نجلاء ابوزيد
دنيا الحواديت .. السمكات الثلاث
يحكى أنه في بحيرة كبيرة كانت تعيش سمكة كبيرة ومعها بناتها ثلاث سمكات صغيرات، وفى ذات يوم قررت إحداهن أن ترفع رأسها في الماء لترى العالم الخارجي وصعدت، فرأتها الطيور فأختطفها واحد منها وأكلها ولم يبق سوى سمكتين، واتفقتا على الذهاب لقاع البحيرة لحماية أنفسهن من الطيور، لكن في الطريق للقاع وجدتا أسرابا من السمك الكبير فأكلت سمكة كبيرة إحدى السمكتين وفرت الأخرى وهى حزينة يائسة لا تعرف كيف تتصرف، السطح علية طيور جارحة والقاع به أسماك كبيرة فأين يمكنها العيش بهدوء، ذهبت إلى أمها السمكة الكبيرة وهى مذعورة وقالت لها ماذا أفعل يا أمى وحكت لها ما حدث مع شقيقتيها، فقالت لها الأم إذا أردت النصيحة خير الأمور الوسط.
*****
سؤال محيرنى .. البلطجة والسيطرة
ابنى البالغ من العمر 10 سنوات يضرب زملاءه فى أى مكان، الشكوى منه لا تتوقف، وكلما طالبت منه التوقف عن ضرب زملائه يخبرنى أنه مسيطر على الموقف لا أعرف ماذا أفعل معه؟
ماما إنجى
بداية يبدو أن ابنك لديه طاقة زائدة لا يعرف كيف يوجهها بشكل سليم لذا يخرجها فى ضرب زملائه، ويبدو أيضا أنه لا يرى فى الأمر خطأ أو إيذاء للآخرين بقدر ما يراه قوة وقدرة على السيطرة، وكل هذه الأمور تعنى أننا أمام مشكلة علينا سرعة التعامل معها قبل أن تصبح كارثة، فاعتقاده أن العنف هو الطريق للسيطرة على الآخرين يشير إلى حالة من عدم الاستقرار النفسى وأن قدوته الأشخاص الذين يمارسون العنف على الآخرين، وللأسف لعبت شخصية البلطجى التى تمجدها الأفلام المنتشرة حاليا دورا كبيرا فى غرس هذه السلوكيات السيئة فى أولادنا، وهنا عليك أن تقدمى له نماذج أخرى لتكون قدوة له وأن تحاولى جذبه للأمور الطيبة والقيم الحميدة وتشجعينه على الصلاة، وتتحدثى معه عن الرحمة، وأن تشتركى له فى رياضة جماعية يخرج فيها طاقته، وأن تصبرى عليه وتفعلى كل الخطوات بشكل متواز وتذهبى للأخصائية الاجتماعية مع بداية العام الدراسى وتطلبى منها المساعدة، وتمنعينه من مشاهدة مشاهد العنف، وأن تشرحى له أن استمرار طريقته قد يجعله يطرد من المدرسة ويفقد زملاءه لأن العنف دليل بلطجة وليس سيطرة، وأنه بالرحمة والحب قد يجد مكانا أفضل فى قلوب زملائه، وإن فشلت محاولاتك عليك بالتوجه للطبيب النفسى ربما يعانى مشكلة مرضية هى المسببة للسلوك العدوانى لديه.
*****
كلمة فى ودنك
ابنك كالزهرة ينمو ببطء وبقدر الاعتناء به والاهتمام الذي يحصل عليه بقدر جمال الزهرة.
الإسراف في النصائح والتوجيهات أمر ممل وغير محبب وغير مجد.
على الآباء والأمهات إدراك الضغوط التي يتعرض لها الأبناء من زملائهم كلما كبروا.
قبل الشكوى من عدم مبالاة وفوضوية الأبناء علموهم النظام والالتزام منذ الصغر، فيجب أن يتعلم ترتيب سريره وملابسه وكتبه وينظم يومه وساعات مذاكرته لأن تكرار الشكوى لا يعدل السلوك.
اشعري طفلك منذ اليوم الأول للدراسة أنه مسئول عن أداء واجباته المدرسية والمحافظة على حقيبته وسلامة كتبه وطاعة معلميه.
******
التأخر الدراسي أزمة كل سنة
أيام ويبدأ عام دراسى جديد، بدأ الأهل فى شراء احتياجاته من كتب وأدوات مدرسية، وتجددت بداخلهم المخاوف بشأن المستوى التحصيلى للأبناء وكيف يمكن التعامل مع تأخر التحصيل الدراسى خلال السنوات الأولى فى عمر الطالب حتى لا تكبر المشكلة على مر الأعوام، وحول هذه المشكلة تحدثنا مع د. أحمد جمال شفيق، استشارى علم نفس الطفل فقال:
مشكلة التأخر الدراسي من أهم المشكلات الدراسية التي تؤرق الأسر واهتم بها المتخصصون في علم نفس الطفولة للبحث في الأسباب التي تجعل طفلا متأخرا دراسيا عن نظرائه في نفس السنة، وهل الأسباب عقلية أم جسدية أم اجتماعية لنحدد كيف يمكن تحسين مستوى تحصيله بالقضاء على سبب المشكلة؟ وأضاف أن تعدد أسباب ضعف التحصيل يزيد صعوبة المشكلة، فأحيانا يكون السبب مرتبط بالمستوى الإدراكي للطفل مثل ضعف الذاكرة وضعف التركيز الناتج عن قلة الانتباه أو وجود مشكلة صحية في سمعه أو بصره أو إصابته بضعف عام بسبب سوء التغذية، أو يكون أساس المشكلة أسباب اجتماعية بسبب اضطرابات في التنشئة الاجتماعية، كالخلافات المستمرة بين الوالدين وإهمال أسرته لمذاكرته، أو عدم حضوره المنتظم للمدرسة، وهنا علينا التأكيد على أن الأسرة تتحمل نصيبا من المسئولية في مشكلة التأخر الدراسي وذلك لعدم التعامل المبكر مع المشكلة والسخرية منها والانشغال عن الطفل بأمور أخرى، ونصح بأهمية الالتفات للتأخر الدراسي مع بداية العام الدراسي وهل هو طارئ أم معتاد؟ وهل في مادة واحدة أم أكثر من مادة؟ وكلما شخصت المشكلة مبكرا نجحت في التعامل معها، ويبدأ التعامل بالكشف على الطفل عضويا للتأكد من سلامة صحته، ثم يلي ذلك توفير المناخ الأسرى الملائم للدراسة مع إقامة علاقة بين المدرسة والبيت لعلاج أى مشكلة طارئة للطفل وتدعيم ثقته بنفسه بعيدا عن استخدام العنف والإهانة لإجباره على المذاكرة، وتشجيعه بمجرد حصوله على درجات متوسطه وعدم إحباطه بتكرار عبارات مثل "مافيش فائدة ليس له في التعليم" مع ضرورة علاج الخلافات الأسرية بعيدا عن الأبناء لأنها أحد الأسباب الرئيسية في التأخر الدراسي.
ساحة النقاش