حوار:منار السيد
ترى فى رمضان فرصة لتوطيد العلاقات العائلية واستعادة أواصر الود والمحبة بين أفراد العائلة، وتعزيز معنى الأسرة فى نفوس الصغار الذين تتزايد معانى الانتماء بداخلهم للأسرة عند الاجتماع مع الأقارب على مائدة الفطار، كما ترى أن الاستعداد للشهر الكريم ليس ماديا بقدر ما هو روحانيا، مؤكدة أن الحكمة من الصيام تحثنا على ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف، إنها د. هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفيةالتى حلت ضيفة على مائدة إفطار "حواء" لتسترجع معها ذكرياتها الرمضانية وأبرز الطقوس التى تمارسها خلاله.
بداية كيف تستعدين لاستقبال شهر رمضان الكريم؟
لشهر رمضان الكريم قدسيته وروحانياته التي يجب علينا أن نتحلى بها في سلوكياتنا، لذا يجب أن يكون الاستعداد نفسيا قبل أن يكون ماديا، حيث نسعى لاستقبال الشهر الكريم بالتقرب من الله بفعل الخير والإكثار من العبادات وأن نشحذ كل حواسنا بروحانية الشهر الفضيل وبهذا يكون الاستعداد على مستوى الفرد، أماعلى المستوى الأسرىفهناك أدوار يجب أن تجمعنا كسيدات وهي لم شمل أفراد العائلة،وأن تتميز هذه التجمعات بأطباق أسرية، فكل أسرة تتشارك بطبق مميزتقدمه على مائدة إفطارالعائلة لتبادل التهاني، ويتم فتح مجال للمناقشة والتحاور بموضوعات مختلفة.
هل يعنى هذا أن هذه المشاعر الطيبة والتي يتميز بها أجواء شهر رمضان الكريم من "لمة العائلة" عادات رمضانية لن تندثر؟
لايمكن أن تندثر خاصة أن الشهر الفضيل هو فرصة عظيمة للقاء الأحبة الذين قد ننشغل عن لقائهم بسبب مشاغل الحياة،نجتمع من جديد على مائدة الإفطار، وهذه العادة هي التي تنعكس بإيجابية على أبنائنا والأجيال القادمة لما يشعرون به من دفء ومحبة وعلاقات طيبة وجو عائلي يجعلهم يشعرون بقوة وأهمية الرابطة العائلية.
يعتقد البعض أن الاستعداد للشهر الفضيل هو استعداد لتخزين السلع فقط فما رأيك فى ذلك؟
هذا خطأ شائع يجب تجنبه لأنه يتنافى مع روحانيات الشهر الفضيل التى تنهانا عن السلوكيات الخاطئة وتدعونا إلى ترشيد الاستهلاك وتوفير النفقات بما يتفق مع قدسيته.
ما ذكرياتك مع "لمة رمضان" زمانوهل اختلفت كثيرا عن الوقت الحالي؟
بالطبع اختلفت كثيرا، فنحن افتقدنا على سبيل الذكر الطبق الدوار الذي تربينا عليه حيث كانت والدتي والجيران حريصون على تبادل التهاني والمحبة الرمضانية في الشهر الكريم من خلال طبق المحبة الذيكنت أتشارك أنا وأخي في تبادله مع الجيران, وهذا كان يتوافق مع طبيعة الزمن الذي كان الجيران يتشاركون فيه كل المناسبات وكان هناك تقارب كبير.
وما أهم الأطباق على مائدةإفطارك؟
هوطبق رئيسي على مائدة الإفطار على مدار الشهر "طبق الشوربة " الذي نتناوله ثم نقوم لأداء صلاة المغرب لنعود لتناول العصائر ونستكمل الإفطار، كما أحرص على وجود طبق بروتين بجانب الخضار والسلاطات،بالإضافةإلى نوع من الكربوهيدرات سواء كان أرز او مكرونة أو نوع محاشي، فأهم شيء أن تتميز المائدة بالألوان، كما أستبدل الحلويات بالفاكهة ليكون الغذاء صحيا متكاملا.
وماذا عن فانوس رمضان؟
بالطبع نحن حريصون على شراء فانوس شهر رمضان للأحفاد فمازال الفانوس هو أهم مظاهر ربط أبنائنا بالتراث وفرحة حلول الشهر الكريم، فالفانوس وقرآن المغرب من المظاهر التي تظل في إدراك أبنائنا، بالإضافة إلى الطقوس الرمضانية التي يتعلمونها شيئا فشيئا من عبادة ومحبة وعطاء وتكافل.
على ذكر التكافل كيف يمكن استغلالالشهر الكريم فى إحياء روح التكافل الاجتماعي؟
التكافل الاجتماعي موجود طول الوقت بين المصريين وهذا يرجع لطبيعتهمالطيبةباعتباره أحد ركائز المنظومة الأخلاقية المصرية التي تعمل على سد فجوات الاحتياج، كما أن هناك جهودا على المستوى الرسمي من خلال الجمعيات الأهلية لتقديم كافة الاحتياجات للفئات الأكثر احتياجا خاصة خلال الشهر الكريم، بالإضافةإلى جهود المواطنين في توفير الغذاء سواء من خلال الشنط الرمضانية أو موائد الرحمن أو وجبات الإفطار الجاهزة التي يتم توزيعها بشكل يومي، بجانب تطوع الشباب لتوزيع العصائر والتمر وقت أذان الإفطار في الشوارع.
هل صادف وقضيت شهر رمضان خارج مصر؟
كثيرا,لكنمن أكثر المرات تعلقا في ذاكرتيقبل زواجي حيث قضيته في أمريكا وكان وقتها موعد آذان المغرب في تمام الساعة العاشرة إلاثلث ليلا وكانت أطول فترة للصيام، لكننا كجالية عربية كنا نتجمع للشعور بالأجواء الرمضانية ونتناول الإفطار معا، وإتمام صلاة العيد لاكتمال مراسم الاحتفال بعيد الفطر.
العمل عبادة..كيف نحث بعضنا على إحياء عبادتنا من خلال الإتقان فيأعمالنا خلال الشهر الفضيل؟
العمل في شهر رمضان الكريم هو جزء رئيسي من عبادتنا،فرمضان شهر تعبد وليس تكاسل، فإتقان عملنا هو أحد الركائز الرئيسية فيه لكي نتقرب إلى الله بأعمالنا وعبادتنا.
ساحة النقاش