حوار: سمر عيد
لعبت المرأة المصرية دورا بارزا فى الحياة السياسية، تصدرت الثورات وشاركت فى كافة الاستحقاقات حتى حصدت المكتسبات، وأضحت جوادا رابحا تراهن عليه القيادة السياسية وتعول عليه فى نجاح مختلف الأحداث، ومع تزايد تواجدها فى مختلف المناصب والمراكز القيادية يتعاظم دورها المنتظر فى المرحلة الحالية والتى تشهد لحظات فارقة فى تاريخ مصر، حيث الاضطرابات الإقليمية وقرب الانتخابات الرئاسية، فكيف يمكن للأم توعية الأبناء بخطورة المرحلة، وما الدور الذى يمكن أن تؤديه المصرية للحشد فى الاستحقاق المقبل، هذا ما حاولنا أن نعرفه من د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس من خلال حوارنا معها.
فى البداية تقول د. سامية خضر، عن دور المرأة فى المجتمع وتأثيرها على أفراده أن هناك حقيقتين ثابتتين؛ الأولى أن المرأة نصف المجتمع، والثانية أنها من تحرك النصف الآخر، بمعنى أن المرأة ليست مسئولة فقط عن نفسها للدفاع عن الوطن أو دعمه فى اللحظات الفارقة والأوقات الحاسمة التى قد يشهدها نتيجة تهديدات داخلية أو خارجية، أو حتى فى أوقات قد يتخذ منها أعداء الوطن ذريعة لبث سمومهم ونسج خيوطهم لإيقاعها والمصريين فريسة لمخططاتهم الخبيثة، أو حتى الذهاب إلى صناديق الانتخاب؛ بل هي من تدفع ابنها وزوجها وأخيها أيضا للمشاركة، وهي التي تربي وتغرس في نفوس الأطفال والمراهقين والشباب مدى أهمية صوتهم في أية انتخابات، أيضا هي من تعمق قيمة الانتماء إلى هذا الوطن وتوعي الجيل القادم بحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا ندرك مدى أهمية توعية النساء بالمشاركة السياسية.
وهل تتحمل المرأة وحدها التوعية بكيفية دعم الوطن فى مثل هذه المراحل الفارقة فى تاريخه؟
بالطبع لا؛ فإعلامنا الوطني والدراما والأفلام وأساتذة الجامعات حتى برامج الأطفال في التليفزيون لابد أن يؤكدوا على أهمية دعم الوطن والاصطفاف خلفه وتوحيد الجهود وإعلاء مصلحته على أى مصالح خاصة أو حزبية، فضلا عن قيمة الحرية وإبداء الرأي، وترسخ في نفوس أطفالنا منذ صغرهم أهمية مشاركتهم السياسية باعتبارها أحد أدوات دعم الوطن، لذا يقع علينا جميعا مسئولية التوعية بخطورة المرحلة التى تمر بها المنطقة وحجم المخاطر التى تواجهها القيادة السياسية وضرورة دعمها ومساندتها للعبور بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان.
وكيف يتسنى لحواء الحشد والدعوة للمشاركة في الانتخابات، وما الرسائل التي توجهها لكل من حولها؟
هذه مسألة صعبة نوعا ما؛ فليس لدى كل النساء القدرة على الإقناع، ولكن على المرأة أن تحث أولادها وزوجها وجيرانها وكل من تعرفهم على وسائل التواصل الاجتماعي للنزول للانتخابات، وتؤكد على أن قوة الشعب المصري في وحدته، والالتفاف للتصدي لأية مؤامرات تحاك ضد الوطن، كذلك من المهم أن يعرف الناس أن مصر كلها لابد أن تظل على قلب رجل واحد شعبا وشرطة وجيشا حتى لا يجد أعداؤنا ثغرة ينفذون منها ليوقعوا بين أبناء الوطن الواحد كما حدث في دول عربية شقيقة، ومن المهم أيضا توجيه نظر المجتمع إلى ما يحيط بنا من تحديات في المنطقة العربية سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، وصوت المواطن المصري في الانتخابات سيؤكد للمجتمع الدولي ككل أن رئيس مصر قد اختاره المصريون بإرادتهم الحرة، وأن المصريين يصرون على استكمال مسيرتهم في التنمية والإصلاح، وأنه مهما كثرت الشائعات والمؤامرات فإن المصريين كالجبال التي لا تهزها رياح ولا تعصف بها أعاصير، وكلما زادت المشاركة السياسية وإدلاء المواطنين بأصواتهم في الانتخابات فإن ذلك يوجه رسالة مهمة لكل الضامرين لمصر شرا ومن يودون التشكيك في نزاهة هذه الانتخابات أنها انتخابات حرة ونزيهة ولا غبار عليها.
