حوار: هايدى زكى
هل يوجد علامات للحب؟ وهل الاعتذار عن الأخطاء فى الحب أمر مقبول أم مرفوض؟ ومتى تحب المرأة نفسها وترفض العلاقات السامة؟ وهل للكرامة وجود بين الحبيبين أم أنها مفسدة للعلاقة؟ وما الأخطاء التى يقع فيها الطرفان وتهدد استمرار العلاقة؟ وكيف تداوى المرأة جراح قلبه بعد تجربة حب فاشلة؟
تساؤلات عديدة نقلتها "حواء" إلى د. شيماء إسماعيل، استشارى الصحة النفسية وتطوير الذات فى محاولة لتقديم إجابات لعدد من التساؤلات التى تشغل الفتيات مع اقتراب عيد الحب.
فى البداية هل للحب علامات ودلالات يمكن من خلالها اكتشاف صدق المشاعر؟
الحب كلمة صغيرة في مبناها كبيرة في معناها، الحب يجعل القلب لا يشيب، والإنسان يعيش في حالة من السعادة حين يفكر في حبيب، ومن المهم جدا معرفة أن علامات الحب تختلف من المرأة للرجل، فمثلا الرجل من علامات الحب عنده الغيرة، والاهتمام بتفاصيل المرأة وردود أفعالها والأخذ برأيها والرغبة فى النظر إليها باستمرار والاستماع لها والاشتياق لصوتها، أما عند المرأة فيختلف الأمر؛ فحينما ترى الحبيب تشعر بالارتباك والتوتر، وتفكر فيه بشكل مبالغ فيه وتغار عليه حتى من أقاربه وتهتم بكل تفاصيل حياته وتجعله محور حياتها.
إذا اكتشفت المرأة صدق مشاعر الشاب تجاهها وبادلته نفس المشاعر كيف تحافظ على حبها؟
عليها احترام المشاعر السعيدة والحزينة، وإعطائه مساحة من الحرية والخصوصية، وأن تحسن الاستماع له مع خلق حوار دائم، مع أهمية طلب الدعم والمساندة منه فذلك يشعر الرجل بالمسئولية تجاهها ما يزيد مكانتها، بالإضافة إلى إظهار الافتخار به دائما أمام الآخرين، والمبادرة بالتواصل الدائم ومشاركته هواياته والاهتمام بما يحب ويكره، والتقرب من أسرته فذلك يجعله يشعر بالسعادة والارتياح النفسي، ويجب عليها أن تكون صندوق أسراره تحافظ على كل ما يقال لها ولا تتحدث به مع الآخرين.
عادة ما تحدث خلافات بين الأحباب والتى قد تؤدى للانفصال فهل الاعتذار كفيل لاستمرار العلاقة وتدارك الأخطاء؟
هناك الكثير من المشكلات التى يمكن أن تحدث بين الحبيبين ومن الممكن أن تعالج إذا جاء أحد الطرفين معتذرا للطرف الآخر، لكن النصيحة الت يمكن أن تقدم للفتاة إذا كانت العلاقة فيها نوع من أنواع الشك أو الكذب أو البخل المادي أو العاطفي يجب التفكير الجيد قبل قبول الاعتذار، أما غير ذلك فلا مشكلة في إتاحة الفرصة مرة أخرى، العودة للحبيب بعد الانفصال فيها نوع من الحنين والشغف والاشتياق ومراجعة النفس والتعلم من الأخطاء التي تسببت في البعد والانفصال، لكن حذارى من الأخطاء التى تسبب الانفصال لأنه بمثابة كسر كبير وشرخ في العلاقة يحتاج إلى تعافي وترميم وذلك ينال من رصيد الحب.
وهل للحب شروط؟
الحب أمر نسبى لا يوجد له شروط أو عناوين، كما أنه لا سلطان لنا عليه، نحب شخصا ونكره آخر، نبحث عن مواصفات لفتى الأحلام والارتباط به ونتزوج ونحب بشخص قد لا يتملكها، لذا يمكن القول إن لكل علاقة ظروفها وأحكامها التى تميزها، فالشخصيات والأماكن والظروف مختلفة، لكن هناك بعض القواعد والأساسيات التى يمكن البحث فيها والسعى لتطبيقها لنجاح العلاقات والحب وفى مقدمتها الاحترام والتقدير بين الطرفين.
وكيف يمكن اكتشاف من يتلاعبون بمشاعرنا؟
هناك علاقات تحت مسمى الحب ولكنها علاقات سامة ومؤذية تسمى توكسيك وتعتبر من أسوء ما يدمر المشاعر العاطفية وتحولها لمشاعر مدمرة وتجعل الشخص يعاني من الوحدة وللأسف الشديد البعض لا يشعر بالاستغلال العاطفي إلا بعد فوات الأوان، فإذا تحدثنا عن التلاعب باسم الحب فهنالك بعض الأمثال مثل: أحكام السيطرة وسحب كل الوعود التي قدمها لها في بداية التعارف، وتزوير الحقائق وسلب الحرية الشخصية للفتاة باسم الحب والتحجج بالخبرات السيئة التي مر بها، وفرض الرقابة عليها ومنعها من مخالطة الآخرين مثل الأصدقاء والأقارب بحجة الحب والغيرة عليها.
وهل يتناقض الحب مع تقدير الذات؟
حب الذات نعمة لأنه يجعل الإنسان يشعر بأهميته، وكلما كانت المرأة على قدر من الثقة بنفسها وتحافظ على كرامتها استطاعت الحفاظ على حبها وشريكها، فالاحترام والحب المتبادل وعدم المبالغة فى تقديم التنازلات أو التضحيات أساس العلاقات الناجحة.
وكيف نعزز حب الذات مع البعد عن الأنانية؟
هناك بعض الخطوات تجعلنا نحافظ على حبنا لأنفسنا أهمها التقرب إلى الله والرضا وتقبل النفس مع الابتعاد عن المقارنة مع الآخرين والاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة، والتأمل والطموح والتفاؤل والأهم الترفيه والتقرب من الأشخاص الإيجابيين، والسعى لتنمية الهوايات وممارسة الأنشطة المحببة، مواجهة المخاوف والصفات السلبية والتخلص منها.
تنساق الكثير من الفتيات وراء مشاعرهن دون الاحتكام إلى صوت العقل فما النصيحة التى تقدمينها لهن؟
يجب التوازن بين القلب والعقل فلا تجعلي العاطفة تسيطر عليك فتلغي تفكيرك الذي بدوره يقوم بتوجيهك وإرشادك لمعرفة الصواب من الخطأ، وقيمي الأمور بعقلك أولاً قبل أن توجهيها لقلبك، وكوني صادقة مع نفسك قبل الوقوع في الحب وتساءلي: هل هذا الحب صادق أم مجرد وهم للتقليد أو لسماع كلمات الحب والغزل وإرضاء غرور عواطفك، حافظي على قيمك ولا تجعلي انجرافك وراء الحب يلغي قيمك ومبادئك وأخلاقك التي تربيتي عليها فحتى الرجل لا يهتم ولا ينظر للفتاة التي تهين كرامتها وسمعتها بدافع الحب
ساحة النقاش