أماني ربيع
الخناقات الزوجية في رمضان أمر معتاد، وأسبابها عديدة منها؛ العصبية الناتجة عن الجوع أو الخلافات على أين سيكون إفطار أول يوم، أو الميزانية، وغيرها من الأمور التي تشعل الخلافات بين الزوجين، فكيف يتعامل الزوجان مع هذه الخلافات خاصة إذا كان هذا أول رمضان يمر عليهما بعد الزواج.
"حواء" تستمع إلى حكايات بعض الزوجات عن خلافات أول رمضان بعد الزواج، وكيف تعاملن معها؟ كما تقدم آراء خبراء علم الاجتماع والتنمية البشرية لتعلم كيفية إدارة الخلافات الزوجية والحفاظ على استقرار العش السعيد.
تقول لميس.م، ربة منزل، 29 سنة: تزوجنا قبل رمضان بشهر واحد، وكنت أعرف أن زوجي عصبي بعض الشيء، لكن في أول يوم رمضان كان عصبيا للغاية بسبب عدم تدخينه للسجائر، لدرجة أنه عاد مبكرا من عمله، وكان يثور لأتفه الأسباب، وكنا على وشك خناقة كبيرة، ثم فضلت أن أكون هادئة بدلا من الشجار وطلبت منه أخذ حمام دافئ للاسترخاء والنوم حتى أذان المغرب، فاستيقظ واعتذر لي وقال لي إنه في أول أيام رمضان يكون عصبيا بعض الشيء حتى يعتاد جسمه غياب النيكوتين.
أما شيماء.ج، مدرسة فكانت خناقتها بسبب عزومة أول يوم في رمضان وأين ستكون في بيت أهلها أم بيت أهل زوجها، تقول: كنت أسمع عن هذا النوع من الخناقات ولم أتخيل أن تحدث معي، والخناقة لم تكن مع زوجي لكن والدته، حيث أرادت والدتي تجميعنا في أول يوم لأنه يوافق عودة والدي من السفر ولم يكن حضر زواجنا، لكن والدة زوجي صممت على الإفطار في منزلها، وفي الحقيقية، كان حماي رجلا حكيما واتصل بوالدي وقال له إنه احتفالا بقدومه أعد له وليمة إفطار عظيمة ترحيبا به، وبصراحة تعامل مع أهلي بحفاوة كبيرة جعلتني أتغاضى عن سلوك حماتي.
بينما كانت مشاجرة ولاء.خ، معدة برامج بسبب أن "طبيخها" لم يعجب زوجها، وتقول: بصراحة حزنت كثيرا وتحول الأمر إلى شجار كبير لأنني تصورت أنه يعرف أنني لا أجيد الطبخ وسيتفهم الأمر، واستفزني كثيرا عدم حرصه على مشاعري، وبكيت كثيرا، لكنه جاء واعتذر لي بعد ذلك، وقال لي إنه عصبي بسبب الصيام، واتفقنا على أن يساعدني في الطهى حتى أصبح ماهرة.
اتفاق لكسب الطرفين
ولتفادي الشجار اتفقت دعاء. س، مصورة فوتوغرافية مع زوجها على الإفطار فى المنزل أول يوم في رمضان وأن يكون الإفطار جماعيا لأهلهما في منزلهما أيضا، وهكذا تجمعوا سويا دون مشكلات.
الأهل يشعلون الخلافات
توضح أميمة خالد، استشارية العلاقات الأسرية أسباب الشجار بين الزوجين خلال رمضان قائلة: معظم المشكلات تكون لأسباب تافهة، مثل عصبية الزوج أو توتر أحد الزوجين بسبب ضغط مادي أو نفسي، لكن خناقة أول رمضان بعد الزواج السبب الأول فيها هو أن الزوجين لا يزالان في بداية التعارف حتى لو استمرت الخطبة لفترة طويلة، فالتواجد تحت سقف منزل واحد يختلف، ولا يزال الزوجين بحاجة إلى التكيف مع طباع بعضهما البعض وهو أمر يحتاج إلى وقت، فمثلا الزوجة قد تكون لا تجيد الطبخ، بينما الزوج يحب تناول الطعام من يد والدته، أو أين سيفطران أول يوم فى رمضان، وبعض الأزواج يتعاملون في البداية كأنهما في لعبة تنافسية وشخص واحد يجب أن يفوز وهو أمر خطأ, فالزوجان فريق واحد ويجب أن يدركا ذلك، وأعتقد أن للأهل دور في توعية أبنائهم، لكن أحيانا يلعب الأهل دورا في إشعال فتيل الشجار بدلا من تهدئة الوضع.
وتتابع: أنصح أي زوجين في مقتبل حياتهما أن يتعاملا بود، ويستفيدان من روح رمضان التي تحد على اللطف والشعور بالغير، يعني مثل إذا كان زوجك حنونا معكِ ويحرص على مشاعرك وكانت والدته تريد إفطاره معها في أول يوم من باب الود أن تقبلي احتراما لحبه لكِ، وفي نفس الوقت إذا كانت الزوجة لا تجيد الطبخ على الزوج أن يتفهم ويتعامل مع الأمر بمرح، ويختاران طهي وجبات سهلة وغير معقدة معا، فالتشارك في الطهي يقرب العلاقة بين الزوجين، وإذا كان الزوج عصبيا بسبب الصيام يمكن تجنب النقاش الحاد حتى لا يزيد التوتر وتأجيل أي مناقشة لبعد الإفطار.
قائمة الاتفاق
يقول د. أمجد مصيلحي، أستاذ علم الاجتماع: إن الزواج ليس حربا ولا يوجد فيه منتصر بل هي علاقة قائمة على الود والمشاركة، وليتجاوز الزوجان أية مشكلات, وحتى يتجنباها قبل حدوثها يمكن أن يضعا قائمة يتفقان فيها على بعض الأمور في بداية الزواج حتى لا تضيع فرحتهما في الشهر الكريم بسبب خلافات تافهة لا داعي لها، فرمضان شهر لتعزيز صلة الرحم وليس للخلاف، ويجب عليهما التعامل مع الأمور بمنطق "الحل الوسط" لدعم الزواج وتقوية روابطه، مع أهمية تجنب العناد لأنه يدمر الزواج.
ساحة النقاش