حوار: أميرة إسماعيل 

أرقام صادمة كشفها د. عمر حسن، مستشار وزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة، وأستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العينى، حول معدل النمو السكانى فى مصر، حيث أكد أن هناك 233 طفلا يولدون فى الدقيقة بمعدل طفل كل 15 ثانية، وهو ما قابلته الدولة بإجراءات حاسمة وفورية بالتعاون بين وزاراتها ومؤسساتها المختلفة.

وشدد مستشار وزير الصحة أن الزيادة السكانية خطر يهدد التنمية ويعوق مسيرتها، فضلا عن آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، كما أوضح مبادئ الاستراتيجية الوطنية للسكان 2023-2030 .

فى البداية ما الأرقام الرسمية للزيادة السكانية فى مصر الآن؟

أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد سكان مصر بالداخل بلغ (105,858 مليون نسمة وذلك وفق الساعة السكانية المرتبطة بقاعدة بيانات تسجيل المواليد والوفيات بوزارة الصحة والسكان، وكان عدد السكان قد بلغ 104,395 مليون نسمة يوم الأحد الموافق 1\1 /2023 وبذلك يكون قد تحققت زيادة سكانية  قدرها  (1,463) مليون نسمة خلال الفترة من 1\1\2023 حتى 1\1\2024  وبهذا يبلغ متوسط عدد المواليد   5599 مولودا يوميا أي 233 مولودا فى الساعة أي 3,9 مولود فى الدقيقة بما يعنى مولود كل 15,4 ثانية.

وما الجهود التى بذلتها الدولة لمواجهة هذه الزيادة المستمرة؟

جهود عديدة بذلتها الدولة المصرية وكان آخرها ما اتفق عليه وزيرا الصحة والأوقاف بتشكيل فريق عمل مشترك من الدعاة والواعظين والأطباء لإلقاء الخطب والمحاضرات على المواطنين بدور العبادة وأماكن التجمعات والمدارس والجامعات لزيادة الوعي بأساليب الصحة الإنجابية، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان والصحة والتنمية والتي تم إطلاقها في شهر سبتمبر الماضي، وقد رشحت وزارة الصحة عددا من الأطباء الملمين إلمامًا تامًا بهذه القضية ومخاطبة الرأي العام بها، وسيكون ذلك عقب صلاة الجمعة في المساجد الكبرى، وفي هذا الإطار تم تخصيص خطبة الجمعة ٥ يناير ٢٠٢٤ وكانت بعنوان "الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل"، كما تعمل وزارة الصحة على توفير كافة وسائل منع الحمل الحديثة ومجانا ومنها وسائل غالية السعر "حيث قد يتخطى سعرها الألف جنيها" ومع ذلك يتم إتاحتها بالمجان فى الوحدات الصحية مثل اللولب الهرومونى وكبسولة تحت الجلد وهى واحدة من أهم الوسائل المتوفرة حاليا فى الوحدات الصحية والتى وفرتها وزارة الصحة وهى كبسولة صغيرة توضع تحت الجلد وتمنع الحمل لمدة 3 أعوام. 

وما الآثار السلبية لزيادة الإنجاب على المستوى الفردى والقومى؟

على مستوى الفرد فإن زيادة الإنجاب تؤثر على صحة المرأة حيث تعتبر السيدات الحوامل أكثر عرضة لسوء التغذية والأنيميا بالإضافة إلى احتمالية إصابتها بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم أو النزيف قبل الولادة وذلك بسبب كثرة عدد مرات الإنجاب، كما ينتج عن تكرار الحمل والولادة والرضاعة أن تستهلك كمية كبيرة من أملاح الكالسيوم من جسم المرأة ما يتسبب فى حدوث لين في عظامها خاصة الحوض ويؤدي ذلك إلى ضيقه وبالتالي إلى صعوبة مرور الجنين خلاله إلى الخارج فتتعسر الولادة وتكون النتائج غير محمودة، أما على المستوى القومى فقد زاد عدد السكان بين عام 2010 وعام 2024 حوالى 25 مليون نسمة وهذا يعكس عدم التوازن بين النمو السكاني والاقتصادي، وقد أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أن النمو الاقتصادي ينبغي أن يكون ثلاثة أضعاف معدل النمو السكاني كي يكون قادرا على توفير الوظائف اللازمة للجيل الجديد، وهذا يعنى أن معدل النمو السكاني في مصر والذي وصل إلى 2.56% خلال الفترة من 2006- 2017، يحتاج إلى نسبة نمو اقتصادي تتجاوز 7.5% سنويا حتى يستطيع المواطن أن يجنى ثمار التنمية.

