حوار: أماني ربيع

خلال الأزمات تبرز الحاجة إلى وحدة الصفوف في الوطن كضمان لتماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على الاستقرار، هذا التماسك يعد ضرورة لإبراز قوة الوطن في الأوقات العصيبة واللحظات الفارقة، د. مها سليمان، أستاذ علم الاجتماع السياسي توضح خلال هذا الحوار دور الأسرة في دعم الجبهة الداخلية للوطن خلال المرحلة الراهنة بما تشهده من تحديات إقليمية وآلام عربية تئن لها القلوب وتتهاوى معها الأفئدة خوفا على الوطن.

في ظل الأحداث الجارية بالمنطقة، ما أهمية حماية الجبهة الداخلية للدول والحفاظ على تماسكها؟

تماسك المجتمع من الداخل هو أحد دلالات قوة الدولة، وضمانة على وقوف الشعب في ظهر الوطن وقيادته السياسية ثقة فيها، وهي الصورة الذهنية التي يجب إبرازها للمجتمع الإقليمي والدولي هذه الفترة لإظهار حقيقة أن الشعب والقيادة السياسية يد واحدة.

وكيف يساهم المواطن العادي في الحفاظ على تماسك المجتمع الآن؟

أهم شيء هو عدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار المضللة والدعوات المغرضة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية وإحداث صدع في العلاقة بين الشعب والقيادة السياسية، ولا يجب إعطاء الفرصة لحدوث ذلك، بالطبع على المواطنين متابعة ما يحدث في غزة وأن يتعاطفوا مع الانتهاكات التي يتعرضون لها، لكن دون أن يتأثروا أو يشعروا بالانهزام، هذا وقت التسلح بالوعي الاجتماعي والسياسي، ويجب أن يكون الشعب على يقين في حكمة القيادة السياسية وأنها ستتخذ التدابير الملائمة في الوقت المناسب.

وما الدور الذي تلعبه الأسرة في توحيد الصف خلال اللحظات الفارقة؟

أولا يجب أن ندرك أن القلق والتوتر غير مطلوبين في هذا الوقت، بمعنى أن انخفاض المعنويات وعدم الرغبة في العمل وإظهار الضعف أمام الأبناء خطأ، وعلى الوالدين أن يقدما الإحساس بالأمان للأبناء وأن يخبروهم بضرورة أن يقوم كل شخص بعمله من أجل أن تستمر عجلة التنمية في البلد وللحفاظ على الأداء الاقتصادي في أفضل صورة، كل شخص يقوم بدوره، فالقيادة السياسية تبذل أقصى جهدها لحماية أمن الوطن، وبدورهم أفراد الأسرة يمارسون جهودهم في العمل والمدرسة والجامعة.

وكيف يقوم الأهل بتوعية الأبناء في التعامل مع ما يتم نشره على مواقع التواصل من دعوات مغرضة؟

أولا يجب منح الأبناء الفرصة للحديث والتعبير عن رأيهم بحرية، وعموما فإن تنشئة الأبناء على حرية التعبير والاختيار يكون شخصية إيجابية يصعب استقطابها، وفي هذه الأوقات يجب على الأهل امتصاص غضب الأبناء وتوعيتهم بأهمية تمرير كل الأخبار والأفكار التي يتعرضون لها على عقولهم أولا قبل نشرها وتداولها، مثلا: عند مشاهدة فيديو على السوشيال ميديا يجب التحقق من مصدره أولا ومن تاريخه، وما إذا كان حقيقيا أو مفبركا، كما يجب توعيتهم بأن نشر الأفكار الهدامة والمشاعر السلبية في أوقات الأزمات نوع من الخيانة، وأن الأولى في هذا الوقت هو نبذ الخلافات من أجل حماية المصلحة العليا للوطن.

إذا هل تساهم التربية في البيت في تنشئة جيل أكثر وعيا؟

بالطبع فمن ينساقون وراء فكرة واحدة يرددونها دون وعي هم القطيع الذي ليس لهم وجهة نظر، والذين ينفذون ما يقال لهم دون سؤال أو تفكير، ومن هنا تأتي ضرورة تنشئة الأبناء على حرية الرأي وتعدد وجهات النظر وإعمال العقل في كل ما يقرأون أو يسمعون، وهو أمر ضروري لتنشئة جيل لا ينساق دون وعي، ويستطيع مواجهة الأفكار التي هدفها التشكيك في القيادة السياسية وإحداث حالة من الإحباط لدى الرأي العام، وبالانسياق وراء هذه الأفكار إنما نخدم أجندة الأعداء التي تسعى لإحداث الفوضى في المجتمع وهدم الدولة وبلبلة استقرارها.

تلعب السوشيال ميديا دورا في نشر هذه الأفكار المغرضة، ما هو دور المواطن العادي في مواجهة ذلك؟

دورنا كمواطنين إعلاء مصلحة البلد، والمشاركة بإيجابية وتأكيد الثقة في حكمة القيادة السياسية وأهمية الوقوف صفا واحدا وراء الوطن ونبذ الخلافات أيا كانت، وعند حدوث أي شيء طالما هناك تخبط فى الآراء ننتظر رد الفعل من الجهات الرسمية، وألا نقوم بنشر آراء وأفكار عن جهل ودون وعي، ومن الأفضل أن ننتظر حتى نستوعب أكثر، وأكرر لا يجب نشر أي أخبار أو فيديوهات دون التحقق من مصدرها وإذا كان نشرها سيفيد أحدا أم سيحدث ضررا.

كيف يكون نزول المواطنين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية دلالة على تماسك الجبهة الداخلية للبلاد؟

بالطبع كثافة المشاركة في الاستحقاقات السياسية عنوان على قوة الدولة ووحدة صفوفها وأن هناك ديموقراطية وحرية تعبير، والنزول للمشاركة بالانتخابات واجب وطني خاصة في هذه الأوقات الحاسمة، والمشاركة بإيجابية وقول رأينا يعد خدمة الوطن.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,874,400

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز