سجلت عدسات المصورين الصحفيين وكاميرات المراسلين الإعلاميين مشاركة المرأة فى سباق الانتخابات الرئاسية لتؤكد استحقاقها للتقدير الذى توليه الدولة لدورها المجتمعى، وعلى الرغم مما حققته من مكتسبات إلا أنها ما زالت تتطلع إلى مزيد من الإنجازات رافعة شعار لو بطلنا نحلم نموت..

د. هبة شاهين، القائم بأعمال عميد كلية الإعلام بجامعة عين شمس تتحدث إلى "حواء" عن تغطية الإعلام المصرى للانتخابات الرئاسية، ومدلول إقبال المصريين الكثيف على صناديق الاقتراع، وهل كان لموقف مصر من القضية الفلسطينية تأثيرا على إنجاحها، والمناصب التى تتطلع المرأة إلى توليها على الصعيد الأكاديمى.. 

 

على مدار الأيام الثلاثة للانتخابات تابعنا والعالم أجمع إقبال المصريين الكثيف على اللجان الانتخابية، فما مدلول الكثافة التصويتية وإصرار المصريين على المشاركة فى هذا العرس الانتخابى؟

لاشك أن المصريين قدموا نموذجا إيجابيا للمشاركة السياسية من خلال حرصهم على الإدلاء بأصواتهم على مدار أيام الاقتراع ليؤكدوا من خلال هذه المشاركة على وعيهم بخطورة المرحلة التى تعيشها البلاد فى ظل ما تشهده المنطقة من صراعات، كما أن استشعارهم الخطر الذى يهدد أمن واستقرار وطنهم كان الدافع الأقوى وراء تلك المشاركة، بالإضافة إلى الوطنية الفطرية التى يتمتع بها الشعب المصرى، ولم يكن تواجدهم أمام لجان الاقتراع منذ الساعات الأولى وطوال الأيام الثلاثة بالجديد عليهم فقد برهنوا على حبهم لوطنهم فى العديد من المواقف كان آخرها الوقفات التضامنية لتأييد موقف مصر من تصفية القضية الفلسطينية، لذا أرى أن مشاركة المصريين لم تكن لاختيار الرئيس فحسب، بل كانت لحماية وطن والحفاظ على أمنه واستقراره.

بالحديث عن القضية الفلسطينية هل كان لموقف مصر منها تأثيرا على الانتخابات الرئاسية؟

إصرار القيادة المصرية على إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت إشارة قوية إلى استقرار مصر داخليا وقدرتها على حماية حدودها مع ممارسة دورها الإقليمي، كما كان للموقف المصرى مردود إيجابى تجلى فى تأييد المصريين وتضامنهم معها وتفويضها فى اتخاذ اللازم لحماية الحدود، حتى أن البعض ادعى حسم نتيجة الانتخابات قبل إجرائها وذلك من قبيل دعاوى العزوف عن الانتخابات، لكن وعى المصريين كان بمثابة حائط الصد لهذه الدعوات، وقد رأينا مختلف فئات الشعب يشاركون وبكثافة فى تجديد ثقتهم بالقائد القادر على مواجهة التحديات الراهنة التى تشهدها المنطقة، وإفشال مخططات تحويلها إلى صراع إقليمي، كما تجلى وعي المصريين فى مشاركة مختلف فئاته حيث شاهدنا حرص كبار السن والنساء والشباب وطلاب الجامعات على المشاركة وبنسب لم تشهدها أى انتخابات سابقة فى اختيار الرئيس ورسم مستقبل مصر وهو ما نقلته عدسات المصورين الصحفيين وكاميرات القنوات التليفزيونية وميكرفونات الإذاعة.

عولت الدولة على وعي المرأة فى إنجاح الانتخابات فهل كانت على قدر تلك المسئولية وأدت الدور المنتظر منها تجاه وطنها؟

تصدرت المرأة المشهد الانتخابى وتواجدت بكثافة أمام لجان الاقتراع فى مشهد ليس بجديد عليها، حيث سبق لها المشاركة فى الانتخابات الرئاسية 2014 وكذا البرلمانية والاستفتاء على الدستور 2018، وهذا الموقف الداعم للوطن الذى تؤكد عليه من وقت لآخر جعل الدولة تعتبرها الجواد الرابح التى تراهن عليه فى إنجاح أى استحقاق انتخابى، بل جعل الرئيس يلقبها بـ"عظيمات مصر"، وبالفعل كانت عند حسن الظن حيث عكست مشاركتها الإيجابية دورها الفاعل فى المجتمع الذى لم يقتصر على اختيار مرشح بعينه بل يتعدى إلى حث ذويها وتشجيع جيرانها وزملائها فى العمل على المشاركة وهو الدور الذى طالما انتظرته الدولة منها، كما استحدثت المرأة دورا إضافيا خلال تلك الانتخابات حيث شاركت فى متابعة سير العملية الانتخابية فرأينا ممثلات عن الأحزاب والجمعيات الأهلية والمجلس القومى للمرأة يتابعن اللجان فى مختلف المحافظات ليؤكدن أن دورهن يتعدى الإدلاء بالصوت.