وما الطريقة الصحيحة لتنظيم الأسرة ؟

يجب أن نوضح أن الإنجاب حق من حقوق الإنسان وإذا اكتمل الإطار الصحي للإنجاب وكانت المرأة أو الأسرة تريد إنجابًا صحيحًا سليمًا فعليها أن تتعلم أن الحمل يجب ألا يحدث قبل سن الثامنة عشر عاما، وألا يحدث بعد سن الخامسة والثلاثين، وأن يباعد ما بين حمل وآخر على الأقل مدة تصل إلى ثلاث سنوات، وألا يحدث الحمل أكثر من ثلاث مرات، وأؤكد على ضرورة الحصول على الاستشارة الطبية في مجال تنظيم الأسرة فهى واحدة من أهم المجالات التي لم تحظ بقدر كاف من الاهتمام، ولا شك أن استخدام وسائل منع الحمل بدون مشورة سوف ينتهي إما إلى حدوث الحمل وزيادة مخاطر الإجهاض، أو يؤدي إلى أعراض جانبية أو مضاعفات تضر بمستعمل هذه الوسيلة كما تؤدي إلى الأضرار بسمعة الوسيلة نفسها ما يجعل الآخرين يحجمون عن استعمالها، كذلك يجب أن يتم إجراء الفحص الطبي بصورة سريعة وفعالة إذ يتعين قياس ضغط الدم، ويجب أيضًا تقدير الحالة الصحية العامة للزوجة واحتمالات إصابتها بالأنيميا، وبعد الانتهاء من الفحص الطبي يأتي دور الطبيب ليقدم النصيحة للزوجين، ويكمن دوره الرئيسي في استبعاد الوسائل الخاطئة وتقديم الوسائل المتاحة للزوجين، وتترك الكلمة الأخيرة للزوجين بالنسبة لاختيار الوسيلة ومع ذلك يتعين على الطبيب توجيههم نحو القرار الذي يجب أن يتخذوه وذلك من خلال شرح كل وسيلة على حدة والآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدامها والمضاعفات الممكن حدوثها وأن يتفاعل مع مخاوفهم الوليدة ويتعامل معها بكل أمانة ووضوح كما أنه من المهم جدًّا أن يوضح تمامًا أن تنظيم الأسرة جزء لا يتجزأ من صحة الأسرة، ويجب أن يكون واضحًا أنه ليس هناك شيء يسمى أفضل وسيلة تنظيم للأسرة إنما هناك دائمًا الوسيلة الأفضل بالنسبة لزوجين معينين لفترة زمنية محددة.

***** 

مبادئ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية ٢٠٢٣ – ٢٠٣٠؟

تتضمن الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023-2030 خمس مبادئ أساسية وفق ما أوضحه د. عمرو حسن، وهى:

- النظر إلى السكان باعتبارهم أحد عناصر القوة الشاملة للدولة، وألا تؤثر معدلات الزيادة السكانية على متوسط نصيب الفرد من الموارد الطبيعية، لاسيما المياه والطاقة وعلى أن تتناسب معدلات الزيادة السكانية على قدرة الاقتصاد الوطني في تحقيق مستوى مرتفع من التنمية البشرية، وتحقيق خفض في معدلات البطالة.

- مسئولية الدولة عن توعية أفراد المجتمع بأخطار معدلات الإنجاب المرتفعة على الصعيد الوطني، وأخطار الإنجاب المتكرر والمتقارب على صحة الأم والطفل، ومسئوليتها عن توفير خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بالمجان.

- تلتزم الدولة بإدماج المكون السكاني في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبتحقيق أهداف سكانية من خلال تنفيذ المشروعات القومية، وبتطبيق الحوافز الإيجابية لتشجيع تبني مفهوم الأسرة الصغيرة من خلال البرامج التي تهدف إلى تمكين الفقراء والتخفيف من حدة الفقر.

- المشكلة السكانية بأبعادها المختلفة تمثل تحديًا يستوجب ضرورة توفير البيئة المحفزة على مشاركة الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص، كما تتطلب إذكاء الجهود التطوعية لمواجهتها.

- تطبيق اللامركزية في إدارة البرنامج السكاني بما يزيد من فعالية وكفاءة المشروعات، وضمان مراعاتها للخصوصية الثقافية للمجتمع المحلي.