إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ميرنا كانت تتحدث مع جدتها عن عيد الحب"الفلانتين" وكيف ستحتفل به هي وصديقتها هذا العام.
تنهدت ميرنا وسألت جدتها على استحياء عن ماهية الحب؟ وهل يوجد في عصرنا هذا الذي سيطرت عليه الماديات مثل هذه المشاعر؟ وكيف يعرف الشخص أن سهم كيوبيد "إله الحب" قد أصاب قلبه؟!
ابتسمت لها الجدة وحدثتها بهدوء شارحة لها هذا المعنى الجميل بأن مشاعر الحب نولد بها ونراها في كل شيء حولنا ومن يتعود على تلك الأحاسيس الطيبة هو الوحيد الذي يكون قلبه مستعدا لغزو سهام كيوبيد أو إرسالها لتصيب من ملك فؤاده، فتلك السهام لابد أن تكون متبادلة وإلا أصبحت مجرد خيالات مرضية، لكن الحب الحقيقي هو هذا الساحر الذي يجمع اثنين ليس بينهما أي صلة، وفجأة يتحولان إلى روح واحدة مهما ابتعد الواحد عن الآخر يكفي أن يغمض عينيه ليراه، قلب كل منهما لا ينبض إلا باسم الآخر، إن شعر أحدهم بألم يضع الثاني يده على مكان ما يؤلم حبيبه وهو بعيد عنه بمسافات.
لكن المشكلة الحقيقية في كثرة من أهان كلمات العشق واستغلها لتحقيق أغراض لا تمت للمشاعر الراقية بأي صلة، فظن الناسغرق كيوبيد في زمن الماديات لكنها ادعاءات غير حقيقية ففي كل زمان ومكان هناك آثار لسهام ذلك الطفل العابث المسمى بإله الحب قد تقل أو تكثر لكنها لايمكن أن تتلاشى.
قد نعيش عمرنا كله بعيدين عن سهام كيوبيد لكن إن كنا من المحظوظين فما أن يصاب الفؤاد بها حتى يسرع صاحبه بإنكارها لكن سرعان ما سيخضع لتعويذة ساحر اسمه الحب.
ساحة النقاش