التصدي للشائعات مسألة مهمة جدا، فهل تستطيع حواء الوقوف أمام الحملات التي يشنها أعداء مصر لمنع الناس من الذهاب إلى صناديق الانتخابات؟
الشائعات التي يطلقها من يودون تدمير مصر خطيرة بكل المقاييس، وحواء طبعا تستطيع التصدي لها، ففي زمن العولمة والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تنتشر الشائعات كما تنتشر النار في الهشيم، وعليها أن تشارك بفعالية على وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال وظيفتها كمعلمة أو أستاذة جامعية أو إعلامية كل منا في مجالها للتصدي لتلك الشائعات التي من شأنها أن تجعل المواطنين ينصرفون عن المشاركة السياسية ولا يذهبون إلى صناديق الانتخاب.
ما الطريقة التي توعي بها حواء من حولها لاختيار المرشح الرئاسى المناسب؟
علينا أن ننظر للصراعات في المنطقة والتحديات الجمة التي تحيط بالعالم العربي، وكذلك التغيرات المناخية التي تهدد العالم أجمع، وأن نلفت انتباه من ندعوهم للمشاركة في الانتخابات أن مصرفي ظل التحديات العالمية الكبيرة لابد لها من قيادة حكيمة وواعية ورئيس قوي شجاع يحرص على التنمية والارتقاء بمستوى المواطن المصري ويحقق له ما يحلم به في كافة المجالات، ويستطيع بالأفعال لا بالأقوال التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد أو تمزيقها كما فعل أعداء العالم العربي بدول عربية أخرى حولنا فأصبحت شعوبها في أسوأ حال، وفروا نازحين من الصراعات الداخلية، وأصبحوا لاجئين في كل مكان، فقوتنا الحقيقية تكمن في صمودنا شعب وشرطة وجيش في وجه كل من يود النيل منا، ولن يتسنى لنا ذلك إلا باختيار رئيس قوي كالرئيس عبدالفتاح السيسي الذي جنبنا ما تعرضت له دول عربية كثيرة من تمزق وضياع وحتى نكمل مسيرة الإصلاح والتنمية التي بدأها، وكي نحقق استرتيجية 2030، وبالطبع كل ما بذله سيادته من مجهودات جبارة لا يمكن مقارنتها بإنجازات أي رئيس سابق لمصر تجعله هو المرشح المفضل لدى أغلبية المصريين، كذلك لما يتمتع به من حكمة وسياسة ستجعلنا في مصاف الدول الكبيرة والمتقدمة.
أخيرا ما الرسالة التي توجهينها لقارئات حواء؟
الرسالة التي أوجهها لكل نساء مصر أن المرأة هي قوة كبيرة جدا، وتستطيع أن تحشد وتوجه وتقود الشارع، وأن صوت المواطن المصري أمانة وأنه لا يمكن أن يحقق ما يطمح فيه إلا بنزوله لصناديق الانتخابات والحرية تعني المسئولية، وعلى أي مصري أن يغلب مصلحة الوطن فوق أية مصلحة أخرى حتى نحافظ على هذا الوطن قويا متماسكا ونسلمه لأبنائنا وأحفادنا وطنا حرا شامخا قويا مزدهرا.
ساحة النقاش