بقلم: صبورة السيد
فى الوقت الذى يرى الكثيرون أن الحشود التى نزلت الجمعة قبل الماضية فى شوارع وميادين مصر رسالة واضحة لتأييد الرئيس ودعم القضية الفلسطينة وأنا لا أنكر ذلك، إلا أننى أرى أنها مجرد عينة استجابت لتلويح وتلميح الرئيس بالخروج للتعبير عن رأيهم فى رفض فكرة تهجير أهالى قطاع غزة إلى سيناء، وأتفق مع سيادته أنه إذا جاء الطلب واضحا سيخرج عشرات الملايين من المصريين.
المصريون جميعا بلا استثناء أعلنوا بمختلف الطرق وما زالوا دعمهم الكامل والمطلق لقرارات القيادة السياسية المساندة للشعب الفلسطينى الشقيق وحقوقه المشروعة، والحريصة على أمن واستقرار المنطقة، آملين أن تعلو أصوات السلام وتتوقف الصراعات التى لا منتصر فيها ولا مهزوم، مؤكدين رفضهم القاطع كل التصورات العبثية أو الكارثية التى طرحتها إسرائيل بشأن تهجير أهالى قطاع غزة، ليس فقط لكونها تخالف قواعد القانون الدولى الإنسانى لكن أيضا لأنها تعنى تصفية القضية الفلسطينية وتنسف اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
ولأنه لا مجال للحديث عن المخطط الغربى فى الشرق الأوسط أود أن أؤكد على ضرورة العمل على التوعية عما يحاك ويتعرض له الوطن من محاولات تفكيك أواصره ونشر الفتن والشائعات والتشكيك فى أى إنجازات تتحقق على أرض الواقع، وما نراه حاليًا من تلك الانتفاضة الشعبية التى لم تحدث فى مصر منذ عدة عقود وما نشاهده من مظاهرات تنديد وغضب لما يتعرض لها أشقاؤنا من الشعب الفلسطينى، وما تلاها من مظاهرات تأييد لموقف مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى فى جهوده السياسية والإنسانية تجاه الأحداث الدامية التى يتعرض لها أبناء فلسطين، ورفضه لمحاولات التهجير القسرى ودفعهم إلى اللجوء إلى مصر، وهى محاولات تمثل جريمة غير أخلاقية الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية.
ما نراه بالفعل يؤكد أن مصر دائما حاضرة وقت الشدائد وأن شعبها دائمًا على قلب رجل واحد طالما دعى الداعى لذلك، وأن مشاكلنا الداخلية تتوارى مؤقتا إذا كان هناك خطر خارجى يمكن أن يتعرض له الوطن وأمنه القومى.
ساحة النقاش