عندما أمر بأزمة ما أو أحتاج للمساعدة أو النصيحة أجد نفسى أذهب بشكل لا إرادى إلى والدى، أطلب منه النصيحة وأجد عنده الحل لأى مشكلة، أتحدث معه, أتناقش, أحاول الوصول للحلول والمرور من العقبات والأزمات.

ونحن نحتفل بعيد الأب في الحادي والعشرين من شهر يونيو يبقى السؤال متى تحتاج لمساعدة والدك؟

تجيبنا عن ذلك هبة محمد, 25 عاما, ليسانس آداب وتقول: والدى هو مصدر الأمان والثقة بالنسبة لى، ألجا إليه فى كل الأوقات وأستشيره وأفعل ما يراه مناسبا لى, وأتقبل نصيحته بشكل كبير. 

وتقول ريتاج إبراهيم، طالبة: أبى المحرك الرئيسى للأحداث فى حياتى والمخطط الأول لها، لا أشعر بالتقليل من شخصيتى عند طلب النصيحة من أبى،  بل أحب وأسعى دائما أن أعرف آراءه فى حياتى، وأهتم بما يقوله لى فهو صاحب خبرة كبيرة خاصة فى القرارات الحاسمة في حياتى الدراسية.

أما سلسبيل مصطفى، مهندسة كهرباء فتعترف أنه بسبب عدم طلب المساعده من والدها وسماع نصائحه الغالية وقعت فى العديد من الأزمات والمشكلات, وظهر ذلك واضحا عندما تمسكت بموقفها من قبول الخطبة من شخص يرفضه والدها  بشدة وبعد فترة أثبتت الأيام أن أباها كان على حق فيما يراه للمستقبل, ومنذ ذلك الحين تهتم بكل آراء والدها وتسير على خطواته ونصائحه.

القسوة

يحكي عبد الرحمن الزينى، 23 عاما, ليسانس حقوق أنه بسبب طبيعة والده الشديدة والتى تميل للقسوة فى أحيان كثيرة لم يسعى لطلب نصحه لأنه سيقابله بالعنف رغم أنه يعلم بحب والده له وأنه يتمنى له الخير, لكن طريقة تعامله هى التى جعلته يتردد في طلب المساعده منه، ويلجأ إلى أصدقائه أو أحد أقاربه.

وتقول مى خليل، بكالوريوس إعلام: أعتقد أنه باختلاف الأعمار تختلف المساعدة, فعندما كنت فى المرحلة الدراسية كانت علاقتى بوالدى متوترة وكنت أخاف منه رغم أنه طيب القلب, ولكن لم أكن أحب المناقشة معه وأفضل الحديث مع صديقاتى وأمى، وقد اختلف الأمر بعد تخرجى فأصبحت أتناقش معه وألجأ إليه فى كل تفاصيل حياتى. 

الوالد يحدد مسار العلاقة

ترى الخبيرة التربوية صفاء المعدواى أن التربية هى التى تحدد طبيعة العلاقة بين الأبناء والأب ولا فرق بين ولد أو بنت، وتقول: إذا كانت البداية سليمة وصحية وهناك جو عائلى مبنى على الحب والاحترام نشأ جيل متفاهم ينجح فى خلق حوار ويبنى مناقشة على أسس سليمة ويعرف ويقدر قيمة الخبرة, لذلك فالوالد هو من يحدد مسار العلاقة ويحدد إذا كان الابن يلجأ إليه ويطلب المساعدة والنصيحة أم لا؟ وعلينا أن نهتم بزرع ثقافة المساعدة وتقبل الآخر والنصيحة وخلق روح من الثقة بيننا والأبناء, فأحيانا كثيرة يرفض الأبناء الأب نتيجة غياب مساحة الحرية والخوف والقلق من إفشاء الأسرار وعدم مراعاة الخصوصية.

وتؤكد د. اعتماد علام، أستاذة علم النفس بالمركز القومى على أنه إذا شعر الولد أو البنت بأن هناك من يتحكم أو يبحث عن السيطرة فى فرض آرائه أو السعى لإلغاء شخصيته سيبتعد بشكل مباشر عنه خاصة إذا كان الوالد، ومع الأسف هناك بعض الشخصيات من الأهل لا تهتم بطريقة تقديم النصيحة والتى قد تشمل على انتقاد حاد أو ألفاظ سيئة، وأحيانا أخرى  تتحول النصيحة من الأب إلى أمر على الأبناء اتباعها فى محاولات منه لفرض السيطرة ما يتسبب فى النفور بينه وأولاده بل يدفعهم للبحث عن مصادر أخرى للنصيحة وطلب المساعدة.