نجلاء ابوزيد
دنيا الحواديت .. طالوت وجالوت
يحكى أنه في قديم الزمان وبينما كان بنو إسرائيل مشتتون لا يجدون مكانا يجمعهم ذهبوا لنبيهم يطلبون منه أن يختار منهم ملكا يستعيدون معه أرضهم فاختار لهم طالوت, فتعجبوا لأنه ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك وليس غنيا, لكن نبيهم أخبرهم أنه اختيار الله, وجهز طالوت جيشا كبيرا وسار الجيش لفترة طويلة وأخبرهم طالوت أنهم سيقابلون في رحلتهم نهرا من يشرب منه فليخرج من الجيش ومن بل ريقه فقط فليظل معه, وفعلا قابلوا النهر وشرب كثيرون وكان هذا امتحانا للطاعة وقوة التحمل, ولم يتبق معه إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من الشجعان وشعروا أن جيش العدو الكبير سيهزمهم وهنا قال المؤمنون النصر ليس بالعدد لكنه من عند الله, وتقابل الجيشان وظهر جالوت بعدته ودروعه الحديدية فخاف منه الجميع, وطلب أن يبارزه أحدهم, وهنا قال طالوت من يبارزه ويقتله يكون قائدا للجيش ويتزوج ابنتي, وأعلن داود وكان راعى غنم صغير رغبته في القتال ليخلص العالم من ظلم جالوت, وعندما رآه جالوت سخر منه لضعفه لكن داود وضع حجرا قويا في مقلاعه وأطلقه بقوة فأصاب جالوت, فمات وبدأت المعركة, وانتصر جيش طالوت وبعد فترة أصبح سيدنا داود ملكا لبنى إسرائيل فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.
***
كلمة فى ودنك
رمضان فرصة ذهبية لتدريب ابنك على كل الصفات الطيبة اجتهدى فى الاستفادة منها.
الصوم لا يعنى الكسل أو إجازة من المذاكرة لكنه تدريب للنفس على النظام والالتزام.
مراقبة الأبناء ضرورية بشرط ألا نشعرهم بعدم الثقة أو أنهم محاصرون وأن تتم على فترات متباعدة وبشكل غير ملحوظ لتحقق رغبتنا في حمايتهم وليس التضييق عليهم.
***
حصة تربية .. تساؤلات الصغارفى رمضان
رمضان فرصة ذهبية لتربية أولادنا على كل ماهو جميل وهذا يتطلب منا الاستماع لتساؤلاتهم ومحاولة الاجابة عنها بشكل يحببهم فى الشهر الكريم واكتساب العديد من الصفات الجيدة وعلينا أن نستمع لهم وألا نتركهم حائرين, فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام لكنه تهذيب للنفس وتدريب لها على كل ماهو جميل, وهناك أمور كثيرة ترتبط به ويسألون عنها بشكل متكرر وعلينا ألا نمل من تكرار الإجابة.
وحول كيفية التعامل مع أسئلتهم والإجابة عليها كل عام تحدثنا مع د.هالة سلام, مدرس علم نفس الطفل فقالت:من الأسس التربوية التى على كل أم الاهتمام بها أن تشرح لابنها فى كل مناسبة القيم والفضائل المرتبطة بها وبشكل مبسط يتناسب مع مرحلته العمرية ليكون استيعابه للأمر سهلا عليه, وفى رمضان عندما نشرح له فضل الصوم وأنه من الفرائض الأساسية نشرح له من هم الذين سيعاقبون إذا أفطروا ومن منحهم الله رخص للإفطار بشكل بسيط دون الدخول فى تفاصيل قد لا يدركها ولا يستوعبها وتقلل حماسه للصوم, وهنا علينا الانتباه لأمر مهم جدا وهو ألا نربى أولادنا على الأحكام المسبقة على الآخرين, فنحن جميعا لا نمتلك مفاتيح الجنة والنار لنحدد من سيدخل الجنة أو النار, وأن نربيه على التماس الأعذار للآخرين, فربما يكون هذا المفطر مريضا أو كبيرا فى السن أو لديه عذر منحه الله عليه رخصة, فرمضان شهر القيم والمبادئ وفرصة لغرس الرحمة والعطف والإحساس بالآخرين وعدم جرح مشاعرهم لذا ونحن ندربهم على الصوم علينا تدريبهم على الرحمة حتى لا نجرح مشاعر الآخرين, فالصوم يهذب النفس ويعلمها الصبر, وعلينا أن نربيهم على تهذيب أنفسهم وترويضها وألا يقف اهتمامنا على تعويدهم على الصوم عن الطعام والشراب لكن الصوم عن كل ما هو سيئ, فهذه أحد أهداف الصوم الأساسية وبالشرح والتعليم سيصومون الصوم بمفهومه الأوسع والأشمل,وأضافت وإذا علقوا كسلهم فى المذاكرة على الصوم نشرح لهم كيف خاض الجنود أنجح المعارك وهم صائمون, وكلما أجبنا على أسئلتهم زادت قناعتهم بجمال الصوم وحرصهم عليه, ومهما تكررت الأسئلة علينا الإجابة والشرح.
ساحة النقاش