نجلاء أبو زيد
دنيا الحواديت
الطعام الحلال
يحكى أن أحد الأرانب الصغيرة قرر أن يتوقف عن سرقة طعامه من خس وجزر من الحقول وأن يعمل، درب نفسه على نباح الكلب ومواء القطط ليجد فرصة عمل، وذهب لصاحب مزرعة وعرض عليه أن يعمل لديه فيقلد نباح الكلب إذا رأى ذئبا قادما من بعيد فيفر الذئب، وإذا لمح فأرا يقصد المزرعة يقلد مواء القطط، ضحك صاحب المزرعة وسأله عن سبب ذلك، فأخبره أنه كره الحرام في طعامه، ووافق صاحب المزرعة بشرط أن يبعد أيضا الطيور الصغيرة التي تلتقط القمح من الصوامع، فأخبره أنه سيظل يجرى في الصوامع مما يجعل الطيور لا تلتقط القمح وتترك المكان بعد فترة، وبدأ العمل وأكل الجزر والخس في تلذذ لأن صاحب المزرعة يقدمه له مقابل عمله.
****
سؤال محيرنى
صديقة ابنتى
ابنتى تبلغ من العمر 14 سنة، طيبة جدا تصدق صديقتها بلا تفكير والأخرى تستغلها بشكل واضح، وكلما نصحتها ترفض نصيحتى قائله "دى صحبتى"، أخشى أن تتعرض لصدمة ولا أعرف كيف أحميها من استغلال صديقتها؟
ماما عبير
بداية طيبة ابنتك ليست عيبا فيها لكن دليل على حسن الخلق، وعليك أن تقومى بدورك فى توعيتها بشكل هادئ وعاقل، فكثرة اتهاماتك لصديقتها لن تجعلها تبتعد عنها، لذا عليك تغيير أسلوبك لأنها حتى وإن قطعت علاقتها بهذه الصديقة التى ترين أنها تستغلها وربما يكون حكمك خاطئا ولو بنسبة ضعيفة فإنها سيتم استغلالها من قبل فتاة أخرى، لذا عليك مساعدة ابنتك فى تطوير شخصيتها وتعلم الحذر فى العلاقات مع الآخرين، فمشكلتك ليست مع الأخريات لكن مع تطوير أسلوب ابنتك فى التعامل مع الصديقات، وهذا يأتى بصداقتك لها ومنحها الفرصة لتختار الأشياء التى تريدها، فربما يكون ارتباطها بمن تستغلها شعورها أنه لا أحد يفهمها أو يستمع لها إلا هذه الفتاة، فكلما وثقتي علاقتك بابنتك ودعمتي ثقتها فى نفسها استطاعت وضع ضوابط على علاقتها بالآخرين، كذلك عليك الاشتراك لها فى أنشطة جماعية افتحى أمامها مجتمعات أخرى ربما تجد فيها بدائل لصداقات أخرى لا تكثرى من لوم هذه الصديقة أمامها لكن ساعديها بشكل غير مباشر فى اكتشاف حقيقتها.
****
كلمة فى ودنك
خطأ يقع فيه معظم الآباء عندما يعلمون أبناءهم أن البكاء ليس من الرجولة، فالبكاء يعلمه الإحساس فأحرص كأب على دعم إنسانيته.
يتمنى الكثير من الأهل أن يكبر الأبناء لتقل مسئوليتهم وفى سبيل ذلك يتعجلون إنهاء طفولة أبنائهم ويحرمونهم الاستمتاع بها.
ابنك ليس مسئولا عن تحقيق ما فشلت فيه، وعليك اكتشاف مواهبه وأحلامه ومساعدته على تحقيق ما يريد وليس ما كنت أنت تريده.
إذا أردت طفلا رائعا ومثاليا فاحرص على أن تكون أنت هذا الأب، فالانشغال عن الأبناء ورغبتنا أن يكونوا رائعين لا ينسجمان.
****
حصة تربية
القدرة على القيادة
تحلم الكثير من الأمهات بأن يكون ابنها صاحب شخصية قيادية وليس تابعا لأصدقائه وأن يتخذ قراراته بناء على رغبته وليس بناء على ما يرضى المحيطين به.
وحول طريقة تربية شخصية قيادية سألنا د. سامية عبد الله، أستاذ علم نفس الطفل فقالت: تنشئة طفل له قدرة على القيادة يحتاج وعيا كبيرا من الأم لأن ضعف شخصية معظم الأطفال سببه الأساسى أخطاء تربوية تقع فيها معظم الأمهات دون إدراك لخطورتها على أبنائهم فى المستقبل، فالأم تريد أن يكون ابنها مطيعا هادئا لا يناقش ولا يختار داخل البيت، ثم عندما يحتك بالمجتمع الخارجى تشكو من ضعف شخصيته وعدم قدرته على اتخاذ قرار بنفسه وأنه تابع لزملائه ولا تريد الاعتراف أنها من أوصلته لهذه الحالة عندما ربته على الطاعة العمياء، فالطفل لا يتحول فجأة من كائن بلا رأى لكائن مؤثر فى قرارات الآخرين، لذا على كل أم أن تهتم بأن تمنح ابنها فرصة التدرب على الاستقلال فى صغره ليستطيع أن يقود حياته عندما يكبر ويعيش فى مجتمع مع زملاء من سنه، ويمكن أن تبدأ بأن تمنحه فرصة اختيار ملابسه وألوانها وقصة شعره وترتيب أشيائه فى الدولاب، والطعام الذى يريد تناوله، والأماكن التى يحب الذهاب إليها، والرياضة التى يفضل ممارستها، ولا تجعله دائما منفذا لاختياراتها، وحسب كل مرحلة سنية يمكن منحه المزيد من الاستقلال والأخذ برأيه وتدريجيا سيدرك الكثير من الأمور حتى اختياراته الخاطئة ستعلمه الاستماع للنصيحة، وهكذا عندما يكبر ويحتك بنظرائه سيكون له دوما قدرة على تحديد ماذا يريد لأنه تدرب على الأمر منذ صغره، وختمت حديثها مؤكدة على أن الأمر يحتاج جهدا وصبرا حتى يستطيع أن يكون صاحب شخصية قيادية.
ساحة النقاش