا اصطحابهم لزيارة ملجأ للأطفال أو دار مسنين والتبرع بمبلغ بسيط لمن يحتاجه حتى ننمي لديهم عمل الخير والصدقات وننمي الحس الإنساني لديهم، وهذا أفضل من تضييعهم بنزهات استهلاكية ربما لا تناسب ميزانية أغلب الأسر المصرية.
المكتبات العامة والقراءة
بعد استعراض تجارب الأمهات وخططهن لقضاء إجازة منتصف العام، كيف نستثمر هذه الفترة فى إثراء الجانب المعرفى والثقافى لدى أبنائها حتى تكون إجازة مفيدة؟
تقول د. سامية عبد المطلب، أستاذة الاقتصاد المنزلي: مع انتشار "المولات" في كل مكان والتى شجعت الثقافة الاستهلاكية فقدنا قيما كثيرة كنا نحث أبناءنا على التمسك بها؛منها حب القراءة،فتشجيع الطفل على القراءة وقضاء الوقت مع كتاب ممتع يوسع مداركه ويقوي لغته العربية أو لغته الثانية التي يجيدها أفضل بكثير من اصطحابه إلى التسوق،ويوجد بكل حي مكتبة عامة يمكن اصطحاب الطفل إليها في فترة الإجازة،ويمكنه طبعا استعارة أي كتاب يرغب في قراءته،كما أن هناك أنشطة أخرى ببعض المكتبات كتعليم دورات للحاسب الآلي للأطفال،ولدينا حدائق عامة تذكرتها في المتناول،ومن الضروري جدا زيارة الأهل والأقارب وتشجيع الأطفال على صلة الرحم،وإذا قمت بزيارة والدتي أو حماتي أو إخوتي أو إخوة زوجي علي أن أقوم بعمل وجبتين أو ثلاث وأقدمها على السفرة عند زيارتي لأقاربي حتى لايتضرر رب الأسرة من تكلفة الغذاء أو العشاء،وهذا أفضل طبعا من شراء شوكولاتة أو سلع غير مفيدة عند زيارة الأقارب والأهل،وعلينا أن نتخلص تماما من ثقافة قضاء اليوم بأكمله في المول،فهذا أمر مكلف وغير منطقي على وجه الإطلاق.
رحلات ومعسكرات شبابية
تدعو د. دعاء نبيل، أستاذة الاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية بجامعة المنيا إلى أهمية الاتصال بمراكز الشباب في كل محافظة ومتابعة أنشطة وزارتى الثقافة والشباب والرياضة؛حيث تتيح للشباب والأطفال رحلات قصيرة ليوم واحد والاستمتاع بعروض فنية ومسرحية كثيرة وبأسعار مخفضة جدا، فضلا عن تقديمها دورات تدريبية في مختلف المجالات الثقافية والفنية والرياضية،وهذا أمر يمكن أن يفرغ طاقة الأطفال والمراهقين في أمور مفيدة.
وتقول: من المهم جدا أن أشجع ابني على مصادقة أقران من نفس المستوى الاقتصادي والمادي،وأعلمه ألا ينظر مطلقا لمن هم أعلى منه في المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي لأن ذلك من شأنه أن يهدم ثقته بنفسه، وإذا كان لديه أقران أعلى منه ماديا واقتصاديا علي أن أشرح له أن مجاراة وتقليد هؤلاء الأصدقاء ليس في إمكانية أسرته،وأن عليه أن يتخذهم أصدقاء دون تقليدهم في أي شيء،وإذا دعاه أصدقاؤه على الغذاء أو تناول الطعام في أحد المولات على سبيل المثال يمكن أن أرد هذه الدعوة بدعوة أصدقاء ابني أو ابنتي إلى رحلة قصيرة لمكان قريب وأصنع أنا بنفسي في المنزل الأطعمة التي يحبونها دون أن أشتريها من خارج المنزل، كما يمكن مشاهدة فيلممن أحد مواقع السينما المجانية على شبكة الإنترنتمع إعداد الفشار بالمنزل بدلا من دعوة ابني وأصدقائه إلى السينما لأن ذلك سيكلفني مبلغا طائلا.
ساحة النقاش