بقلم: صبورة السيد
الحب الحقيقي هو الحبّ الذي يسعى فيه الطرفان إلى أخذ خطوات تضمن استمرارهما معاً وتضمن ازدهار الحب ونماءه، هو ذلك الشعور العميق والرغبة بالتضحية والتفاني من أجل الشريك، واستحالة التفكير في حياتك دون وجوده، كما أنه تلك المشاعر القوية التي تستطيع أن تحافظ على قوتها رغم الظروف والزمن، فالحب الحقيقي بين الزوجين يظهر أكثر جلاءً مع مرور الوقت ووقوفهما معا في تحدياتٍ مشتركة دون أن تؤثر الأيام وشئونها على قوة مشاعرهما تجاه بعضهما.
وللحب الحقيقى علامات وإشارات، فهو غير مشروط، متكاملاً غير قابلٍ للتجزئة، ففي الحب الصادق لا يختلف عمق المشاعر تجاه الطرف الآخر بسبب الظروف، أو بسبب ما نمر به في حياتنا، أنت تحبها عندما تكون سعيدة أو حزينة، وهي تحبك عندما تكون غاضباً أو هادئاً؛ تحبها كما هى دون أن تحاول تغييرها بل تتقبلها كما عرفتها، تعشق جوهرها الذي لا يمكن تغييره.
كما أن الاحترام أساس الحب، فعندما يقع خلاف بين الشريكين، أو عندما يواجهان معاً موقفاً صعباً، ستشعر فعلاً أن الطرف الآخر يحترمك دائماً ويبرهن ذلك، فضلا عن الانفتاح في الحديث والصراحة، حيث يستطيع الحبيبان الحديث معا في المواضيع المختلفة دون حرج أو خوف من ردود الأفعال، فهو يساعدك أن تكون على طبيعتك، لأنك تعلم أن شريكك يحبك دون شروط أو قيود، لذلك لا تخشى أن تظهر على طبيعتك أمامه، وبمجرد أن تحاول التصنع فأنت في علاقة غير جيدة.
وفي علاقة الحب الحقيقي تشعر بالضيق إن لم يكن شريكك معك في تجربة سعيدة، لأنك تعلم أن سعادتك ستكون أكبر بكثير لو كنتما معا، كما يساعدك الحب الصادق على أن تحب نفسك أكثر، ويقدم لك الشريك الدعم العاطفي والنفسي لتشعر بمشاعر أفضل تجاه ذاتك، على عكس العلاقات الفاشلة التي تؤدي إلى انخفاض احترام الذات، ولا يشترط أن يكون الرجل والمرأة متطابقين حتى يدخلا في علاقة حب حقيقية وصادقة، لكن لا شك أن وجود قيم وأفكار متشابهة شرط من شروط الحب الحقيقي، وعندما تشعر أن العلاقة بينك والشريك تكاملية يكمّل أحدكما الآخر في التفكير والتصرف واتخاذ القرار؛ فهذه من علامات الحب الناجح.
ساحة النقاش