إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا نور كانت تتحدث مع جدتها عن زميلة لها تغيرت طباعها فجأة وكأنها أصبحت واحدة أخرى، ما جعل نور هي وباقي الزملاء في حيرة من أمرها كيف تحولت من شخصية ودودة رقيقة تحب الخير للجميع إلى أخرى عصبية تتشكك في أي موقف وتبادر بإلقاء الاتهامات على الغير.
أيمكن أن يتغير الإنسان بهذه الطريقة؟ حقا لقد مرت بظروف شخصية وعملية صعبة لكن من الذي تسير حياته دون صعوبات؟
ردت الجدة عليها بهدوء مؤكدة أن الشخصية لا تتغير أحيانا هناك من يرتدى قناعا لبعض الوقت لكن سرعان ما يسقط وتظهر طباعه الحقيقية، إلا أن هذا لا يعطي للآخرين عذرا للوقوع في مصيدة خداعه لأنه كان من السهل جدا عليهم معرفة شخصيته الحقيقة.
سألتها الحفيدة كيف يمكن معرفة الآخر طالما يرتدي قناعا يخفي به وجهه الحقيقي؟
أجابتها أن الأمر سهل جدا، لكننا نحن من نخدع أنفسنا، وعلينا ببساطة أن ننتبه للتفاصيل، ولا نفسرها وفق ما نرتاح له، ولكن وفق حقيقتها.
وذلك ينطبق على الطرف الآخر في أي علاقة سواء كانت صداقة أو زمالة أو حتى حب علينا ألا نغفل الأشياء البسيطة التي يقولها الآخر أو يفعلها.
فمن تتعامل مع صديقتها على أنها الصاحبة المقربة وفي الوقت ذاته تزم زملاء أو أصدقاء أمامها، تلك الفتاة هل نشعر بالصدمة إذا شوهت صورة صاحبتها تلك؟
ومن يعامل حبيبته أو خطيبته برقة لكنه عنيف مع الآخرين حتى أهله، وفي أي موقف يتشاجر، وقد يستخدم يده، فمن البديهي أنه بعد الزواج سيعاملها بعنف، وقد يصل الأمر للضرب، والأمثلة كثيرة لكن المشكلة أننا نهمل التفاصيل.
ساحة النقاش