حوار: هايدى زكى
بذلت الدولة كل الجهود خلال الخمس سنوات الأخيرة للوصول إلى نتائج ملموسة لمبادرة حياة كريمة والتى كان لها العديد من الآثار الإيجابية اجتماعا على المواطنين خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، "حواء" التقت د. آمال إبراهيم، استشارى العلاقات الأسرية ورئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية للتعرف على تأثير حياة كريمة فى تغيير التنشئة الاجتماعية والنفسية على الأسر المصرية وأبنائهم، وكيف ساهمت فى خلق وتكوين وتوعية أجيال جديدة للمستقبل؟
فى البداية كيف ساهمت حياة كريمة فى تغيير حياة الأسرة المصرية؟
جاءت مبادرة حياة كريمة لتستهدف تحسين حياة الأسر المصرية وتغييرها للأفضل وتوفير كافة الخدمات على كل المستويات من تعليم وصحة، وبجانب توفير حياة أفضل للنشء الذى هو أساس التنمية والتقدم، كما أن حجم الإنجازات والتطوير الذى حدث –ومازال يحدث حتى الآن- لم يكن ليتحقق فى عشرات السنوات لكن يظل دعم القيادة السياسية كلمة السر فيما تحقق من إنجازات.
بناء الإنسان أحد أهم أهداف المبادرة فكيف نجحت فى تغيير واقع النشء ومستقبله؟
تكاتفت مؤسسات الدولة ووحدت جهودها لتحقيق الأهداف التى تم التخطيط لها والوصول إلى نتائج ملموسة وظاهرة على أرض الواقع وبصورة مشرفة، وكان من أولويات الحكومة هذه الأهداف هى تحقيق حياة كريمة للمواطنين وتوفير كافة الخدمات لهم من أجل بناء الإنسان وتحسين جودة حياته وتوفير كل السبل لحياة آدمية للمصريين، والقضاء على العشوئيات، كما وضعت المبادرة مبادئ أساسية للاهتمام بالطفل وتربية النشء الجديد فى الأماكن الأكثر احتياجا بالريف والحضر، ومن الناحية التعليمية والترفيهية فقد اهتم الرئيس بالطفل المصرى وكان حريصا دائما على دعمه صحيا وتعليميا وتوفير كل الخدمات له، حيث طورت الكثير من الحضانات وأنشأت الجديد منها فى القرى المستهدفة لتوفير بيئة تعليم صحية له ضمن برنامج تنمية الطفولة المبكرة الذى نفذته وزارة التضامن الاجتماعى، فضلا عن الاعتراف بحق الطفل فى الثقافة حيث وقعت المبادرة بروتوكولا مع وزارة الثقافة يهدف لتنفيذ محور بناء الإنسان فيما يتعلق بمحاور التثقيف والتوعية والمواهب والتنسيق الحضارى لنشر الثقافة وحب القراءة ورعاية المواهب بواسطة قصور الثقافة وتقديم الخبرات التدريبية المناسبة لهم، وتدشين مدارس جديدة بالمحافظات لإنهاء تكدس الفصول وتزويدها بوسائل التعليم الحديثة، مع مراعاة حقوق الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تطوير المدارس القديمة الموجودة بالفعل، بتجديد الجدران المتهالكة وإضافة مقاعد جديدة داخل الفصول بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الترفيهى من خلال مجموعة من الورش الفنية والتراثية والمحاضرات الفنية والثقافية والتوعوية وعروض فنية لفرق قطاعات الوزارة والهيئة، كعروض أراجوز للأطفال، وتنورة، ومسرح عرائس، ولقاءات توعوية للشباب، وندوات وورش حكى، وسهرات فى دوار العمدة، كما يتم تقديم عروض عرائس ماريونيت ولفرقة مواويل التابعة لدار الأوبرا، وأطلقت قصور الثقافة مشروع المكتبة الطوافة، واهتمت وزارة الشباب والرياضة بإنشاء وتجديد مراكز الشباب لتوفير بيئة صحية خالية من التطرف وتتمتع بالعديد من الألعاب والاستمتاع وتحمى الأطفال والأبناء من وقت الفراغ ومخاطره وتنمى حب الوطن.
وماذا عن الخدمات الصحية التى قدمتها المبادرة؟
هناك طفرة حقيقية فى المجال الصحى، حيث شهدت السنوات الأخيرة إطلاق عدد من المبادرات الصحية، وبناء مراكز الصحة وتجهيزها وتوفير كافة الأجهزة الطبية والمعدات بها، وزيادة الحملات المتنقلة بسيارات مجهزة طبيا لتوقيع الكشف على الأطفال وتقديم العلاج بالمجان، كما تم تنفيذ عدد من الحملات الطبية فى المدارس مثل التقزم والأنيميا وعنيك فى عنينا، بجانب توفير الوجبات المدرسية للطلاب انطلاقا من العقل السليم فى الجسم السليم، كما اهتمت المبادرة بتعليم الأطفال كيفية تدوير المخلفات للحفاظ على البيئة، وعقد ندوات لتنمية الفكر والوعى والثقافة لدى الأجيال المقبلة.
وإلى أى مدى ساهمت هذه الخدمات فى تحسين الحالة النفسية للمستهدفين من المبادرة؟
كلما شعر الإنسان بقيمته فى المجتمع أصبح فاعلا فى مجتمعه، وفى المقابل فإن المناطق العشوائية غير المؤهلة منعدمة الخدمات تولد الجريمة نتيجة شعور قاطنيها بإهمال الدولة لهم، لذا كان من أهم نتائج حياة كريمة تقليل المشكلات المجتمعية كالجريمة وتعاطى المخدرات انطلاقا من أن اهتمام الدولة بالمواطن يعزز حالته النفسية ما ينعكس على علاقته الأسرية وأبنائه، كما أن الطفل عندما يلمس الخدمات المقدمة له من أماكن ترفيهية وخدمات علاجية وتعليمية يشعر بقيمته ما يعزز لديه قيم الولاء والانتماء لوطنه.
وما الدور المنوط بالمواطنين للحفاظ على ما تحقق من إنجازات؟
رفع مستوى الوعى فى رؤيتنا وإستراتيجيتنا الجديدة للمرحلة المقبلة وتوضيح أهمية وقيمة هذه المكتسات من خلال عقد الندوات للأطفال فى المدارس والمراكز الشبابية، وتنظيم معسكرات وأنشطة ترفيهية لإطلاع الشباب والأطفال على معالم مصر الطبيعية والتاريخية، وإظهار عظمتها الحضارية، كما أدعو إلى إطلاق مبادرة تحت عنوان "أبناء الوطن" للتأكيد على الهوية الوطنية للطفل المصرى، إلى جانب العمل على زيادة التواصل بين مؤسسات المجتمع المدنى والوزارات المختلفة للوصول إلى نتائج أفضل على كافة المستويات والمحافظات.
ساحة النقاش