بقلم: رانيا شارود
نحتفل هذه الأيام الكريمة بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، كما نحتفل بانتصارات أكتوبر العظيمة، هذه الحرب التى أعادت كرامة مصرنا الحبيبة ومكانتها بين العالم كله، فحرب أكتوبر لم تكون حربا مثل الحروب العادية فى هذا الوقت بل كانت معركة حربية عظيمة تدرس فى الكليات الحربية إلى يومنا هذا لأنها حطمت خط بارليف أكذوبة الجيش الإسرائيلى، وفيها ظهرت عظمة الجندى المصرى الحقيقية وقوته وبسالته فى مواجهة الأعداء.
في مثل هذه الأيام عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس في معركة تحرير الأرض واستعادة الكرامة والعزة والدفاع عن شرف الوطن، لم يكن مجرد عبور مانع مائي فقط تغنت به إسرائيل وتحدت أن يعبره أي جيش مهما بلغت قوته، بل كان العبور من يأس إلى أمل، ومن ظلام إلى نور، ومن هزيمة إلى نصر، ومن مرحلة تاريخية قاسية في تاريخ مصر والأمة إلى مرحلة جديدة تستعيد فيها مصر قوتها ويصبح لها سيف ودرع.
لم يسترق الواهمون أن مصر ماتت إرادتها وسلبت إرادتها السمع إلى زمجرة البركان الناشط فى قلوب أبنائها، لم يستمعوا إلى أرواحهم التي لا تنام ولا تنكسر، حتى جاءت الوثبة الكبرى وانهارت القلاع والحصون في خط بارليف، ليثبت المصريون أنه لا مستحيل مهما بلغت التحديات والصعوبات طالما توافرت الإرادة، كان العبور مذهلا، ووقف العالم في ذهول وانبهار بما حققه المصريون شعبا وجيشا.
الدرس.. الآن ونحن نحتفل بالذكرى الـ50 لحرب أكتوبر المجيدة علينا أن نستحضر روح أكتوبر من أجل تغيير الواقع من المرض والجهل والفقر الى واقع ومستقبل أفضل للشعب المصري بالرؤية المتكاملة بعيدة المدى والتخطيط العلمي، وتوفير آليات وعوامل النجاح ثم العمل الدؤوب بعزيمة وإرادة صلبة من أجل تحويل الرؤية والأمل إلى واقع جديد يسود ويطغى على عثرات الماضي- كما قال الرئيس في كلمته-
العبور الذي نحن فيه الآن هو عبور إلى آفاق التنمية والنمو في معركة غاية في الشراسة ومع تحديات ضخمة وظروف ومعطيات تستوجب الاصطفاف الوطني مثلما كنا في أكتوبر، معركة البناء من أجل الجمهورية الجديدة هي معركة عبور أخرى إلى الدولة القوية القادرة الحديثة، دولة البناء والتنمية والتغيير الحقيقي.
ومثلما حقق المصريون المعجزة وقهروا المستحيل في معركة التحرير والعزة والكرامة في 73 فسوف يحققون بالإرادة والعزيمة والاصطفاف معجزة العبور إلى جمهورية الأمل والمستقبل، ولنا في التاريخ عبرة ودرس، فنضالات الأمم وكفاحها من أجل حياة كريمة هي سلسلة متصلة لا تنقطع من أجل حياة حرة كريمة عزيزة، فإذا الشعب يوما أراد الحياة.. لابد أن يستجيب القدر.
بعد 50 عاما من تضحيات أجدادنا يأتى دورنا لندعم وطننا، ونكون على قلب رجل واحد وكالبنيان المرصوص، ونختار رئيسنا ليعبر بنا إلى الجمهورية الجديدة.
ساحة النقاش