لم يكن الـ٣٠ من يونيو يوما عابرا فى تاريخ مصر، لكن سيظل هذا اليوم شاهدا على اجتماع المصريين وتوافقهم على قرار واحد واختيار لا بديل عنه، قرار بالخروج عن الصمت والرفض لما فعلته الجماعة الإخوانية وما كانت تعتزم فعله بوطن طالما ضحى أبناؤه بدمائهم لنيل الحرية وصون الكرامة، واختيار قائد يحمل رايته ويقود سفينته لينجو بها من خضم الأمواج المتضاربة إلى بر الأمان والاستقرار.

كانت ثورة الثلاثين من يونيو شعاع النور الذى بدد ظلمات الإرهاب، والشمس التى كتبت نهاية فصل طال ليله وغاب نهاره، وصخرة تحطمت عليها أحلام دولة الخلافة المزعومة، ورسالة للعالم أجمع تؤكد على وعى المصريين بمصلحتهم وإدراكهم بما يحاك لهم من مخططات وأجندات خارجية نجحت فى كتابة فصل من الخريف فى بعض الدول، لكن حفظ الله لمصر ووعى أهلها كانا سببا فى إفشالها وإجهاضها فى مهدها، مخططات كادت أن تجعل مصير مصر كغيرها من جيرانها التى التهمت نار الحروب الأهلية استقرارها، لكن الله أتم على المصريين نوره رغم كره الكارهين وكيد الكائدين.

إن المتابع للأحداث التى شهدتها مصر عقب أحداث الخامس والعشرين وطوال فترة حكم الإخوان وما أعقبه من أعمال إرهابية أزهقت أرواح جنودنا الأبرار البواسل سيتأكد من أن قرار المصريين بالإطاحة بتلك الجماعة كان صائبا، وأن اختيارهم للفريق السيسى كان اختيار موفقا، فلولاه ومن قبله عناية الله لما نعمنا بالأمن والأمان والاستقرار، ذلك الاختيار أكد المصريون تمسكهم به أكثر من مرة، حيث جددوا ثقتهم فى رئيسهم، ودعموا خططه ومشروعاته للنهوض بمصر واستعادة دورها الريادى فى المنطقة، ويوم تلو الآخر يثبتون أنها فى ظهر وطنهم داعمين مساندين لقيادتهم.

إن ما تشهده مصر من مشروعات قومية وإنجازات شبه يومية يؤكد صواب اختيار المصريين وصحة قرارهم، فليس ببعيد تطوير العشوائيات كروضة السيدة زينب, وبشاير الخير, وغيط العنب, وغيرها من المناطق التى تحولت إلى واجهة حضارية، كما لا يخفى على أحد قناة السويس الجديد, ولا محطات توليد الطاقة, ولا المشروعات الزراعية، فضلا عن حياة كريمة التى غيرت من واقع قرى مصر وصعيده، وإذا ما تحدثنا عن صحة المصريين أو النهوض بمستوياتهم المعيشية فلا أبلغ من لغة الأرقام لتؤكد أن مصر وقيادتها تعلى بناء الإنسان وتحترم آدميته.