تحرص الأمهات على  تدريب أبنائهن على صيام رمضان وتعريفهم فضله وحثهم على التحلى بالأخلاق الحسنة وذلك من خلال اتباع العديد من الأساليب فى مقدمتها التحفيز والمكافأة، وحتى تتبع الأم الطرق والأساليب التربوية الصحيحة التى يستفيد منها الأبناء توجهت "حواء" إلى علماء النفس والاجتماع للتعرف على الأساليب المثلى لتعويد الأطفال على الصيام.

 

في البداية يقول أحمد محمد حسن، موظف: أربي أبنائي على آداب الكلام والتحدث مع الآخرين بشكل مهذب وضبط النفس والتخلي عن الغضب عند تعاملهم مع بعضهم البعض والآخرين، فقبل قدوم شهر رمضان أشجعهم على مساعدة الآخرين والتعاطف مع المرضى والمحتاجين من خلال مساعدتهم وإشراكهم معي في تجهيز شنط أو كرتونة رمضان وأظل أحدثهم عن أهمية وقيمة الإحسان وحب واحترام الآخرين.

 

وتقول ناهد عفيفي، ربة منزل: قبل قدوم شهر رمضان أتناقش مع ابني وأنصحه بأن يكون مهذبا وصادقا، كما أصطحبه وأخته لصلاة التراويح وسماع الدروس الدينية التي تحثنا على السلوكيات الحسنة طوال العام وإفهامهما بأن هذه القيم نتعامل بها في حياتنا اليومية وليست مقتصرة على الشهر الفضيل فقط.

 

ويرى حسام عبد الباسط، موظف أن تقليد الأبناء للوالدين أمر ضروري لتدريبهم على السلوكيات والأخلاق الحميدة ليس فقط في شهر رمضان بل على مدار العام كي نكون قدوة لهم.

 

وتقول شاهيناز مختار، ربة منزل: كثيرا ما أذكر أبنائي في شهر رمضان بأنهم صائمين وعليهم الالتزام بأخلاقيات الصيام وحفظ اللسان والمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن الكريم والتعامل بالحسنى مع الآخرين وأوضح لأبنائي قيمة عدم التبذير والإسراف.

 

القدوة والتوجيه الأسري

يرى د. حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا بجامعة عين شمس أن القدوة الأسرية من الأمور الأساسية لتنشئة الأبناء على القيم والسلوكيات الصحيحة، ويقول: أكثر ما يؤثر فى الأطفال لاكتساب الأخلاق الحسنة مشاهدتهم لآبائهم للأفعال التي يطبقونها في حياتهم اليومية، لذا يجب أن يحرص الآباء على إظهار الأخلاق الحسنة في عملهم وحياتهم اليومية وتعاملهم مع أطفالهم وتوجيه الأبناء لأهمية اتباع الأخلاق والسلوكيات الحميدة، فبالأخلاق  ترتقي الأمم وينهض المجتمع ويبني الوطن على الازدهار والتنمية والسلام.

ويتابع: عندما يقلد الأبناء الوالدين في فعل الأشياء الجيدة سينشأون على ذلك، كما يمكن تعويدهم على صلة الأرحام من خلال التجمع العائلي والعزومات الرمضانية، مع غرس قيمة عدم الإسراف والتبذير وحثهم علي الترشيد في جميع نواحي حياتنا اليومية، وعلى الوالدين النقاش مع الأبناء وإتاحة الفرصة لهم في التفاعل مع الآخرين بشكل مهذب أخلاقيا, فبعد الإفطار نجد الكثير يذهب لصلاة التراويح ولقاء الأصدقاء والخروج معا بعد الانتهاء منها، وكذلك لابد من تحديد وقت للاستماع لمشكلاتهم كي لا يكونوا عرضة للتنمر والغضب من الآخرين والتركيز على التزامهم بآداب وأخلاقيات الصيام.

 

الرياضة تهذب النفس وتبني الأخلاق

تقول د. هانم خالد، أستاذ أصول التربية بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق: يجب على الوالدين تربية أبنائهم على أسس دينية وأخلاقية من خلال تعليمهم منذ الصغر على أداء العبادات كالصلاة وصوم رمضان ومكارم الأخلاق كالأمانة والتسامح والرحمة والصدق وغيرها من الصفات الحميدة، ومن الطرق التربوية السليمة لغرس الأخلاق والقيم الحميدة داخل الأبناء استمرارية تواصل الوالدين والحوار والمناقشة معهم وتوجيههم عند فعل الأخطاء وتصويبها لهم دون اللجوء لاستخدام العنف سواء اللفظي كالإهانة أو البدني كالضرب والإيذاء.

وتضيف: لابد من ترك مساحة حرية لتعبير الأبناء عما يدور بداخلهم وآرائهم في الأمور الأسرية دون توبيخهم أو انتقادهم بشكل غير لائق كي لا نغرس فيهم التنمر أو إصابتهم بالعقد النفسية والعزلة المجتمعية، وكذلك لابد من معرفة الهوايات التي يتقنها الأبناء وعلي الوالدين تشجيعهم علي تحقيق أهدافهم وتوجيههم نحو ممارسة الرياضة للحفاظ علي صحتهم النفسية والبدنية, وأيضا الرياضة تعلم الأبناء الأخلاق وتقبل روح المنافسة والفوز والهزيمة وتعلمهم مهارة التواصل مع الآخرين.

 

غرس القيم

أما د. هاجر مرعي، خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية فتقول: منظومة غرس القيم في حياة الأبناء لا تنتهي عند وقت معين لكن هناك أوقات تعتبر فرصة رائعة لتثبيت هذه القيم وربطها بالعبادة، ويعد شهر رمضان أحد هذه الفرص، فمن خلال الصيام يمكن إرشادهم أن للروح غذاء كالبدن، وعلى الوالدين القيام بسلسلة من القيم تبدأ أولا من داخل المنزل، فلا نسمح أبدا بالتنمر الأسرى بين الأولاد والسخرية في بعضهم، وأن ما يفعله في رمضان يجب أن يكون ممتدا لما بعده، كما أن الصبر من أعظم الدروس التي يجب أن يستند عليها الوالدين في تعليم الأطفال مبدأ ترتيب الأولويات.

 

وتؤكد د. هاجر على ضرورة  انتباه الوالدين في كل الأحوال إلى منطق الاكتساب، فكثير منهم لا يعلم أن الأطفال كثيرا ما يدققون ويحللون تصرفات الوالدين، ومن الممكن أن تكون العصبية أو الإهمال أو الخطأ في الآخرين من وحى تصرفاتهم المكتسبة، لذا يجب أن نسعى إلى جعل كل قيمه في حياه الطفل معنوية ومرئية تغير من سلوكه بالدليل وليس بالكلام.

وتختم حديثها مشددة على أن تكون الأسرة حائط الصد المنيع بالقيم والأفكار والإيمان والترابط والتراحم، لافتة إلى أن رمضان بصفاته الجميلة فرصة للم شمل العائلة ووسيلة لغرس الانتماء داخل الطفل للأسرة الكبيرة.

 

المصدر: حواء : أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 977 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,469,192

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز