بقلم رانيا شارود

لم تكن الجمهورية الجديدة التى تسعى مصر بقيادتها السياسية مجرد اسم أو شعار فقط، أو تشييد لمشروعات سكنية واقتصادية وخدمية وتجارية، أو اهتمام بسياسات داخلية وعلاقات خارجية، بل هى فى الحقيقة بناء للمواطن المصرى وتوفير حياة كريمة له وأسرته تتضمن كافة احتياجاته الأساسية من مسكن ملائم، وتعليم مناسب، وخدمات صحية وكل ما يكفله له الدساتير الإنسانية قبل الدولية.

بناء البشر قبل الحجر هو شعار جمهوريتنا الجديدة التى تبنيها القيادة السياسية بسواعد أبناء مصر الأوفياء لتشكل منعطفا تاريخيا ونقطة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، لذا دعونا نحكى عن واقع كان تعيش فيه فئة لا يستهان بها من المصريين الذين عانوا لسنوات التهميش والإقصاء والنسيان من قبل الحكومات المتتالية، فئة كانت فى طيات النسيان، فلا كاميرات الإعلام ترصدها، ولا يد التطوير والتنمية تمتد إليها، إنهم سكان العشوائيات.

ظلت العشوائيات أحد اكبر  المشكلات التى واجهت المجتمع المصرى على مدار سنوات عديدة لما لها من آثار سلبية على مختلف مناحى الحياة حيث كانت بمثابة بؤر لتجارة المخدرات والسلاح والبلطجة، لكن مع إعلان الإستراتيجية الرئاسية للقضاء عليها وتطويرها التى تعد خطوة نحو بناء جمهورية جديدة خالية من المناطق غير الآمنة والخطرة تحولت تلك المناطق من بؤر إجرامية إلى مزارات سياحية تهفو قلوب الكثيرين إلى السكن فيها.

الحديث عن المشروعات التى نفذتها مصر كبديل للمناطق العشوائية لا تقتصر على محافظة أو مجموعة محافظات فحسب، بل كان لمختلف أرجاء المحروسة نصيب منها من شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها، فما من محافظة إلا ودعت منطقة أو أكثر من تلك المناطق ليحل محلها مشروع سكاني يشار إليه بالفخر والإعجاب، فمن بشاير الخير إلى روضة السيدة زينب إلى مثلث مسبيرو وغيرها من المشروعات التى تحتاج إلى حصر دقيق حتى لا نقزم ما حققته الدولة من إنجاز حقيقى فى ملف العشوائيات.