حواء: أسماء صقر 

 

على الرغم من إشادة الجميع بأهمية المبادرات الرئاسية فى تقديم كافة أوجه الدعم للأطفال صحيا وتعليما إلا أنها تمثل عاملا فى منظومة يتحمل أركانها مسئوليات وأدوار مشابهة يكمل كل منهما الآخر، وهذا ما أكدته د. هانم سليم، أستاذ التربية ورئيس قسم العلوم التربوية والنفسية بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق، والتى لفتت فى هذا الحوار إلى أهمية دور الأسرة فى تنشئة الطفل واستغلالها للمبادرات التى تطلقها الدولة فى تخطى ما يواجهها من صعوبات.

 

وثمنت أستاذة التربية على المبادرات الرئاسية والتى اهتمت بمختلف الجوانب الحياتية للطفل منذ لحظة ولادته وحتى مراحل عمره المختلفة، وحملت الأبوين مسئولية كبيرة فى تعزيز روح المواطنة والانتماء فى نفوس الأبناء.

 

في البداية كيف تقرأين اهتمام الدولة بحماية الأطفال ورعايتهم؟ 

أطلقت الدولة العديد من المبادرات منها "حياة كريمة" التي توفر للمواطنين والأطفال الرعاية الصحية من خلال حملة 100 مليون صحة والكشف المبكر عن الأمراض كضعف السمع عند حديثي الولادة والأنيميا والتقزم والسمنة لدى طلاب المدارس، بجانب حرص الدولة على تقديم التغذية المدرسية للطلاب أثناء اليوم الدراسي حفاظا على صحتهم، وهناك أيضا مبادرة "نور حياة" للعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار، كما حرصت الدولة على دعم الأطفال عبر عدة مبادرات مميزة  أبرزها برنامج "أطفال بلا مأوى" وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية لهم، كما لعب المجلس القومي للأمومة والطفولة دورا كبير في هذا الصدد حيث أطلق عدة حملات منها الحملة القومية لمناهضة التنمر تحت شعار "أنا ضد التنمر"، وحملة "أماني دوت كوم "والتي هدفت إلى حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية، كما تم تطوير آلية تلقي بلاغات خط نجدة الطفل بالتعاون مع منظمة يونيسف من خلال برنامج التوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر.

واهتمت الدولة بقضية ختان الإناث من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث وتجريمه قانونيا، ولإعلاء قيم المساواة وتمكين الفتيات نفذ المجلس المبادرة القومية لتمكين البنات "دوي" التي تهدف إلى تمكين البنات باعتبارهن المحرك الرئيسي  للتغيير، كما طورت الدولة آليات حماية الطفل من خلال غرفة المشورة النفسية وتحويلها إلى وحدة للمشورة الأسرية والدعم النفسي، وإنشاء لجان حماية الطفل في 27 محافظة، فضلا عن رعاية الطفل من الناحية التعليمية وتشجيعه على التفوق الدراسي، فمن خلال برنامج "تكافل وكرامة" يحق للأبناء التعليم دون دفع المصروفات المدرسية ومراعاة ظروفهم الاجتماعية، ولتشجيع الطفل على الإبداع أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القانون رقم 204 لسنة 2020 باستحداث جائزة جديدة تحت مسمى "جائزة الدولة للمبدع الصغير" تمنح سنويًا لمن يقدم منتجًا فكريًا أو ماديًا مبتكرًا ولم يتجاوز عمره 18 عاما في مجالات الثقافة والفنون.

 

وما تأثير تلك المبادرات على تنشئة الطفل؟

 التأثير يكون إيجابيا، فعندما يجد الطفل الاهتمام والرعاية من الدولة ينشأ بداخله حب الوطن والانتماء فضلا عن رغبته في تحقيق النجاح والتفوق ليفيد وطنه ويرتقي به وهذا ينتج عن التنشئة الاجتماعية السليمة في الأسرة وتشكيل الوعي من خلال الحوار مع الطفل عن المجهود الكبير الذي تبذله الدولة لحمايته وحماية المواطنين والارتقاء بمستوى المعيشة للفرد.

 

من وجهة نظرك ما الدور الذي يجب أن تقوم به الأسرة تجاه الطفل؟

 تقديم الرعاية والحنان العاطفي والاحتواء والاهتمام والمتابعة والمراقبة لما يفعله الطفل على الأجهزة الإلكترونية ومعرفة ما يقوم به على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت كي لا يتعرض للتنمر والابتزاز الإلكتروني ولحمايته من جماعات التطرف التي قد تؤثر على تفكيره، لذا يجب على الأسرة أن تكمل دور الدولة في تنشئة الطفل وإعداده للمستقبل بشكل سليم من خلال الحوار الأسري وتوضيح المعلومات والأفكار الخاطئة له مع ضرورة غرس القيم والأخلاق الحميدة بداخله منذ الصغر في الأسرة  حيث قامت الدولة بحملة إعلامية ومبادرة "تجمل بالأخلاق" للحفاظ على القيم والسلوكيات الحميدة للأطفال والكبار في المجتمع.

 

وبالنسبة لذوي الهمم كيف اهتمت الدولة بهذه الفئة؟ 

منذ تولي الرئيس السيسي الحكم وأطفال ذوي الهمم والقدرات الخاصة يحظون باهتمام ورعاية بالغة، ففي مجال الرياضة قامت وزارة الشباب والرياضة بافتتاح 12 مركزاً للتخاطب وتنمية المهارات وتقديم الخدمة بالمجان لهم في هذه المراكز، كما تم دمجهم في العملية التعليمية، وتوفير فرص عمل لهم، ورعايتهم من خلال توفير مقاعد خاصة بهم في وسائل المواصلات مثل مترو الأنفاق وغيرها، فالدولة تكفل لهم كافة الحقوق والواجبات والرعاية المتكاملة، حيث تقدم الدعم للمدارس والجامعات، وعمل المنح الدراسية ومساعدة الدارسين من ذوي الإعاقة.

 

وكيف نعد أطفالنا لتحقيق النجاح والتنمية في المستقبل؟

 إعداد الطفل للنجاح يبدأ من الأسرة عبر التنشئة الاجتماعية والتربوية السليمة وغرس قيمة العلم بداخل الطفل، مع تشجيع الطفل على تحقيق طموحاته ووضع النجاح والتفوق الدراسي هدفا يجب تحقيقه، بالإضافة إلى ضرورة اهتمام الأسرة بتنمية مهارات الطفل وإعطائه الحرية عند الاختيار، وتعويده تحمل المسئولية، فهذه سمات بناء شخصية مستقلة مسئولة تستطيع النجاح في المستقبل في كافة أوجه الحياة العملية والأسرية.

 

وما آليات تنمية روح الانتماء وحب الوطن داخل الطفل؟ 

يجب على الوالدين الحوار مع الطفل وتعريفه بالبطولات التي قام بها شهداؤنا كنموذج للقدوة الوطنية، ومشاهدة الأفلام والدراما الوطنية، وزيارة الأماكن التاريخية كالمتحف الحربي وبانوراما حرب أكتوبر، وإلزام الطفل بحضور طابور الصباح وأداء تحية العلم في المدرسة، مع ضرورة إفهامه معنى النشيد الوطني وقيمة الوطن في حياتنا ودورنا في تنميته والارتقاء به، مع توضيح الوالدين للطفل أهمية المشروعات والإنجازات التي حققتها الدولة من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين وبناء الجمهورية الجديده 

المصدر: أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 617 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,898,331

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز