أماني ربيع
لعقود طويلة عرفت العلمين كمدينة للموت، بعد أن كانت مسرحا لواحدة من أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين قوات الحلفاء وقوات المحور عام 1942، والتى خلفت آلاف القتلى كما زرعت بالألغام لتتحول إلى مدينة محرمة أشبه بصحراء للأشباح.
ورغم قيمتها التاريخية كانت المدينة، مجرد مزار لذوي القتلى في معركة العلمين الذين يتوافدون لزيارة موتاهم، وظلت لعقود مجرد مدينة نائية ومهملة، لكن كل هذا تغير، وفي غضون سنوات قليلة تحولت بفضل توجيهات القيادة السياسية إلى عروس مصرية جديدة على ساحل البحر المتوسط.
كانت مساعي الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير العلمين بمثابة قبلة الحياة للمنطقة، حيث تم وضع مخطط كامل لتطويرها من مدينة للألغام إلى مدينة على طراز عالمي، وقد دشن الرئيس السيسي مدينة العالمية الجديدة في شهر مارس عام 2018، وإعلانها كمدينة سياحية متكاملة على ساحل البحر المتوسط، لتبدأ جهود التطوير التي بدأ جني ثمارها خلال سنوات قليلة من العمل، وتحقق الحلم لتصبح المدينة قبلة للزوار من جميع أنحاء العالم.
مدينة مليونية
كان الهدف من تأسيس المدينة بشكلها الجديد هو خلق المزيد من الاستفادة من منطقة الساحل الشمالي وتحويله إلى وجهة سكنية بعيدا عن التكدس السكاني في العاصمة، بجعلها مدينة مناسبة للسكن طوال العام، وكذلك منطقة جاذبة للاستثمارات والشركات العالمية ونقطة التقاء للثقافات المختلفة، وبعد التطوير الذي حولها إلى وجهة للسائحين سواء من المواطنين المصريين أو الخارج، أصبحت أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي.
وتم وضع أسس تطويرها كمدينة للمستقبل، فهي واحدة من مدن الجيل الرابع التي ستكون وجهة عالمية لإنشاء المشروعات الضخمة من فنادق ومنتجعات ومراكز تجارية وأبراج سكنية بمواصفات عالمية ما سيحدث تغييرا في خريطة الساحل الشمالي الذي ظل لسنوات طويلة مجرد وجهة للزائرين خلال أشهر الصيف فحسب، وذلك عبر توفير شبكات الخدمات العامة من مياه وصرف وكهرباء بخلاف ربطها بالعاصمة عبر شبكة من الطرق ما يسهم في تحقيق التنمية بالمدينة في وقت قياسي.
مدينة على طراز عالمي
كانت أسس تطوير مدينة العلمين بالأساس تستهدف أن تكون مدينة سكنية كبيرة على غرار المدن الساحلية العالمية مثل ميامي في أمريكا التي تستقطب الزوار والمواطنين على مدار العام وليس في أوقات معينة فحسب، وبحسب الخطط المتوقعة للمدينة فسوف تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة، واستطاعت المدينة بالفعل خلال مدة قصيرة جذب العديد من المستثمرين العالميين لما تتمتع به المنطقة من موقع مثالي ومميزات فريدة، حيث تبلغ مساحتها نحو 50 ألف فدان بعمق أكثر من 60 كم جنوب شريط الساحل ومتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات فيها عشرات المليارات.
وبحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، فالعلمين ستكون مدينة متكاملة فهي مدينة سكنية مليونية، سيتم إنعاشها كوجهة سياحية للاستجمام والحفلات وإقامة المناسبات المهمة، وكذلك سيتم تسليط الضوء بصورة أكبر على قيمتها التاريخية كشاهد على معركة العلمين الشهيرة.
مزايا سياحية
يتميز الجانب السياحي للمدينة بتنوعه، حيث يوجد حي الفنادق الفخمة في منطقة بحيرة العلمين، والتي ستضاهي في فخامتها منطقة أبراج دبي ويصل عدد الغرف الفندقية فيها إلى أكثر من 15 ألف غرفة.
وبخلاف منطقة الفنادق، هناك مركز المدينة، ويوجد أيضا حي للسكن المتميز وحي حدائق العلمين ومرسى الفنارة ومنطقة ترفيهية ومركزا ثقافيا ومنطقة أرض المعارض لإقامة المؤتمرات والمناسبات الكبيرة.
وفي المنطقة التاريخية سيكون هناك متحفا مفتوحا ومنتزها ومنطقة ترفيهية وفنادق، بخلاف مدينة تراثية تمتد على مساحة 259 فدانا، كما ستضم المدينة مركزا طبيا عالميا ضخما وجامعة ومركزا للخدمات الإقليمية.
مشروعات سكنية وتكنولوجية
ستكون العلمين مكانا للعديد من المشروعات التكنولوجية العملاقة، مثل:
أول محطة إنتاج مياه الشرب بتكنولوجيا التكثيف بإنتاجية تصل إلى 100.000 لتر مياه يوميًا، ومحطة أوراسكوليا للصرف والتحلية، ومشروع حواجز الأمواج التي يصل عددها إلى 18 حاجزًا، ومشروع زراعة النخل والزيتون والرمان.
وكذلك قطارا كهربائيا فائق السرعة تصل سرعته إلي ٢٥٠ك/ساعة لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول نحو221 كم بموازاة طريق وادي النطرون/العلمين، وتفريعة لمدينة الإسكندرية مرورًا بمدينة ومطار برج العرب بطول 99 كم، وأيضا لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول نحو 244 كم مرورًا بمدينة برج العرب وتفريعة لمدينة الإسكندرية بطول نحو 46 كم .
أبراج عالمية
بخلاف المشروعات التكنولوجية ستضم العلمين مشروعات لبناء ناطحات سحاب سياحية المعروفة بأبراج العلمين الجديدة، التي ستطل على البحر ويصل ارتفاعها إلى 35 مترا، ستضم هذه الأبراج وحدات سكنية وأدوارا تجارية وأخرى إدارية.
وسيتم أيضا بناء 10 آلاف وحدة سكنية تتنوع بين إسكان اجتماعي وآخر متميز، ويشمل التخطيط العمراني للمدينة تمهيد الطريق الساحلي بدايةً من سيدي عبدالرحمن إلى وادي النطرون، كما سيتم تطوير كورنيش عالمي بطول الشاطئ يبلغ طوله 14 كيلو مترا.
تجربة سياحية متكاملة وممتعة
تقدم العلمين تجربة سياحية متكاملة وممتعة سواء من خلال منطقة الشواطئ أو المنطقة التاريخية ومدينة الفنون، التي ستمتد على مساحة 260 ألف فدان، وسوف تحتوي على دار أوبرا ومجمع سينمات ومسرح روماني مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية، ومجمع ستوديوهات ومتحف ومكتبة ثقافية، بالإضافة إلى مبنى تنمية المهارات اليدوية المنطقة للحفاظ على الطابع التراثي للمدينة.
ساحة النقاش