بقلم: رانيا شارود
يختلف شهر رمضان الكريم عن باقى الشهور، فهو شهر بركة وخير، فضله الله عز وجل بنزول القرآن الكريم، وبه ليلة خير من ألف شهر فقَالَ: "شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"، وقال: "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، فمكانة هذا الشهر عظيمة وله روح جميلة مختلفة عن أى شهر، وعلى الرغم من تأكيد المسلمين فى شتى بقاع الأرض بهذا إلا أن شهر رمضان فى مصر "أم الدنيا" مختلف عن العالم كله بروحه الجميلة، حيث تتزين شوارع المحروسة بزينة رمضان احتفالا بقدومه، يجتمع كل أطياف الشعب المصرى المتحابة ويتشاركون فى تعليق الزينة فى الشوارع، بالإضافة إلى المحلات التى تبدأ فى تجهيز ياميش رمضان قبل قدومه بشهر، تستمع إلى أغانى رمضان التى تملأ روح البهجة والمحبة، ويبدأ بسحور أول يوم رمضان وصوت أذان الفجر ليبدأ أحلى رمضان، ونسمع صوت المسحراتى بصوت الفنان سيد مكاوى، وتواشيح النقشبندى، بل لا أبالغ إذا قلت أن له رائحة نشمها فى الشوارع والطرقات.
من الروح الجميلة التى يتميز بها شهر رمضان هو لمة العائلة والأحباب، يشعر بتلك الروح من فقد أحبابه ممن كانوا يفطرون معه، رمضان هو شهر الفرحة والضحة واللحظات الجميلة، فكل لحظة فى مصر مختلفة، له طقوسه وأكلاته المميزة، حيث الكنافة والقطايف، والأطباق التى تتفنن فى إعدادها ربات البيوت، أما عن الروحانيات فحدث ولا حرج، مصر هى بلد الأزهر، والحسين، وجامع عمرو، وخان الخليلى، حيث السهرات الرمضانية والعبادات الروحانية.
رمضان شهر البركة والتكافل والمحبة والتواصل، فكما أن الصيام شرع ليشعر الغنى بجوع الفقير يجب على المسلمين جميعا أن يعلو مبدأ التكافل فيما بينهم، وليتعاونوا على تخفيف الأعباء على الفقراء ومد يد العون للمحتاجين، ويوحدوا كلمتهم وموقفهم لمواجهة معدومى الضمائر من التجار الذين يتاجرون بأقوات الناس ويتربحون من احتياجاتهم الضرورية.
ساحة النقاش