مع فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حققت المرأة فى عهده مكتسبات عجزت عن تحقيقها فى حقب زمنية سابقة تتزايد تطلعاتها ويعلو سقف أحلامها، فما المكتسبات التى تأملين إضافتها إلى حافظة مكتسبات المرأة فى السنوات الست المقبلة؟

مما لاشك فيه أن المرأة نالت التقدير المستحق بعد سنوات من التهميش والإقصاء والفضل فى ذلك إلى القيادة السياسية التى تؤمن بإمكانياتها وتقدر دورها المجتمعى، والذى انعكس على نسب تواجدها بالمجالس النيابية والحقائب الوزارية، وتوليها مراكز قيادية وإدارية غير مسبوقة، ولأن أحلام المرأة لا حدود لها أتطلع إلى أن تتولى منصب رئيسة الحكومة، ومجلسي النواب والشورى، وأن توكل إليها الوزارات ذات الثقل السياسي "السيادية" كوزارة الدفاع والداخلية اقتداء بالعديد من دول العالم، مع أهمية زيادة وعي المجتمع بدور المرأة وحقها فى ممارسة العمل السياسي، فإن كانت الدولة تكفل هذا الحق من خلال نظام الكوتة فى المجالس النيابية والمحلية والمناصب العامة إلا أن الآمال منعقدة على أن يتخطى تولى المرأة هذه المناصب من كونه حقا كفله القانون إلى حق يؤمن به أفراد المجتمع، حق قائم على معيار الكفاءة وليس الجنس والنوع.

لكن هذا يتطلب المزيد من الوقت حيث يحتاج إلى تغيير ثقافة ووعي مجتمعي، فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

لا خلاف على ذلك فتغيير العادات والثقافات المجتمعية يحتاج إلى سنوات وعقود، لكن المرأة بكفاءتها التى لمسها المصريون فى مختلف المناصب التى تولتها قادرة على ذلك بدعم من مؤسسات الدولة، وفى مقدمتها الإعلام الذى يعمل على تأصيل حق المرأة فى تولى المناصب القيادية، بالإضافة إلى التعليم الذى يغرس فى نفوس الطلاب منذ الصغر المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات، بجانب الأسرة والدراما، فنشر الوعى مهمة ومسئولية مجتمعية يجب أن توحد الجهود لتنفيذها. 

قطعت الدولة شوطا كبيرا فى مجال الحماية الاجتماعية للمرأة، فما الإجراءات التى تأملين أن تتخذها الدولة مع استمرار الرئيس فى الحكم خاصة وأن الكثيرين لقبوه بـ"وزير المرأة"؟

هو حقا وزير المرأة والمدافع الأول عن حقوقها ولا أدل على ذلك من حرصه المستمر على الإشادة بدور المرأة فى مختلف خطاباته، وأقتبس منها "اللى هيرشها بالمية أرشه بالدم" الأمر الذى يؤكد على دعم سيادته اللامتناهي للمرأة، وقد لمسنا ذلك الاهتمام فى توجيهه لتعديل العديد من القوانين كالتحرش والاغتصاب والمواريث وحماية الأسرة، وتقديم كافة أوجه الدعم للمرأة المطلقة والمعيلة، وقانون الأحوال الشخصية وما تضمنه من نفقة ورؤية وغيرها من قوانين اعتبرها الكثيرون انتصارا حقيقيا للأسرة وخاصة المرأة والطفل، لذا فإن ما نأمله من سيادة الرئيس استمرار عمل وزارة التضامن الاجتماعى ومختلف مؤسسات الدولة فى تقديم المزيد من الدعم للمرأة وتخفيف الأعباء عن كاهلها خاصة المعيلة.

التعليم من بين الملفات التى عملت عليها الدولة فى السنوات الأخيرة خاصة الجامعي، فماذا عن جوانب التطوير التى ينتظرها الأكاديميون من الرئيس؟

التعليم هو أساس التطوير والبناء، وكما يقال إذا أردت بناء حضارة فعليك بالتعليم، وهو ما أدركته القيادة السياسية وآمنت به فكان التعليم والمنظومة بأثرها من الأساسى حتى الجامعى صاحب النصيب الأكبر من التطوير، الأمر الذى يؤكد حرص الدولة على بناء الإنسان، وقد شهد التعليم الجامعى طفرة حقيقية وتطويرا لمسه القاصى والدانى وأشاد به الجميع، حيث تم استحداث الجامعات الأهلية والكليات التكنولوجية، بالإضافة إلى الجامعات الدولية والخاصة والتوسع فى إنشائها الأمر الذى ينعكس على مستوى الخريجين.

وماذا عن المرأة الجامعية والمناصب التى تتطلع إلى توليها على المستوى الأكاديمى؟

حققت المرأة إنجازات كبيرة فى المجال العلمي وذلك بفضل مجهوداتها العلمية ودعم القيادة لها، حيث لمع أسماء عالمات فى البحث العلمى بمختلف دول العالم، وفى الداخل تولت المرأة عمادة الكليات ورئاسة الجامعات، فقد سجل التاريخ أن د. هند حنفى أول رئيس لجامعة الإسكندرية، كما تولت د. أمانى شاكر نائب رئيس جامعة كفر الشيخ، و د. غادة فاروق نائبة لرئيس جامعة عين شمس، وغيرهن الكثيرات ممن تولين عمادة الكليات ونواب لرؤساء الجامعات فى تخصصات مختلفة، فالتفوق العلمى ليس بجديد على المرأة المصرية.

المصدر: حوار: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 570 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,891,721

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز