ابتسام أشرف

فى الوقت الذى تُخلص فيه الفتاة إلى حبيبها وترسم معه مستقبلها وتنسج عبر مخيلتها الأحلام الوردية لأيام سعيدة تجمعها بمن تحب فى عش الزوجية السعيد قد تستيقظ من ذلك الحلم على الحقيقة المرة وهى أنه لم يكن يحبها بل يتلاعب بمشاعرها ويقضى معها بعض الوقت فقط، فكيف تكشف الفتاة حقيقة ما إذا كان الشاب يحبها أم يتلاعب بها؟  

فى البداية تقول "ر.س" مهندسة: لم يحبني قط، كنت أعتقد أنه يحبني رغم نصيحة كل من حولي بالابتعاد عنه، لكن كانت مرآة الحب عمياء كما يقولون، ولكن بعد فترة شعرت أنني أكره نفسي، فهو لا يذكر ولا يرى سوى عيوبى ويوجه لى الاتهامات بشكل مستمر، وبعد تفكير طويل تبينت أنه يقضي معى بعض الوقت، وأننى لست سوى مجرد نزوة أو علاقة عابرة يتلاعب فيها بمشاعرى.

وتقول "ب. و" معلمة: اكتشفت أنه لا يتلاعب بي أنا فقط لكن أنا وثلاث فتيات أخريات، ورغم كلامه الناعم لكنه كان يتعمد ألا ينطق اسمى حتى لا يختلط عليه الأمر فينكشف أمره، بل كان يخاطبنى بحبيبتي أو روحي وهكذا، لكن لاحظت أن هناك فتاة بعينها لا تترك أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي لديه إلا وتعلق له بكلمات تدل على أنهما مرتبطان، وهنا بدأ الشك يراودنى، حتى تتبعت صفحتها لمدة شهر، بعده رسالتها واكتشفت خيانته، واكتشفنا معا أنه على علاقة عاطفية مع اثنتين من صديقات تلك الفتاة.

أما رودينا سيف، محاسبة فترى أنه وسط الانفتاح في العلاقات احيانا لا نستطيع التفرقة بين الشخص الجاد الذي يحبنا بصدق والمتلاعب، وتقول: دخلت في علاقة مع شخص لمدة سنتين، أعطيته فيها كل ما استطعت من حب ومشاعر لكن في النهاية اكتشفت أنه يتلاعب بمشاعري وأنه غير جاد ولا يريد الزواج بى، وأنها ليست العلاقة الأولى له بنفس الشكل حين يصل الأمر للزواج يهرب.

تجار المشاعر

وتقول "س. ف"، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب: الجامعة مليئة بالشباب الذين يتلاعبون بالفتيات ولا يحملون أى مشاعر صادقة تجاههن، لكنهم يرون تلك الفترة فرصة للتعرف على عدد من الفتيات حتى يصبح بين زملائه وأصدقائه "دنجوان عصره وأوانه"، لذا لابد من الحذر وأخذ الاحتياط دائما واتباع القيم والأخلاق التي تحمي الفتاة من تلاعب تجار المشاعر من الشباب، فهي المرجع الأول الذي يحافظ على القلب من أن يكسره أحد.

وترى منى خالد، مدربة تنس أن الرجل بطبعه متلاعب، والبعض يجد سعادته في التلاعب بقلب أكثر من امرأة، وأن المرأة الذكية وحدها التي تكتشف ذلك التلاعب، وتذكر أنها وجدت الرجل الذي أحبته بعد ثلاث أعوام من علاقتهما يخونها مع أخرى الأمر الذى فطر قلبها وأفقدها الثقة في كل من حولها.

للتلاعب علامات

بعد الاستماع إلى تجارب بعض الفتيات اللائى وقعن ضحيا لشباب يتلاعبون بمشاعرهن سألنا المختصين كيف تعرف الفتاة أن الشاب لا يحمل لها أى مشاعر حقيقية وإنما يقضى معها بعض الوقت ليتركها وحيدة تداوى قلبها الذى جرحه؟

تقول د. شيماء إسماعيل، استشاري الصحة النفسية وتطوير الذات: الحب هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية والمودة المطلقة الدافئة تجاه الطرف الآخر، وهو الانسجام والاندماج والارتياح والبهجة والإعجاب، لكن في بعض الأحيان قد تقع الفتاة في فخ التلاعب باسم الحب، لذا يجب عليها الانتباه والتركيز الجيد حتى لا تكون ضحية التلاعب العاطفي باسم الحب، وهناك بعض الأفعال التي تمكنها من اكتشاف كذب مشاعر الشاب ومنها؛ سرقة وقتها ومحاولة تحطيم طموحها وإطفاء الشغف لديها واستهتاره بمشاعرها تجاهه حتى تتمسك به أكثر ولا تواجهه بأخطائه.

وتضيف: إذا ما ادعي الشاب عدم معرفته بما يزعجها، أو إذا تحدثت وأوضحت يتهمها بأنها نكدية، وإذا ماطلها بوعودها زائفة لتمرير موقف ما ثم غدر بتلك العهود بحجة الظروف فعليها أن تنهى العلاقة قبل فوات الأوان.

وتقول بسمة سليم، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية: الرجل عندما يحب تغلب أفعاله تصرفاته، وقد لا يصرح بحبه أو يردد كلمات الحب لكن أفعاله تدل على ذلك، لكن الرجل الذي لا يهتم ويكثر من تقديم الأعذار فهذا ليس صادقا فى مشاعره، كما أن الرجل المتلاعب لا يحدثك سوى عن عيوبك فهو لا يحبك، لذا جميع عيوبك واضحة له بل ومن الممكن أن يرميك بما ليس فيك وينتقد تصرفاتك أو شكلك أو ملابسك، بينما الرجل المحب لا يقلل من شأن محبوبته، ولا يبحث عن أخطائها بل يتجاوزها.

وتتابع: الرجل المتلاعب ينسى دائما تفاصيلك مما يدل على عدم اهتمامه، ولاحظي إن كان مترددا حيال فكرة التعرف على أصدقائك أو مقابلتك بأصدقائه، فإذا كان لا يرغب أبدًا في مقابلة أصدقائك قد يكون ذلك لأنه لا يريد أن تأخذ العلاقة منحى جديا يحتم عليه الالتزام، هذا إلى جانب القلق الإضافي من احتمالية أن يتفوه أصدقاؤه بشيء عن الفتيات الأخريات التي يراهن، سواء كان يرى امرأة أخرى أم لا

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,787,910

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز