محمد عبد العال 

على مدار التاريخ لعبت مصر دورا محوريا فى تحقيق الاستقرار فى المنطقتين العربية والأفريقية، حيث كان لها –وما زال – السيادة والزعامة العربية، ومع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر الحالي تجلى هذا الدور حيث حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على إيقاف القصف المستمر للإسرائليين على القطاع والعمل على إيجاد حل للدولتين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، والتأكيد على حماية الأمن القومي المصري من خلال عدد من الرسائل الحاسمة.

حواء التقت اللواء د. حسام أنور، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية للتعرف عن قرب على الدور المصري وانعكاس ما يتخذه الرئيس السيسي من قرارات على حماية الأمن القومي المصرى وحل الأزمة الفلسطينية.

في البداية كيف ترى أهمية قرارات الرئيس السيسي الأخيرة ودورها في حماية الأمن القومي المصري؟

الموقف المصري واضح ومحدد فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي فهي خط أحمر كما يقول الرئيس السيسي دائما، فمنذ بداية الأزمة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استبق الرئيس الأحداث برؤيته للموقف ودعا لاجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي، وهذا المجلس يتشكل من قيادات وأعمدة الدولة المصرية المنوط بالموقف لكي تتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على الأمن القومي المصري، ولذلك خرجت قرارات المجلس داعمة لذلك، وكان على رأسها الرفض التام لفكرة التهجير لأهالي غزة لسيناء، وتأكيد الرئيس السيسي علي رفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.

وما خطورة التهجير؟ ولماذا يؤكد الرئيس السيسي في كافة تصريحاته على رفض الفكرة؟

في البداية يجب أن نعلم أن مصر تفتح الباب دائما للأشقاء من الدول المجاورة التي تحدث بها أي نزاعات داخلية تؤدي إلى صعوبة المعيشة فيها، ولذلك نجد على الأراضي المصرية ما يقرب من 9.5 مليون مواطن من سوريا واليمن والسودان وغيرهم ولا يتم تصنيفهم على اعتبار أنهم لاجئين أو تخصيص مخيمات لهم، لكن وضع سكان غزة مختلف تماما فتهجيرهم لسيناء يمثل تهديدا لأمن مصر القومي في حالة وجود أي ضربات من جانب المهجرين من حماس أو غيرها من الحركات المسلحة لإسرائيل عبر سيناء، وفى هذه الحالة سترد عليه إسرائيل لضرب المهجرين وهنا ستدخل مصر دائرة الصراع وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي خلال تصريحاته الصحفية بعد لقائه مع المستشار الألماني، بخلاف لقاء الرئيس السيسي لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بقصر الاتحادية في لقاء بث على الهواء مباشرة وهو يشرح خطورة الموقف ويؤكد على ثبات الموقف المصري وتأكيده على أن رد فعل الجانب الإسرائيلي تجاوز مبدأ الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي، وهنا أراد الرئيس السيسي للاجتماع أن يبث على الهواء لكي لا يدع مجالا للمشككين أو المغرضين في تأويل الموقف المصري أو التشكيك في الدور التاريخي عبر بث إشاعات من نوعية حروب الجيل الخامس.

وما تقيمك للدور الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية؟

مصر لا تدخر جهدا في دعم تلك القضية وتحقيق السلام الشامل والعادل بمبدأ حل الدولتين، فوجود دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية هو مطلب تنادي به مصر في كافة المحافل الدولية والعربية من خلال القيادة السياسية والساسة فهو السبيل الوحيد  لحل الصراع، ولذلك فإن الدور المصري لا يمكن لأحد المزايدة عليه لأن مصر في تلك الأحداث هي أول دولة تواجدت في الصورة من خلال اتصالات مكثفة بكافة الأطراف على مستوى وزير الخارجية والرئيس السيسي الذي تلقى اتصالات من كافة زعماء العالم وزيارات من المستشار الألماني ووزير الخارجية الأمريكي، ورفض مصر لانعقاد مؤتمر قمة رباعية في الأردن يضم ملك الأردن والرئيس الفلسطيني والرئيس الأمريكي بعد ضرب المستشفى المعتمدية بغزة خير دليل على قوة وصلابة الموقف المصري ودورها في دعم القضية الفلسطينية.

وإذا نظرنا لموقف مصر من دخول المساعدات للأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح وإصرارها على عدم إجلاء الرعايا الأجانب من القطاع إلا تزامنا مع عبور المساعدات لأهالي غزة خير دليل على قوة وإرادة القيادة السياسية وامتلاكها القوة السياسية والعسكرية ومعرفة كيفية استخدمها.

وماذا عن الموقف العربي؟

على الدول العربية أن تقف موقفا موحدا، وقد أثبت الموقف المصري بما لا يدع مجالا للشك أنها قلب العرب النابض الذي يبدأ وينتهي عنده كل الحلول لمختلف القضايا، فلا يمكن التشكيك الآن في مواقفنا، فالرئيس السيسي واضح ومحدد في كافة تصريحاته وسياسته ونريد من البلدان العربية اتخاذ مواقف واضحة وصريحة كما فعلت مصر، ولذلك نثمن الموقف السعودي لرفضه التهجير القسري لأهالي غزة من القطاع وتعليق أي محادثات مع الجانب الإسرائيلي وكذلك موقف الأردن، وكما قال الرئيس السيسي هي قضية القضايا ولا يمكن تصفيتها.

وما الدور المنوط بالشعب المصري وفي القلب منه الأسرة المصرية في هذا التوقيت؟

نحن رأينا تكاتف الشعب المصري كله منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكشف مخطط التهجير لسيناء خلف القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولذلك يجب أن تعلم كل أسرة مصرية أن هذا التوقيت يحتاج إلى الوحدة وتماسك الجبهة الداخلية اجتماعيا وسياسيا وعدم ترك الفرصة للمشككين في قرارات القيادة أو من يمتلئ بأكاذيبهم فضائيات الإعلام المعادي عن قبول مصر لمساومات، فموقف مصر واضح وتأكيد الرئيس المصري للعالم أجمع على إمكانية استدعاء الشعب للتفويض والتأكيد على رفض التهجير رسالة على توافق الموقف الخاص بالقيادة مع الشعب في رفض تصفية القضية، ومدى قوة تأثير المصريين على القضية وقرارات الوطن العربي ككل، وهو ما قاله الرئيس بوضوح، وهنا يظهر جليا موقف القائد البطل، لذا أطالب كل أب وأم توعية أبنائنا من الشباب وعدم الانسياق وراء أى شائعات، لأن الجبهة الداخلية أخطر ما يهدد أمن الوطن واستقراره، لذا أعداؤنا يريدون الدخول دائما عن طريق تفكيك الصف ولننظر جيدا لخريطة الدول المجاورة ونرى ما حدث فيها لنعلم ماذا يريد أعداء الوطن.

المصدر: محمد عبدالعال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 436 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,891,422

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز