بقلم: إبراهيم شارود

يسعى كل إنسان إلى تحقيق السعادة له وأبنائه متحملا فى ذلك كافة المهام والمسئوليات التى يرى فيها مفاتيح للسعادة، والتى يعود معظمها إلى توفير الاحتياجات المادية ومستوى معيشى جيد ورفاهية فى العيش والمأكل والملبس، وعلى الرغم من أن "الفلوس" أحد أسباب السعادة إلا أنها ليست السبب الوحيد للحصول عليها، فالثانوية العامة التى تمثل كابوسا للكثير من الأسر قد تكون سببا فى السعادة إذا ما كانت الامتحانات فى متناول جميع الطلاب، واستطاع كل طالب تحقق الهدف الذى يصبو إليه وأن يلتحق بالكلية التى يحلم بها.

دعونى أقف لحظة أمام الالتحاق بالكلية التى يحلم بها الطالب، ولنتساءل هل السعادة فى الالتحاق بكليات القمة من طب وهندسة وغيرهما؟ وهل دراسة أى من الكليات الأخرى مؤشر للفشل وسبب للحزن والتعاسة؟

إن السعادة بل الحياة بشكل عام ليست الثانوية العامة، كما أنها ليست كلية الطب أو الهندسة، فكم من ظفر بكليات القمة ولم ينجح بحياته، وكم من لم يحالفه الحظ والتحق بكلية لم يرغب بها في البداية ولكنه ظفر بالسعادة والنجاح، وهنا أنا لا أقصد أن أربط بين الفشل فى الالتحاق بكليات القمة والنجاح، فما أقصده أن الحياة مليئة بالسعادة والنجاح، بالحزن والفشل، فلولا وجودهما معا، لما كان للسعادة والنجاح معنى.

علمونا -خطأ- ونحن صغار أن من يلتحق بالطب والهندسة والصيدلة هم من ينعمون بالسعادة والراحة مدى الحياة، ومن يلتحق بغيرها مصيره الفشل والضياع، لم نتعلم أن الاجتهاد والإحسان فى العمل أيا كان هو سبيل النجاح والسعادة، لم يعلمونا أن الحياة سلسلة من الجهد والكفاح المتواصل.

ما أرغب فى قوله: لتكن امتحانات الثانوية العامة ونتيجتها مهما بلغ مجموعها مصدرا لفرحنا وسعادتنا، ولنحسن الظن بالله فما شاء الله لا محالة كائن.

المصدر: بقلم: إبراهيم شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 9622 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,785,202

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز