إيمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا نانسي عادت من عملها وعلى وجهها علامات الضيق فسألتها جدتها عن السبب وهل هناك من أزعجها؟ حكت لها الحفيدة عن سبب ضيقها بأن حدث اليوم شيء جعلها تتعجب، فزميلتها السابقة في الجامعة رضوى التحقت للعمل في الشركة التي تتدرب بها.
قاطعتها جدتها وهي تسألها عن سبب تعجبها فكم من مرة ألحت عليها بأن تتقدم للعمل في تلك الشركة.
أجابتها نانسي بأن ذلك سبب دهشتها، فرضوى كانت دائما ما تعلن رفضها لذلك العمل مظهرة العديد من السلبيات به، بل أنها كانت تندهش من عمل نانسي هذا وكيف وافقت عليه وأنها لو كانت مكانها ما كانت لتوافق على ذلك حتى لو عرضوا عليا راتبا خياليا.. والغريب أن رضوى لم تخبر صديقتها بأنها قدمت أوراقها للشركة، وعندما سألتها مازحة عن سبب تغيير رأيها فوجئت بها تنكر كل ما تقوله نانسي واتهمتها أنها تحاول أن تطلق شائعات حولها حتى لا تتمكن من العمل معها.
لم تجعلها الجدة تكمل حكايتها وتحدثت بسخرية بأن ما تفعله زميلتها سلوك معروف ينتشر بين الأشخاص الذين تملأهم الغيرة من الأشخاص المحيطين بهم، فأي خير يحصلون عليهم يجعل الغل يأكل قلوبهم ويحاولون التقليل منه بأي شكل مدعين أنهم لا يرون فيه أي ميزة تستحق العناء، رغم أنهم في الوقت نفسه يسعون بكل الأساليب الصحيحة والملتوية ليحصلوا على ما ناله الآخرون.
ومثل هؤلاء من الأفضل الابتعاد عنهم، ولو اضطر الشخص للتعامل معهم يجب أن يكون ذلك في أضيق نطاق لانهم دائما ما يتسمون بالطمع ويسعون جاهدين لخطف أي شيء لدى الآخرين حتى لو كان قليلا المهم ألا يحصل أحد غيرهم على أية مميزات.
ساحة النقاش