تحقيق: سمر عيد 

على مدار سنوات حاولت الدولة القضاء على الدروس الخصوصية ووقف توحش الكتب الخارجية أمام الكتاب المدرسى، ومؤخرا وفى محاولة لتحقيق ذلك دشنت منصات تعليمية عبر شبكة الإنترنت تتيح للطلاب كافة المواد التعليمية بأساليب شرح متنوعة ومصادر متعددة، فما حجم التفاعل مع هذه المنصات؟ وكيف يمكن أن يستفيد منها الطالب في تحصيل دروسه؟ وهل يمكن أن تصبح هذه المنصات بديلا جيدا عن الكتاب الورقي؟ وهل يمكن لأولياء الأمور الاستغناء بها عن الكتاب الخارجى؟

عندما تتصفح شبكة "الإنترنت" وتبحث عن منصات التعليم المصري الحكومية تجد منصة البث المباشر؛ والتى تقدم خدمة شرح المواد الدراسية لكافة الصفوف في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وقد ساعدت هذه المنصة كثيرا أثناء أزمة فيروس (كورونا) والتي ألزمت بعض الطلاب منازلهم خوفا من مخالطة الآخرين منعا لانتشار العدوى، بالإضافة إلى منصتي "حصص مصر، وذاكر" حيث يقدمان شرحا مبسطا للطلاب بكافة المراحل على أيدي أساتذة بوزارة التربية والتعليم لكافة المراحل، ويعد بنك المعرفة أكبر مكتبة رقمية في العالم وبه أربع بوابات؛ بوابة الطلاب والمعلمون، والأطفال، والباحثين، والقراء، ويضم كتبا إلكترونية في مختلف فروع العلوم والآداب، ولا ننسى بوابة التعليم الفني التي تقدم فيديوهات استرشادية وسلسلة برامج تعليمية لطلاب التعليم الفني بكافة تخصصاته، وتتيح هذه المنصات تدريبات وتقييمات وامتحانات للطلاب للتدرب عليها، كما أنه تساعد طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي، وبها دليل استرشادي للمعلم وللطالب ولأولياء الأمور أيضا كي يمكن طلاب الشهادات من تحصيل أعلى الدرجات.

وعلى الرغم من كل ما تقدمه هذه المنصات من خدمات تعليمية إلا أنه لا يزال الطالب يقبل على شراء الكتاب الخارجي ويفضله على المدرسي فما السر وراء ذلك؟ ومتى يستغني الطالب عن الكتاب الخارجي ويعتمد على المدرسي وحده أو على هذه المنصات فقط في الشرح والاستذكار؟

يقول د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ومؤلف الكتب المدرسية بوزارة التربية والتعليم: على الرغم من أن العالم كله الآن يتجه إلى التعلم الإلكترونى، كما أن أغلب المدارس والجامعات الدولية لم تعد تستخدم الكتاب الورقي ولا الورقة والقلم أثناء إجراء الاختبارات للطلاب إلا أن الطالب المصري يفضل الكتاب الورقي لعدة أسباب منها: أن الكتاب الخارجي تكون أوراقه لامعة وطباعته جيدة، ثانيا: هذه الكتب تقدم تمرينات وأسئلة كثيرة تساعد الطالب على استيعاب المادة، وبعيدا عن كل هذا فقد تعود الطالب ألا يبحث عن المعلومة وألا يستقيها من مصادر وكتب متنوعة بل تعود أن تقدم له المعلومة على طبق من ذهب، وهذا ما دفع د. طارق شوقي، وزير التربية والتعليم السابق، ود. رضا حجازي، الوزير الحالي من بعده على الإصرار على تغيير المناهج الدراسية وطريقة التعليم التي تعتمد على الحفظ والتلقين.

