بقلم د. صبورة السيد
تفجيرات هنا وهناك، حرق للكنائس، وقطع للطرق، وتدمير لأبراج الكهرباء، واستهداف للشخصيات العامة، وضرب للأكمنة، وترويع للآمنين، هكذا كان المشهد عقب الإطاحة بجماعة الإخوان فى 30 يونيو من خلال ثورة شعبية أزاحت جماعة الإخوان من الحكم، هذا المشهد الفوضوى، لم يك يتحول بسهولة لمشهد مبهج، ومشروعات اقتصادية وتنموية ضخمة، لولا وجود قيادة سياسية حكيمة تتعامل مع الموقف بحسم وقوة، وتنجح فى القضاء على عنف الإخوان لتبدأ عجلة التنمية.
لا أحد ينسى عنف جماعة الإخوان الإرهابية واستهدافهم لمؤسسات الدولة ورجال الأمن والشعب المصرى، وارتكابهم العديد من الجرائم من خطف وتعذيب وتهديد للمصريين فى اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، وإلقاء الأطفال من أعلى سطح المنازل بالإسكندرية، واغتيال رجال الشرطة بكرداسة، وأحداث رمسيس الأولى التى خلفت 7 وفيات و261 مصابا، وأحداث مسجد الاستقامة التى خلفت وفاة 9 وإصابة 22، وكذا أحداث المنصة التى تسببت فى عشرات الوفيات والمصابين، واغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، أقول وأذكر وأضغط على الجرح الذى لم ولن يندم حتى لا نرأف بكل من أراد سوء بمصر وأهلها، وحتى لا تأخذنا رحمة ولا رأفة لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء الذين لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم عبروا عن إرادتهم الحرة فى اختيار رئيسهم وتحديد مستقبلهم.
وعلى الرغم من أنه لا أحد ينكر ما بذلته وزارة الداخلية والقوات المسلحة من جهود ضخمة لصد العمليات الإرهابية وإحباطها واستبسالهم أمام الملشيات المسلحة ووضعهم أرواحهم فوق أيدهم لحماية شعب مصر العظيم حتى سقط منهم الشهداء الأبرار، إلا أن المرأة المصرية ستظل علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث كما هو الحال فى القديم، فلم تكن المرأة فقط جزءا من المشهد بل كانت في صدارته، ولم لا والتهديدات والمخاطر طالت عرينها، فهوية المجتمع المصري ومستقبله وأمنه ملفات لا تقبل المصرية التعرض لها بأي سوء.
لقد شاركت المرأة ضمن ملايين الشعب المصري في ثورة 30 يونيو معترضة ورافضة لمحاولات تغيير الهوية والتهديدات لمستقبلها وأبنائها وأسرتها، لذلك خرجت بعد معاناة مريرة في ظل حكم التنظيم الذي سعى بكل قوة لتهميش دورها والانتقاص من مكتسباتها، حتى جاءت الثورة وتصدرت الصفوف بجوار مختلف فئات الشعب المصري ومكوناته للحفاظ على مكتسباته، وإعلان رفضها التنازل عن حقوقها التي طالما حاربت من أجلها، وعندما دعاها الرئيس إلى النزول إلى الميادين كغيرها من المصريين لإعطائه تفويضا وأمرا بلاتصدى للإرهاب المحتمل كانت حاضرة وبقوة بل كانت محور الحركة والدافع وراء نزول كافة أفراد الأسرة.
ساحة النقاش