إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم ذهبت مع جدها لزيارة باب زويلة وفي طريقها حكى الجد لحفيدته قصة ذلك الباب الواقع في السور الجنوبي للقاهرة القديمة, وهو واحد من ثلاثةأبواب لاتزال قائمة حتى الآن, وقد أنشأه الوزير بدر الدين الجمالي في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله, وقد سمي بهذا الاسم نسبة لقبيلة زويلة, وهي إحدى قبائل البربرالوافدة من شمال أفريقيا, ويطلق عليه أيضا اسم بوابة المتولي وذلك لأنه كان يقف عليه متولي جمع الضرائب الذي كان يفرض الرسوم على الباعة الذين كانوا يجلبون البضائع إلى القاهرة, ورغم أن هذا هو الثابت تاريخيا فهناك أسطورة تقول إنه كانت هناك روح رجل صالح تطوف بالبوابة وتستمع إلى شكوى العامة وآمالهم وتعمل على تحقيقها.
ابتسمت ريم وهي تستمع لقصة الباب لتجد نفسها أمام بوابة ضخمة تتكون من برجين من الأحجار تعلوهما مئذنتان لجامع المؤيد شيخ القريب منها وهناك باب ضخم مصنوع من الحديد لغلق الباب.
صعد الجد مع حفيدته إلى أعلى باب زويلة ليشاهدا بانوراما للقاهرة القديمة بشوارعها وأسواقها وجوامعها الشهيرة.
كان للمكان سحره الخاص, فشردت ريم وتخيلت كيف كان الجنود يقفون أعلى السور ليدافعوا عن العاصمة إذا تعرضت لأي هجوم.
أفاقت من شردها على صوت جدها وهو يكمل لها حكاية باب زويلة بأنه كان يتم عليه تنفيذ أحكام الإعدام ويعلق المذنبون ليكونوا عبرة للعوام من ساكني عواصم مصر الإسلامية التي سبقت القاهرة وهي الفسطاط والعسكر والقطائع، لكن أشهر من علقت رؤوسهم على باب زويلة كانوا رسل المغول الذين جاءوا يهددون البلاد, فأمر سلطان المماليك قطز بقتلهم وتعليقهم على الباب, كذلك علق عليه طمان باي آخر سلاطين المماليك.
ساحة النقاش