ويتابع: معظم التمرينات والأسئلة الموجودة بالكتب الخارجية متاحة على منصات وزارة التربية والتعليم، كما امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي يأتي 50% منها من بنك المعرفة ومنصة التعليم الإلكتروني والحصص الافتراضية لطلاب الثانوية العامة وكذلك الشهادة الإعدادية، وطبعا لاننسى الدور الفعال والمهم جدا الذي قامت به قنوات مدرستنا 1،2،3 أثناء أزمة فيروس(كورونا) حيث اعتمد عليها الطلاب في الشرح.

الإنترنت والدروس الخصوصية

يرجع د. أحمد البهي، أستاذ العلوم التربوية والنفسية والعميد السابق لكلية التربية النوعية بجامعة المنصورة شراء الطلاب للكتب الخارجية رغم وجود كافة المعلومات والتمرينات على منصات وزارة التربية والتعليم إلى سببين رئيسيين، أولهما عدم توفر (الإنترنت) في كل منزل، فضلا عن ضعف الشبكة في بعض المحافظات والقرى المصرية، بالإضافة إلى اعتماد الطالب على المدرس الخصوصي الذي يطلب من جميع الطلاب في المجموعة أو الدرس شراء الكتاب الخارجي، ويكلفهم بأداء الواجب منه والذي يجعل كافة أولياء الأمور يقبلون على شراء هذه الكتب.

ويقول: القضاء على الدروس الخصوصية وسوق الكتب الخارجية يتطلب دعم شبكة الإنترنت، وتوفير "تاب" لكافة الطلاب، أو توفير شاشات لعرض شرح هذه المنصات بالمدارس الحكومية، ودعيني أخبرك أن تطوير التعليم لن يأتي في يوم وليلة بعدما تعودنا على المجاميع والدروس الخصوصية لسنوات كثيرة مضت، وبعدما تعود أبناؤنا على أسلوب الحفظ والتلقين وتسميع المعلومات بالامتحان ثم نسيانها وعدم الاستفادة منها، التعليم الإلكتروني سيمكن الطالب من الاستيعاب بشكل أكبر، وسيسمح بعمل التجارب العلمية أمام الطالب، وسيقضي على كثافة الفصول، وسيجعل الطالب يعتمد على البحث والقراءة بدلا من الحفظ ونسيان المعلومات فور الانتهاء من أداء امتحان آخر العام.

دور وزارة التربية والتعليم

تحمل د. إيناس عبد الحليم، النائبة بمجلس النواب عن حزب مستقبل وطن وزارة التربية والتعليم مسئولية التصدي للمبالغة في أسعار الكتب الخارجية، وتطوير الكتاب المدرسي والمناهج الدراسية، ونشر الاستفادة من المنصات الحكومية التعليمية، ومنع الدروس الخصوصية، وتطوير ثقافة ومفاهيم الطالب وتغيير اسلوبه في التحصيل المبني على الحفظ والتلقين، وتقول: يلجأ الطالب للكتاب الخارجي لأنه يحتوى على تدريبات وتمرينات كثيرة، ووزارة التربية والتعليم تضع بالفعل الآن أغلبية هذه التدريبات والتمرينات بكافة المواد على منصاتها التعليمية، وأعتقد أن تطوير التعليم القائم على قدم وساق والذي دعا إليه سيادة الرئيس منذ توليه الحكم ونفذت تعليماته وزارة التربية والتعليم سيحد من مشاكل كثيرة، ويأتي على رأسها مشكلة الكتب الخارجية وارتفاع أسعارها.

دور المدرسة

دعت د. صفاء المعداوي، وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا مديرى المدارس بالمراحل التعليمية الثلاث ابتدائية وإعدادية وثانوية إلى توجيه نظر الطلاب للمنصات التعليمة خاصة وأنها تجمع بين مميزات الكتاب الخارجى، وما يقدمه المدرس فى الدروس الخصوصية، وتشجيع الطلاب على البحث على المعلومة من على بنك المعرفة، معولة على أهمية التفاعل المباشر بين المعلم والطلاب في الفصل باعتباره السبيل الأمثل للشرح والفهم والتطبيق.

المصدر: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 557 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,802,286

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز